سرّعت فرق الإنقاذ المغربية، أمس، عملياتها بحثاً عن ناجين محتملين وسط الأنقاض التي خلفها زلزال دمر العديد من القرى فجر أمس الأول، مخلفاً مئات القتلى والجرحى ودماراً واسعاً. ولا يزال المغرب تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه الذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وبلغ تعداد ضحاياه حتى مساء أمس، 2122 قتيلاً، فيما تم تسجيل 2421 مصاباً. وقال مدير الهلال الأحمر في مدينة مراكش المغربية، محمد النص، إنه لا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض بدقة. وأضاف النص أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة، ولا يمكن تحديد موعد إعلان الانتهاء منها، مؤكداً عدم وصول فرق إنقاذ أجنبية للمساعدة حتى الآن. ولفت إلى التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ وتتمثل بـ «طبيعة البنايات الهشة والتضاريس، وصعوبة الوصول إلى بعض القرى الجبلية». وضربت هزة أرضية ارتدادية، أمس، مناطق قريبة من مركز وقوع الزلزال. وأفاد مرصد الزلازل الأورومتوسطي، بأن هزة ارتدادية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر وقعت على بعد 77 كيلو متراً جنوب غربي مدينة مراكش، وشعر بالهزة سكان مراكش والحوز وتارودانت، حوالي الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي. وبثت القنوات التلفزيونية المغربية أمس، صوراً من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماماً، من بينها قرية «تفغاغت» الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومتراً من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غرب مراكش. وعرضت قنوات محلية مشاهد لبعض القرى وقد هدمت تماماً، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة «الحوز» الجبلية، بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو، كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ. وتجمعت عائلات في مراكش في الساعات الأولى من صباح أمس، بعدما أمضت ليلة ثانية في الشوارع خشية الهزات الارتدادية. وخيمت حالة من عدم اليقين على الكثيرين في مراكش التي تبعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي مركز الزلزال، وأعربوا عن قلقهم من أن الزلزال ربما يكون ألحق أضراراً بمنازلهم، أو ربما تدمرها هزة ارتدادية في الساعات أو الأيام المقبلة. وفي السياق، أخلى مسؤولون مغربيون، مستشفى في منطقة «تاحناوت» في مراكش، أمس، من المرضى، ونقلوهم إلى مستشفى ميداني، أعد على عجل، على ناصية أحد الشوارع، بعد أن تضرر مبنى المستشفى من الزلزال. وأعاد المسعفون، توزيع المرضى وأخرجوهم من المستشفى إلى خيمة كبيرة جهزت، بسبب القلق من انهيار المستشفى. وأدى الزلزال إلى انقطاع الماء والكهرباء عن عدد من المناطق المتضررة. وقال شهود عيان، إن عدداً من المناطق التي ضربها الزلزال عرفت خلال الساعات الماضية انقطاع خدمات الماء والكهرباء. وشوهدت المصالح المكلفة بهذه الخدمات وهي تعمل لضمان عودة الكهرباء والماء لبعض المناطق، وفق الشهود. وقالت وزارة التجهيز والماء، إنها «قامت برصد حالة السدود بعد الزلزال، وتبين أنه لم يحدث أي ضرر بهذه البنيات التحتية المائية، ما عدا انقطاع التيار الكهربائي بسد واحد». وأوضحت الوزارة في منشور عبر فيسبوك، أن «مياه سد واحد تعكرت لفترة وجيزة». وأضافت: «كل التجهيزات المائية تستغل بصفة عادية لسد الاحتياجات من الماء الصالح للشرب». وتواصلت أمس، عمليات نصب خيام وتوزيع مساعدات على عدد من المناطق المتضررة من الزلزال. ووفقاً لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، فإن «فريقاً من عناصر الوقاية المدنية، عمل وبسرعة فائقة، على تحميل الشاحنات من أجل إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين من الزلزال». وأفادت مصادر محلية بأن عناصر الوقاية المدنية يواصلون نصب الخيام وتوزيع مساعدات، بينها أغطية، في قرى متضررة في إقليمي «أزيلال وشيشاوة»، وضواحي مدينة مراكش. وفي السياق، قال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، إن عدداً من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال اختفت نهائياً. وأضاف وهبي، في مداخلة لقناة تلفزيونية، أن عدداً من الأحياء القديمة، وبعضها تاريخي في مدينة «تارودانت»، تضررت بشكل كبير. وأشار وهبي إلى أن السلطات تعمل على إيواء السكان غير القادرين على العودة لمنازلهم في المناطق المتضررة، وتسعى للتغلب على انقطاع طرق في محيط «تارودانت»، وأولويتنا توفير الخدمات الأساسية.
مشاركة :