مقالة خاصة: رجال الإنقاذ يسابقون الزمن وسط ارتفاع عدد الضحايا جراء زلزال المغرب

  • 9/11/2023
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يسابق رجال الإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين وسط ارتفاع عدد الضحايا إلى 2497 شخصا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المغرب ليل الجمعة. وبحسب التقارير، فإن رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى المناطق الأكثر تضررا، لأن مركز الزلزال يقع في منطقة جبال الأطلس المعزولة التي يصعب الوصول إليها، وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى هناك بسبب الصخور المتساقطة جراء الزلزال. -- الحفر بأيد عارية وقالت كارولين هولت، مديرة إدارة الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوم الأحد، إن الوضع على الأرض يشكل تحديا كبيرا لجهود البحث والإنقاذ، مشيرة إلى أن "إدخال الآلات الثقيلة إلى تلك المناطق النائية" يعد "أولوية". وفي حي سكني في أمزميز، وهي بلدة صغيرة تقع عند سفح سلسلة جبلية ضربها الزلزال، شاهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) أفراد الشرطة والسكان المحليين وهم يحفرون بين الأنقاض بالمجارف أو حتى بأيديهم العارية نظرا لأن الآلات لا تستطيع المرور في الأزقة الضيقة بين المباني. وتناثرت أكوام من حطام المباني التي خلفها الزلزال في كل مكان في أمزميز، حيث لم تتمكن المباني المشيدة بالطوب اللبن من تحمل الهزات القوية. وفي المناطق المفتوحة على طول الطريق الرئيسي، نُصبت خيام مؤقتة لإيواء السكان المحليين الذين أمضوا ثلاث ليال في العراء خوفا من المزيد من الهزات الارتدادية. وقال أمين، وهو أحد السكان المحليين، دون ذكر اسمه بالكامل "نحن بحاجة إلى الطعام والغطاء، وهما الأهم بالنسبة لنا الآن". وأضاف أن البقاء في العراء لليلة أخرى يعد أمرا صعبا بشكل خاص على كبار السن والأطفال. وفي حديثه إلى ((شينخوا))، قال عبد الصمد الجزولي، وهو ساكن محلي آخر، إن القرويين في المناطق الجبلية تعرضوا لمزيد من الأضرار ويحتاجون إلى مزيد من المساعدة. -- خسائر فادحة ارتفعت حصيلة وفيات الزلزال إلى 2497 شخصا و2476 جريحا، حسبما أعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان اليوم (الاثنين). وكان زلزال بقوة 6.8 درجة ضرب المغرب مساء الجمعة الماضية على عمق 18.5 كيلو متر بمنطقة تبعد 70 كيلومترا جنوب غرب مدينة مراكش. وتسبب الزلزال أيضا في إحداث أضرار كبيرة بالعديد من المواقع التاريخية بالمنطقة، من بينها مسجد تينمل، وهو مسجد يعود تاريخه إلى القرن الـ12 ويقع في قرية تينمل بسلسلة جبال الأطلس الكبير. وفي مدينة مراكش القديمة، المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، انهارت بعض الأسوار الحمراء التاريخية التي تحيط بوسط المدينة القديمة، التي تم إنشاؤها في أوائل القرن الـ12، بسبب الزلزال القوي، في حين امتلأت الساحات ومفترقات الطرق بالأشخاص الباحثين عن ملجأ. -- المساعدات الدولية وكان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قد حذر في السابق من أن الفترة البالغة 24 إلى 48 ساعة عقب وقوع الزلزال مباشرة تعتبر حاسمة بالنسبة للأنشطة المنقذة للحياة، وتوقع أن المساعدة قد تكون مطلوبة لفترة طويلة، ربما تمتد لأشهر أو حتى سنوات. وخصص الاتحاد، وهو شبكة إنسانية عالمية، مليون فرنك سويسري (1.12 مليون دولار أمريكي) لمساعدة الهلال الأحمر المغربي في جهوده الميدانية. وأعلنت جمعية الصليب الأحمر الصينية، يوم السبت، أنها ستقدم للهلال الأحمر المغربي مبلغ 200 ألف دولار أمريكي نقدا كمساعدة إنسانية طارئة لعمليات الإنقاذ التي يقوم بها وستقوم بمتابعة احتياجات الإغاثة في البلاد. وأعرب شيوي وي، المتحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي يوم السبت، عن استعداد الصين لتزويد المغرب بالمساعدات الإنسانية الطارئة وفقا لاحتياجات المتضررين من الكارثة. وفي حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، قال فان شياو شنغ، رئيس الفريق الطبي الصيني في المغرب، إن الفريق الطبي اتصل بوزارة الصحة المغربية وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة الطبية اللازمة. وأضاف فان "لدينا جراحو عظام ذوو خبرة في فريقنا. ونحن على أهبة الاستعداد في أي وقت إذا احتاج المغرب إلى مساعدتنا". وحتى ليل الأحد، أرسلت إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات فرق بحث وإنقاذ خاصة بها إلى المغرب. كما تعهدت تركيا وإسرائيل ودول عربية، من بينها تونس وفلسطين والجزائر، بتقديم المساعدة. ■

مشاركة :