آمل بالعودة لتقديم برامج الأطفال على تلفزيون البحرين

  • 3/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد عن التلفزيون شوي... أنت يلي تطالعني... أي بعد شوي... بهذه العبارة يشتهر ضيف ذكريات لهذا الأسبوع الفنان القدير محمد ياسين والمعروف بـ بابا ياسين، فطالما وجه هذه العبارة لمتابعيه من الأطفال في برامجه التلفزيونية حفاظا على صحة عيونهم. فمحمد ياسين الذي بدأ بالدخول في عالم المسرح باكرا، صار علما من أعلام فن وإعلام الطفل ليس في البحرين فحسب، بل على مستوى المنطقة. وحين بدأ بابا ياسين بالتمثيل لأترابه في الحي، في طفولته، لم يكن يمتلك من الأدوات لذلك، إلا دفة -عباءة- والدته، فقد كان يستخدمها كستارة للمسرح، والذي يكون فيه هو المخرج والممثل والمؤلف وإلخ... الوحيد، وكانت هذه المسرحيات والتي يستقي قصصها من مجلات الأطفال، تدر عليه مبالغ مالية زهيدة، فكل نفر من جمهوره يدفع ما يقارب آنتين أقل من 25 فلسا لكنها أدخلت السعادة في قلبه وهو ابن العائلة البسيطة، في الأسبوع الماضي تناولنا الحديث حول طفولة وبداية تعليم بابا ياسين، وفي هذا الأسبوع نتاول مراحل لاحقة. يقول محمد خليفة حسن محمد ياسين لـذكريات انتقلت في المرحلة الإعدادية بمدرسة الهداية الخليفية، وانتقلت معي مشاركاتي اللاصفية، حيث كان لي الكثير من المشاركات الفنية داخل المدرسة، فقد كنت أقدم فن المنولوج، والذي كان الأستاذ الفاضل عتيق سعيد، يضيف كلمات مدرسية فيه. ولا أنسى أبدا مشاركتي في فقرة فنية حول حرب الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي، إذ تألقت فيها بأدائي، وبعد انتهاء الحفل والذي حضره وجهاء البحرين، تم جمع مساعدات لطلاب المدرسة الفقراء وللمدرسة، حينها قدم لي الكاتب والشاعر إبراهيم العريض قاموسا عربي انجليزي، كتب عليه عبارة لا تغيب عن بالي أبدا، نصها أخي الطالب النجيب لقد كنت موفقا قبل أيام على مسرح المدرسة، فعسى أن ياخذ الله بيدك على مسرح الحياة، كان هذا في العام 1958، ومازلت احتفظ وأعتز به. وبدوره أعطاني الشاعر عبدالرحمن رفيع 20 روبية وثوبا وجوتي، فكانت أول الهدايا التي استقبلها من عالم التمثيل. كما كنت أشارك في مسابقات الجري على مستوى البحرين، وأحوز على المرتبة الأولى. وكونت فريق كرة قدم في الحي اسميناه جبهة التحرير، معي في هذا الفريق كل من جاسم مندي الحكم الدولي، محمد الشايجي، عبدالعزيز البنعلي، يوسف الشروقي، محمد علي البنعلي، محمد جاسم البنعلي، علي الغريب، وآخرون، فيما ترأست أنا الفريق. ولتمويل الفريق أنشاءنا دكانة صغيرة، تم تخصيص الفوائد التي نجنيها من البيع فيها للفريق، تبضعنا من المنامة مجموعة صناديق خشبية، قمنا بتحويلها إلى صندقة، وضعنا عليها قفلا، لنضع فيها بضاعتنا المكونة من الحلويات، العكوس، سمبل، حب الفساد، نخي. واللافت في الأمر أن الأندية الرياضية في السنوات الأخيرة، تنبهت إلى إنشاء مشاريع تجارية تخصص أرباحها لتمويل نواديها. وفي المرحلة الثانوية، توجهت إلى مدرسة المنامة الثانوية وتخصصت فيها بقسم المعلمين الرياضة، وفور تخرجي ولكون تخصص