لكل منا مهنة يعيش منها، ويذهب إليها بشكل يومي، يعمل ويجد ويجتهد ويقوم بأداء مهامه الوظيفية، ولكن ليس بالضرورة أن يشعر الجميع بالسعادة والفرح في وظائفهم، ولكن ماذا لو أصبحت لديك مهنة وصرت تحبها وتذهب إليها بحماس وتصبح وكأنها هواية ممتعة، إنها المهنة التي تصنعها بنفسك وتصبح جزءاً من حياتك ولم يجبرك عليها أحد، تؤديها باستمتاع كامل دون أن تشعر بأنك محاصر بالوقت ولا الزمان ولا المكان ولا يوجد من يحاسبك عليها ولا يوجد فيها سجل للحضور أو الترقيات ولا أن يحتسب عليك ساعات للحضور أو الاستئذان وليس من يخصم عليك مبالغ مالية أو حتى أيام أو ساعات، إنها المهنة التي تحبها وتقضي وقتك معها، وتمارسها بكل حب، المهنة التي تخصك وتكشف من خلالها عشقك وميولك ومواهبك الخاصة. وقد تسألني ما هي أجمل مهنة في العالم؟ إنها موهبتك؛ قد تكون مؤلفاً، تاجراً، موسيقاراً، رساماً وغيرها، إنها تبدأ بالموهبة وتنتهي بالحرفية والبراعة وربما قد تكتسب دخلاً جيداً يساعدك على تطويرها واحترافها، قد تكون موهبة من طفولتك، من حياتك، وذاكرتك، ابحث عن المجال الذي تحبه وتشعر بسهولة عند العمل فيه وتحتاج إلى تطويره ويمكن أن تتفرغ للعمل فيه، كل واحد منا لديه مهنة يحبها مثلا، الكتابة تعتبر بالنسبة لي أهم مهنة في العالم، إنني وسط تلك الحياة وزحمتها أشعر بأن الكتابة هي العالم الذي أرتاح فيه وأشعر بالسعادة عند كتابة هذه السطور، لذلك حاول البحث عن موهبة أو مهنة تحبها ويمكن أن تمارسها بعد تقاعدك، ثق أن رغبتك هذه سوف تغير حياتك. اجعل من وظيفتك التي تحبها أجمل مهنة في العالم بفعل رغبتك في التميز والإبداع وحتماً سوف تحصل على التقدير والإشادة، انظر من حولك للفنانين والرياضيين والمؤلفين وغيرهم وسوف تجد كل واحد اختار عملاً يحبه ويسعى من أجله بكل حماس، فلماذا لا تصنع من موهبتك أجمل عمل تحبه؟ لذلك من الأفضل أن تعمل ما تجيد فعله، حتى تتمكن في أوقات فراغك من أن تفعل ما تحب. أستحضر في هذا السياق قصة شاب يسمى امانسيوا أورتيجا، الذي ولد في عائلة شديدة الفقر، ترك مقاعد الدراسة لمساعدة عائلته ماديًا، عمل في شركة كعامل يساعد الخياطين ويوصل الملابس للأسر الميسورة الحال لبيعها، ولأن هذا الشاب متميز بالذكاء رغب بتعلم جوانب مهنة الخياطة، وعرف أين يجد الزبائن لكل تصميم من الملابس، بعد فترة من الزمن قام بافتتاح متجر صغير مع زوجته، تحت مسمى زوربا، وكان يبيع في ذلك المحل الملابس التي يقوم بتصميمها بنفسه وبمساعدة زوجته، كان يستوحي تصاميمه من التصاميم التي كان يطلبها الأثرياء في فترة عمله السابقة، وبسبب نقص الزبائن والمشترين، كان يدق أبواب البيوت ويعرض عليهم تلك الملابس، بعد فترة من الزمن اتفق هو وزوجته على تغيير اسم شركتهم إلى اسم جديد هو «زارا»، وكان ذلك ميلاد تلك الماركة الشهيرة التي يعرفها الكثير من عشاق الموضة الآن والتي لديها اليوم أكثر من سبعة آلاف فرع في أنحاء العالم. الذي أريد الوصول له من سرد هذه القصة، هو أن الإبداع قد يكون أجمل مهنة ولهذا فإن النجاح والإبداع في بعض الأحيان نحن نصنعه بقدراتنا وذكائنا، يقول كونفوشيوس: «اختر وظيفة تحبها ولن تضطر الى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :