اختلفنا جميعاً أو اتفقنا، يظل الأثاث والديكور الكلاسيكي متميزاً بأناقته وفخامته التي لا تفقد رونقها مع مرور الزمن. وعلى الرغم من انتشار تصاميم الديكورات الحديثة، لا يزال هناك كثيرون يفضلون الكلاسيكية بأناقتها ورقيها وفخامتها، وعلى الجانب الآخر يخشى كثير من الناس أن يبدو المنزل قديماً وتقليدياً إذا مالوا إلى الديكورات الكلاسيكية. يعتبر الطراز الكلاسيكي الفرنسي من أكثر التصاميم أناقة وروعة، وظهر في القرن الثامن عشر الميلادي، عندما مرت البلاد بفترة من الانتعاش والميل إلى اقتناء الأشياء الفاخرة الثمينة، فضلاً عن تميز الفرنسيين ببراعتهم في تحويل الأشياء العادية إلى أشياء قيمة، وابتكار أدوات زينة وإكسسوارات رائعة تضاف إلى الصورة الكلية للديكور بشكل يترك انطباعاً مبهراً يصعب نسيانه. وانتقل الطراز الفرنسي الكلاسيكي للديكورات الداخلية عبر الحدود ليلقى قبولاً ورواجاً في دول كثيرة حول العالم. ويعتقد خبراء الديكور والتصاميم الداخلية أن تلك الطرازات مزيج من الطراز الباروكي والروكوكو والإمبراطوري. ويُقصد بالطراز الباروكي الغرابة وغياب التناسق والاعوجاج، وظهر هذا الاتجاه لأول مرة في إيطاليا في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر الميلادي، ويتميز بالضخامة والتفاصيل المثيرة. وفي القرن الثامن عشر تطور الفن الباروكي متحولاً إلى أسلوب أكثر سلاسة وخصوصية، أطلق عليه الاختصاصيون اسم الروكوكو. وكان فنانو الباروكي مولعين بالجانب الحسي للأشياء ويهتمون جيداً في وصفها وإظهارها بتفاصيل ونقوش رائعة، وظهرت إيطاليا في القرن السابع عشر كمركز رئيسي لذلك النشاط الفني الكبير وأهم مصدر للفنون في أوروبا قاطبة. وكلمة روكوكو تعني الصدفة أو المحارة غير منتظمة الشكل وذات الخطوط المنحنية، واستُمدت منها زخارف تلك الفترة، وظهر فن الروكوكو في القرن الثامن عشر، ويعتبر امتداداً للباروكي ولكن بمقاييس جمالية تتسم بالسلاسة والرقة. واستمر هذا الطراز مزدهراً في ألمانيا وفرنسا بصفة خاصة واختفى من فرنسا بعد 1789. وينتمي ذلك الفن إلى الزخرفة ويعتبر من الأساليب التي تعالج الأنماط الساكنة ليضفي عليها الحركة والحيوية، واستُلهم من فن الزخرفة العربي المعروف بالأرابيسك. ويعتبر الروكوكو طراز النبلاء ويتميز بالألوان الفاتحة، أما الباروكي فيضفي لمسات ملكية على الديكور مع الإبقاء على ملامح متواضعة. ويهتم الديكور الفرنسي الحديث بالفخامة والأبهة، وعلى الرغم من أن كثيراً من الوسائل المقيدة تحاصره، فإنه الآن في قمة شعبيته وتتخلله فوضى مدروسة في كل شيء، ويبدو وكأنه في طريقه إلى الاختفاء. الصفاء والبساطة والرومانسية، أبرز ما يميز الديكور الفرنسي، الذي يتميز بالديكورات المترفة والألوان الفاتحة، وكثرة المرايا والأثاثات المصنوعة من المعادن، ويهتم باستعمال القطع الأثرية الكلاسيكية، كما أن أغلب قطعه مطعمة بالذهب، ويميل إلى استعمال خشب الباركيه، أو البلاط المصقول، وتكون المدفأة قطعة أساسية ضمن عناصره الداخلية، مثل الأسقف المرتفعة. وتتميز التصميمات الداخلية في الطراز الفرنسي، باستعمال ألوان الباستيل، أي البيج، والأبيض، والوردي الشاحب، والكراميل، والأزرق الشاحب، والأصفر الشاحب، والأخضر الفاتح. وتتجسد الظلال الداكنة في اللمسات الأخيرة على المفروشات، منها: البني، والبرونزي، والرمادي، وظلال ألوان أخرى لكنها نادرة الاستخدام، مثل البرتقالي، والأحمر، والأزرق، والذهبي. غرفة النوم اللون سر جمال غرفة النوم في التصاميم الفرنسية، فالظلال الترابية من الألوان مع تدرج سلس إلى اللون الذهبي أبرز ملامحها. وتفرش أرضية الغرفة بالكامل بسجادة ناعمة بألوان ترابية، أو ألوان متدرجة من البيج. ويعتبر السرير قطعة أساسية، لذا يصر المهندسون على أن يكون مصمماً بطراز روماني. والجدران في الديكور الفرنسي تنقسم إلى نوعين أساسيين، هما الجدران الناعمة والقماشية. ويميل مصممو الديكور الفرنسي إلى إظهار أرضيات المكان بمظهر رائعن. غرفة المعيشة يميل المصممون إلى طلاء الجدران باللون البيج الفاتح، على أن يكون لون الأرضية أغمق من لون الجدران، مع طلاء السقف بالأبيض، ويفضلون الأثاثات الناعمة المتميزة بالبساطة ذات تنجيد أنيق ومساند عالية من الخشب. كما تتميز الكراسي والأرائك بألوان رمادية، وبنية، وبيج، وأبيض. ويميل المصممون أيضاً إلى اتباع النهج ذاته مع الخزائن وطاولة القهوة، التي يمكن استخدام المصنعة من الخشب، مع دمجها مع منحوتات معدنية مزينة بنقوش وزركشات مميزة.
مشاركة :