التدريس جديدا بالبحرين، التحقت مباشرة بسلك التعليم، وكانت بدايتي في عالم التدريس في مدرسة القضيبية، أو كما يطلق عليها اليوم مدرسة عبدالرحمن الداخل، والواقعة في بيت الزياني، ومن بين التلاميذ الذين قمت بتدريسهم عضو الشورى جمال فخرو، ورجل الأعمال يوسف فخرو، عادل مطر، علي شاهين، جمال بوشقر. كما انتقلت للتدريس في مدرسة راس رمان، لمدة عامين، قبل أن انتقل للتدريس في إمارة أبوظبي في العام 1970، ضمن البعثة التعليمية البحرينية، ورغبة في تطوير وضعي المعيشي، وعلى الرغم من أن الفرق ليس كبيرا جدا بين الراتب الذي أتقاضاه في البحرين 70 دينارا، وبين الراتب المعروض عليّ للتدريس هناك 105 دنانير، بيد أن تطلعي الأكبر كان لفتح آفاق جديدة لي، وهذا ما حصل فعلاً. سوالف بوسعد وأم سعد وحين توجهت إلى أبوظبي كانت المنشآت والبنى التحتية قيد الإنشاء، وكانت العملة المستخدمة الريال القطري قبل الاتحاد. فتحت أبوظبي لنا أبوابها، شرعتها بكل رحابة وقدمت لنا دعمها. فمن جهة قائد كشاف في المدرسة، ومدرس في محو الأمية (تعليم الكبار)، ومن جهة أخرى فقد دخلت في أبوظبي إلى عالم العمل في الإذاعة. وكان يرأس إذاعة أبوظبي حينها يوسف سعد بحريني الأصل، فكانت بدايتي مع سوالف بوسعد وأم سعد، والتي كانت تذاع كل جمعة، والتي كان يخرجها ويكتبها محمد جناحي، وكنت استلم عن كل حلقة من 5 إلى 7 دنانير، وقدمت لاحقا مسلسل الببغاء المسحورة، والتي كانت بوابة عبوري إلى التلفزيون، إذ نالت مع البرنامج الذي سبقها، الاستحسان الواسع بين المسؤولين في إعلام أبوظبي والمستعمين، وأتاحت لي فرصة الحصول على عرض للعمل في التلفزيون، وتحديدا برنامج نادي الأطفال، والذي يستمر لمدة ساعة كاملة على تلفزيون أبوظبي ويشارك فيه الأطفال، واقترح عليّ حينها مدير التلفزيون د. عبدالله نويس، ارتداء الزي التقليدي في أبوظبي وهو العمامة واللحية، في كاركتر رجل عجوز لأن هناك من يتحفظ من أولياء الأمور على تواجد أطفالهم الاناث مع رجل غريب، ولكنهم سيتقبلون ذلك مع رجل كبير في العمر، وكان يعد البرنامج علي المحميد من العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم، وأعددت البرنامج لفترة أيضا. وفي صعيد آخر، فقد كنت في أبوظبي أيضا حكما لمباريات كرة القدم، وحكمت عددا من المباريات، من بينها مبارة كبيرة بين شرطة أبوظبي ونادي الاسماعيلية المصري، بيد انني فضلت الابتعاد عن مجال التحكيم، لكي لا يتعارض مع الصورة التي اظهر بها في الإذاعة والتلفزيون. ومرت الأيام والأشهر والسنوات، وكان من المفترض أن ابقى لأربعة أعوام فقط في أبوظبي، بيد ان وزارة الإعلام في أبوظبي لم تتخل عني، ونقلتني من وزارة التربية والتعليم في أبوظبي، إليها في العام 1975، وابتعثتني لحضور مؤتمرات ودورات تدريبية في عدد من الدول ومنها ألمانيا، اليابان، العراق، سوريا وتونس. افتح يا سمسم وتوالت أعمالي التلفزيونية والفنية فمن افتح يا سمسم بجزئيه الثاني والثالث، في دور جاسم صاحب المكتبة، إلى الدراما مسلسل جحيفان، كما انني مثلت الإمارات بالمسرح العربي في سوريا، وكنت اشارك