وكالات - يعد حس الفكاهة عنصرا مهما لنمو الطفل وتطور تكوينه النفسي بشكل صحي، إذ يعد الضحك طريقة يعزز من خلالها ذاته، كما أن للمحيط العائلي الذي ينشأ الطفل في كنفه دورا في تعزيز حس الفكاهة ومساعدته في فهم ذاته وتطوير لغته، وكذلك تطوير مهارة مراقبة الذات. وأظهرت دراسات أن الأطفال الذين يتمتعون بروح الدعابة يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة وتفاؤلا من أقرانهم، بالإضافة إلى تمتعهم بتقدير الذات، كما تساعد روح الدعابة الطفل في مواجهة التحديات. وأثبت خبراء نفسيون أن تربية الطفل العنيد من خلال استخدام المرح والفكاهة تعد من أفضل الطرق لمحاولة التغلب على مشاكل الانضباط والحصول على حياة أكثر متعة واسترخاء. وتقول الاختصاصية النفسية ألينا الدبلان إن الطفل قادر على التعبير بشكل فكاهي في سن صغيرة جدا، إذ يتعلم بعض الألعاب، مثل لعبة "الاختفاء" التي تعتمد على عنصر المفاجأة وحركات غير متوقعة تسمح له بتخطي خوفه، وتمنحه المتعة في الوقت نفسه. وبفضل هذه الألعاب يتعلم كيف يهزأ من مخاوفه وقلقه شرط أن تكون هذه الألعاب قائمة على تبادل الأدوار، فمثلا في لعبة الاختباء والظهور المفاجئ تختبئ الأم ثم تفاجئ طفلها، ثم تطلب منه أن يقوم بذلك، أي أن يختبئ ويفاجئها. وبدءا من عمر السنتين ونصف السنة حين يصبح الطفل قادرا على الكلام في شكل واضح يصبح أكثر تفاعلا مع التعبير المصور وألعاب الكلمات التي يحاول أن يقوم بها.
مشاركة :