أناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس جمعية السكري البحرينية لافتتاح المؤتمر والمعرض الصحي لجمعية السكري البحرينية حول داء السكري. ويأتي المؤتمر الذي يهدف إلى توحيد الجهود للتصدي لداء السكري والحد من انتشاره متزامنًا مع مرور 25 عامًا على تأسيس جمعية السكري البحرينية، ويستمر إلى يوم غد السبت. وأعرب رئيس جمعية السكري البحرينية في كلمته عن شكره لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على تشريفه وتكليفه بالإنابة لرعاية هذا الحفل، مؤكدًا على دعم سموه الدائم لرعاية مثل هذه المحافل التي تفتخر بها مملكة البحرين في العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وما يقدمه صاحب السمو ولي العهد من متابعة واهتمام للخدمات الصحية التي تعتبر البحرين رائدة في هذا المجال الإنساني وما تقدمه من دعم ومساندة مستمرة للطواقم الطبية والتمريضية. وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس جمعية السكري البحرينية في كلمته بأن مرض السكر يعتبر الآن وخصوصًا النوع الثاني مشكلة عالمية كبيرة، حيث إنه يصيب أعدادًا كبيرة في مختلف المجتمعات وهو في زيادة مستمرة ويصاحبه مضاعفات كبيرة مما يؤدي الى معاناة الأسرة والدولة والعالم بأسره، مشيرًا إلى أنه يُعد معدل الاصابة في البحرين من المعدلات المرتفعة، حيث بيّن آخر مسح أجري للأمراض غير معدية في مملكة البحرين أن نسبة الاصابة بالسكر في البالغين بعد سن 20 سنة حوالي 14.3% وتصل الى أكثر من 20% بإضافة المعرّضين للإصابة. وأشار إلى أنه بالنسبة للأطفال فيلاحظ من الاحصائيات أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ففي خلال السنوات العشرة الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من 8 الى 23 لكل 100 ألف مولود سنويًا أي بنسبة 188% تقريبًا. ومن جانبه أكد استشاري السكري رئيس المجموعة الخليحية للسكري الدكتور عبدالرزاق المدني أن آخر احصائيات تم رصدها في دول المجلس الخليجي ان هناك 9 ملايين مصاب بالسكري، 7 ملايين منهم مسجلين ومعروفين و2 مليون شخص مصابين لكنهم لا يعلمون للاعمار 19-79 عامًا، الا ان الخطورة التي يواجهها دول المجلس هي انتشار السكري من النوع الثاني بسبب السمنة، مؤكد ان الابتعاد عن انماط الحياة الصحية وعدم مزاولة الرياضة والاعتماد على الغداء غير الصحي من اهم الاسباب التي ادت الى زيادة عدد الاصابات في السكري سنويًا في السكري، مشيرًا الى ان دول مجلس التعاون ولخفض عوامل الاختطار للاصابة بالمرض وضعت خططًا تعتمد على التوعية والتثقيف والاكتشاف المبكر للمرض. ومن جانبه، أشار مدير عام المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن احمد خوجه، ان الدرسات الاخيرة في دول مجلس التعاون قدرت الكلفة الإنفاقية لعلاج مرض السكري ومضاعفاته تصل الى 40% وهي تعادل من 10-15% من ميزانيات الانفاق لوزارات الصحة ومن المتوقع ان تصل في العام 2017 الى 20%، مشيرًا الى ان الانفاق في السعودية لمكافحة هذا المرض ومضاعفاته يصل الى 13 مليار ريال سعودي للعام الماضي، مشيرًا الى ان هذا يشكل حجم انفاق مرتفع يكلف الحكومات كثيرًا وتتوقع منظمة الصحة العالمية بزيادة العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية بحلول 2030 لتستهلك 40% من الميزانية هذه الدول. وأشار بن خوجة الى أن اخر احصائيات المسجلة للاصابة بالسكري لدى دول المجلس التعاون تصدرت السعودية قائمة الدول من حيث الاصابة بالسكري بين سكانها تلتها الكويت فقطر ومن الامارات لتحل البحرين المرتبة الخامسة في نسبة الاصابة بالسكري، منوهًا الى ان الخطوة في الاصابة بالمرض في البحرين تكمن في ان المعرّضين للاصابة بالمرض بلغت نسبتهم 17% معرّضين للاصاببة السكري وأن نسبة الاصابة بالسكري بلغت 30% من هم فوق 40 عامًا. وقال بأن اهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرًا في المجتمع الخليجي ولكن ارتفاع نسبة مضاعفاته المزمنة وهو ما يرفع التكاليف الصحية الاجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني، وهو الذي ارهق الخدمات الصحية في دول المجلس التعاون، حيث أخذ حيزًا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها النظم الصحية. وأشار نائب راعي الحفل إلى أن جمعية السكري البحرينية قد أولت ومنذ نشأتها في سنة 1989م جلّ اهتمامها للوقاية من السكري والحد من مضاعفاته من خلال تقديم الخدمات والبرامج التوعوية والتأهيلية وتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية المتميزة إيمانًا منها بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها. وبالرغم من كل تلك الجهود والاهتمام فإنه لا يزال أمامنا تحديات كبيرة وخاصة في ضوء زيادة معدلات الاصابة بالسكري وزيادة معدلات الخطورة التي تشمل التغذية الغير صحية والخمول والتدخين والتي تستلزم تضافر كل الجهود. ومن جانبه أكد البروفيسور شوكت صادقت رئيس الاتحاد الدولي للسكري في كلمته التي القاها في الحفل اشار إلى ضرورة عقد هذه اللقاءت التي تتناول المواضيع الهامة والمستجدات حول مرض السكري، وإثراء المجال الصحي بالبحوث والدراسات الحديثة. المصدر: خديجة العرادي
مشاركة :