في التمثيليات التي تعرض في الامارات، وأنا أول من أسس سينما للطفل عبر فيلم الإمارات الحديثة، كما كتبت عمودا في مجلة ماجد باسم عيالي الحلوين في بدايتها، وتم تكريمي على ذلك في حفل تأسيس المجلة. وبعد 13 عاما من العمل في الإمارات والمشاركة في نشاطها الإعلامي والفني، كان لا بد أن أسير نحو نداء الحنين إلى وطني البحرين، بالرغم من إصرار مسؤولي وأهالي أبوظبي على عدم تركي لها. عدت للبحرين، وتزوجت، وأثمر زواجي كلا من غادة، خالد، طارق، خليفة وفيصل، هم وأولادهم وطبعا زوجتي سعادتي وثمرة فؤادي. وفي البحرين قدمت وشاركت في إعداد برنامج دنيا الأطفال، على إذاعة البحرين عام 1983، مع شيخة أحمد والشيخة عايشة آل خليفة. وتوالت أعمالي للأطفال فمن مفاتيح الكنز، الطريق للجنة، حزاوي بابا ياسين، رمضانيات بابا ياسين، قل ربي زدني علما، مدينة المعلومات، أبناء الوطن، وغيرها. يقول بابا ياسين ردا على سر تألقه في عالم الأطفال حب الأطفال، فحين تقدم للطفل الحب يرده لك، فهو لا يعرف المجاملات ولا النفاق، أنا أقدم للطفل الحقيقة ولا أمثل عليه، وهو يستطيع اكتشاف ذلك. كما شاركت في الأعمال الدرامية ومنها مسلسل ليلى، ظل الياسمين، الكلمة الطيبة، لو اني اعرف خاتمتي، ريح الشمال، ثلاثية العين، وغيرها، وشاركت في الفيلم السينمائي أربع بنات. اتحفظ في اختيار أدواري، فلا يمكنني قبول أي دور، وخياراتي تكون نحو الأدوار التي تضيف لي وتقدم للناس شيئا جديدا. وفي عام 2002 تقاعدت عن عملي الرئيسي في الوزارة، ولكنني طبعا مازالت أشارك في الأعمال الفنية والإعلامية، ولي مساهمات تطوعية في البرامج المجتمعية مثل برامج ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنا على استعداد لتقديم برنامج للأطفال على تلفزيون البحرين، فأبناؤنا بحاجة لبرامج تغرس وتؤكد على القيم والأخلاقيات فيهم، كما آمل أن يكون هناك إنتاج بحريني خلال شهر رمضان. وسام الكافاءة من الدرجة الأولى وحول الوضع الفني اليوم في الخليج بشكل عام، والبحرين بشكل خاص يشير بابا ياسين إلى تقدم الفن في خليجنا، وفي المقابل تحولت أغلب الأعمال المسرحية لمشاريع ربحية بحتة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود البديل ففي الإمارات مثلا يتم تقدم فن حقيقي للأطفال، وفي البحرين أيضا، ولكنه بحاجة لمضاعفة تسليط الضوء عليه إعلاميا، ولمزيد من الدعم. هذا وقد حصل الفنان القدير والمحبوب محمد ياسين على وسام الكافاءة من الدرجة الأولى من جلالة الملك في العام 2014. اليوم، وبعد كل هذه الإنجازات بابا ياسين قانع بما حقق، وسعيد برصيد محبة الناس، وفخور بكل أدواره باستثناء دور وحيد قام به في برنامج رسالة في أبوظبي، لأنه كان يقدم فيه دور رجل شرير، فهو لا يفضل أن تتعارض صورته في مخيلة الأطفال والمشاهدين عموما مع الصورة التي يظهر بها للجمهور. ومازال بابا ياسين يقدم العطاءات في دعم حركة فن وإعلام الطفل، والفن والإعلام عامة، ونحن بدورنا نأمل له كل التوفيق وأن يحقق أمله في العودة لتقديم برامج للأطفال على تلفزيون البحرين. المصدر: رباب أحمد

مشاركة :