تعزز الهوايات من روح المتقاعدين المعنوية اليومية؛ مما تزيد من القدرة على العطاء المفعم بالحيوية والنشاط؛ وتحويل أوقات الفراغ إلى حرف وأعمال منتجة يمتلك بها المعارف والخبرات؛ وتسهم في الوقت نفسه في توطيد عرى التواصل مع أفراد الأسرة وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، حيث تصبح الهواية حرفة ومصدر رزق تدر على المتقاعد مردودًا اقتصاديًا؛ وفرصة جديدة لممارسة الهوايات القديمة التي أهملت بسبب الضغوط المهنية. ويحترف العديد من المتقاعدين في محافظة الطائف بعض الهوايات الجانبية التي عادة ما تمارس في أوقات الفراغ حين قرب انتهاء عمله في وظيفة العمر، وقد تتحول تلك الهواية لحرفة ومصدر رزق فيما بعد بل وسيلة احتراف لجني المال ومساندة الراتب الأساسي الذي عادة ما يكون مثقلاً بالالتزامات فتكون الهواية الاحترافية والمفيدة داخل نطاق البيت وخارجه في الالتحام مع احتياجات المجتمع. والتقت وكالة الأنباء السعودية “واس” المتقاعد خلف حسن أبو زحرة الذي يمتلك مزرعة ريفية لمنتجات الأبقار، قالاً: “حين أوشكت على التقاعد فكرت ملياً باستثمار وقت الفراغ في ممارسة هوايات نافعة ومفيدة من ضمنها إنشاء مزرعة ريفية، وفتح متجر لبيع منتجات الألبان بالطرق حديثة بجميع أنواعها وأصنافها، مشيرًا إلى أن المزرعة الريفية التي عمل عليها استطاع من خلالها الخروج من عزلة التقاعد بممارسة الكثير من الهوايات والأنشطة والقيام ببعض المسؤوليات المناطة في الحفاظ على المزرعة وعلى صحته اليومية، واستثمار المهنة التي أحببتها والتعامل معها كهواية ومصدر رزق. واصفًا احترافه العمل بشغف؛ وهو ما يراه ذكاء اقتصاديًّا تتطلبه الحياة مع مراعاة الضمير في الكسب والربح بجانب شغل وقت الفراغ الذي قد يحدث بعد التقاعد ويرى آثاره السلبية على بعض زملائه المتقاعدين. وأوضح أن بداياته كانت بدائية متواضعة؛ حيث بدأ العمل من داخل مزرعة صغيرة على إنتاج كميات قليلة من الألبان ومشتقاتها، و توزيعها على الجيران أو عدد بسيط من أصحاب المحلات والبقالات، حيث أنه تدرج خلال فترة بسيطة من الزمن؛ و أصبح يتوسع تدريجيّاً بمجرد انتشار المنتج الذي يتكون من الحليب والسمن والزبادي و القشطة، بالإضافة إلى المنتج الرئيسي ألا وهو لبن الأبقار ذو الجودة العالية. ويضيف أبو زحرة أنه استطاع إنشاء معمل خاص بمنتجات الألبان؛ ونقله من الطرق التقليدية إلى الطرق الأكثر حداثة، ما وفرت هذه النقلة إلى تقليل الجهد عليه ورفع سقف الإنتاج، شارحًا النقلة النوعية في كميات الإنتاج التي تتراوح ما بين 100 كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام من حليب الأبقار، لافتًا النظر إلى أن ممارسات إنتاج الألبان ليس بالعمل السهل، فهو يحتاج لمتابعة بشكل مستمر وحذر شديد، مختتمًا حديثه بسعيه إلى تطوير عمله من خلال زيادة كميات الحليب وزيادة عدد الأصناف التي يقدمها للمستهلك.
مشاركة :