قضايا الدول النامية في اهتمامات قمة العشرين

  • 9/12/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غدت‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬ملتقى‭ ‬أكثر‭ ‬استحواذًا‭ ‬على‭ ‬اهتمامات‭ ‬المجتمع‭ ‬العالمي،‭ ‬يفوق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قمة‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع،‭ ‬ذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والمتقدمة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬تمثيلاً‭ ‬لجهات‭ ‬العالم‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وثقافاته‭ ‬المتنوعة‭. ‬وبينما‭ ‬تنحاز‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭ ‬للمصالح‭ ‬الضيقة‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة؛‭ ‬فإن‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬تنحاز‭ ‬إلى‭ ‬المصالح‭ ‬المتسعة‭ ‬لجميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬ وتجمع‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬الحكومات،‭ ‬ومحافظي‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬دولة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وتشمل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء؛‭ (‬أستراليا،‭ ‬كندا،‭ ‬السعودية،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الهند،‭ ‬روسيا،‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تركيا،‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬البرازيل،‭ ‬المكسيك،‭ ‬فرنسا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬إيطاليا،‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬الصين،‭ ‬اليابان،‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭). ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬أكثر‭ ‬اتساعًا‭ ‬وتمثيلاً؛‭ ‬فإن‭ ‬عضويتها‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وتقل‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬عضوية‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬ويتيح‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬المحدود‭ ‬إمكانية‭ ‬أكبر‭ ‬للنقاش‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي،‭ ‬وإمكانية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬بشأنها‭.‬ وعند‭ ‬تأسيسها،‭ ‬كان‭ ‬المنطلق‭ ‬الأول‭ ‬للمجموعة،‭ ‬‮«‬ماليا‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬المبادرة‭ ‬إليها،‭ ‬هو‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الكندي‭ ‬–‭ ‬حينئذ‭ ‬‮«‬بول‭ ‬مارتن‮»‬‭ ‬–‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬استجابة‭ ‬لسلسلة‭ ‬أزمات‭ ‬الديون‭ ‬الهائلة،‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الناشئة‭ ‬أواخر‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؛‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬البيزو‭ ‬المكسيكية،‭ ‬ثم‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬الآسيوية‭ ‬1997،‭ ‬والأزمة‭ ‬المالية‭ ‬الروسية‭ ‬1998،‭ ‬وهي‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬حين‭ ‬انهار‭ ‬أحد‭ ‬صناديق‭ ‬التحوط‭ ‬البارزة‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬1998‭ ‬–‭ ‬حينئذ‭ ‬–‭ ‬تعهد‭ ‬وزير‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬لورنس‭ ‬سامرز‮»‬،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬مارتن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬سريع‭ ‬العولمة،‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭ ‬وحدها‭ ‬توفير‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬أوسع‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭.‬ وعليه،‭ ‬جاء‭ ‬ميلاد‭ ‬‮«‬المجموعة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬اختتام‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬مالية‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬سبتمبر‭ ‬1999،‭ ‬وكانت‭ ‬إدارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬هي‭ ‬الموضوع‭ ‬الأساسي‭ ‬لها‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬‮«‬قمة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬موضوعاتها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬القرار،‭ ‬ومنذ‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬اختلفت‭ ‬موضوعاتها‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬ وفيما‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬قمة‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ترأستها‭ ‬من‭ ‬ديسمبر2019؛‭ ‬جاءت‭ ‬استضافة‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬لقمة‭ ‬2023،‭ ‬وكلا‭ ‬البلدين‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الرياض‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتحدياتها‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭ ‬اختتم‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬قمتهم‭ ‬رقم‭ ‬15‭ ‬بالرياض،‭ ‬وأكد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التضامن،‭ ‬وتنسيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬العالمية،‭ ‬والتزام‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬بقيادة‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬الجائحة‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أقر‭ ‬البيان‭ ‬أيضا،‭ ‬تعليق‭ ‬مدفوعات‭ ‬خدمة‭ ‬الدين‭ ‬حتى‭ ‬يونيو‭ ‬2021،‭ ‬واستفاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المدِينة‭. ‬فيما‭ ‬تعهد‭ ‬قادتها‭ ‬ببذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهد‭ ‬لضمان‭ ‬وصول‭ ‬لقاحات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬للجميع‭ ‬بعدالة‭ ‬وبتكلفة‭ ‬ميسورة،‭ ‬وتلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التمويلية‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬اللقاحات،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬لدعم‭ ‬الأبحاث،‭ ‬والتطوير،‭ ‬والتصنيع،‭ ‬والتوزيع‭ ‬لأدوات‭ ‬التشخيص،‭ ‬والعلاجات،‭ ‬واللقاحات‭ ‬الآمنة‭ ‬والفاعلة‭ ‬للفيروس‭.‬ وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬واحدة‭.. ‬عائلة‭ ‬واحدة‭.. ‬مستقبل‭ ‬واحد‮»‬،‭ ‬جاء‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬9،‭ ‬10‭ ‬سبتمبر‭. ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬الوزارية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العام،‭ ‬منذ‭ ‬القمة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا‭ ‬في‭ ‬2022؛‭ ‬سعت‭ ‬المجموعة‭ ‬–‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬العالمي،‭ ‬و75%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وثلثي‭ ‬السكان‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬رفعته‭ ‬في‭ ‬قمتها‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬18‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬مفادها؛‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬العادل‭ ‬والمنصف‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬ ومنذ‭ ‬ولوجها‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬العشرين،‭ ‬حملت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬بل‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جسرًا‭ ‬قويا‭ ‬للتواصل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الشركاء‭ ‬والدول‭ ‬النامية‭. ‬وتأكيدا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سعت‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬القمم‭ ‬السابقة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والدول‭ ‬النامية،‭ ‬بشأن‭ ‬أهمية‭ ‬تحرير‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عادلة،‭ ‬والتأسيس‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬ وفي‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬بالي‮»‬،‭ ‬بإندونيسيا‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬للمجموعة،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وأول‭ ‬اجتماع‭ ‬كامل‭ ‬للأعضاء‭ ‬حضوريًا،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا؛‭ ‬أدان‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬باستخدامها‭. ‬وفي‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬غاب‭ ‬رئيسا‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬وترأس‭ ‬وفد‭ ‬السعودية،‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬وحضر‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‮»‬،‭ ‬وسلطان‭ ‬عُمان‭ ‬‮«‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬آل‭ ‬سعيد‮»‬،‭ ‬وخلالها‭ ‬أصبح‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬‮«‬عضوًا‭ ‬دائمًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬بنفس‭ ‬وضع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬ وفي‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬التي‭ ‬استبقت‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬أتت‭ ‬موضوعات‭ (‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والقضايا‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬لخدمة‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬أفضل‭)‬؛‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الاهتمامات‭. ‬فيما‭ ‬مثلت‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬للهند؛‭ ‬لرفع‭ ‬مكانتها‭ ‬وسط‭ ‬المجموعة،‭ ‬وعلى‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرئيسين‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الاقتصادات‭ ‬النامية،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬التي‭ ‬سبقتها‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬وروسيا‭ ‬على‭ ‬فقرات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬صدور‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬مشترك‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬سعت‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬توافق‭ ‬دولي‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬مثل؛‭ (‬التمكين‭ ‬المالي‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬السلبية،‭ ‬وتعويض‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تلحقها‭ ‬بسببها،‭ ‬وتحييد‭ ‬إمدادات‭ ‬الحبوب‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسية،‭ ‬وقضايا‭ ‬الطاقة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬ديون‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬وحث‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬كالبنك‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفقر،‭ ‬ونشر‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًا‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬والمتقدمة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التوظيف‭ ‬والتشغيل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأنظمة‭ ‬المالية‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭).‬ ولكي‭ ‬تصبح‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬حرصت‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬معززة‭ ‬بذلك‭ ‬علاقاتها‭ ‬المتنامية‭ ‬مع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬يخدمها‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وخلال‭ ‬ترؤسها‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬استضافت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬200‭ ‬اجتماع‭ ‬للمجموعة،‭ ‬فيما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬مدينة‭ ‬هندية،‭ ‬روجت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة،‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬ثقافتها‭ ‬وفنونها‭ ‬ومطبخها‭. ‬ وكانت‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬استضافت‭ ‬125‭ ‬دولة،‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الإنترنت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬قمة‭ ‬العشرين،‭ ‬وسلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمثيل‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬توازنًا‮»‬،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬قضايا‭ ‬تهم‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬بوضعها‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬مثل‭ ‬تمويل‭ ‬المناخ،‭ ‬وأزمة‭ ‬الديون،‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعمها‭ ‬انضمام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ليكون‭ ‬العضو‭ ‬21‭.‬ وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬سعت‭ ‬لتحقيق‭ ‬توافق‭ ‬بشأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬طموحًا‭ ‬للبلدان‭ ‬النامية،‭ ‬لجهة‭ ‬تزويدها‭ ‬بالموارد‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬التكيف‭ ‬والتخفيف،‭ ‬فيما‭ ‬تهدد‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بتفاقم‭ ‬الفقر‭ ‬والمجاعات‭ ‬والأزمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬أثرت‭ ‬سلبًا‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬أيضًا،‭ (‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الخضراء،‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬القوي‭ ‬المستدام،‭ ‬والتحول‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التنموي‭). ‬فيما‭ ‬سعت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬‮«‬تأسيسًا‮»‬،‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والمتقدمة،‭ ‬لمواجهة‭ ‬شبح‭ ‬الركود،‭ ‬والأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحمائية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬بالغًا‭ ‬لحرية‭ ‬التجارة‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬نقلت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬ما‭ ‬أبدته‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬بشأن‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬شاملة‭ ‬تعالج‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬الهيكلية‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬كما‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مقاربة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬للكربون،‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬تحت‭ ‬رئاستها‭. ‬ وعلى‭ ‬هامش‭ ‬اجتماعاتها،‭ ‬نظمت‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬منتدى‭ ‬استثماريا،‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الكيماويات،‭ ‬والطاقة،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والصناعة‭. ‬فيما‭ ‬قدمت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬‮«‬إطارًا‭ ‬شاملاً‭ ‬وحاسمًا‮»‬،‭ ‬للهدف‭ ‬العالمي‭ ‬بشأن‭ ‬التكيف،‭ ‬وتفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬مالي‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬والخسائر‭ ‬وترتيبات‭ ‬تمويله،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتداعيات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭.‬ ومن‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها،‭ ‬أثارت‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬سبل‭ ‬تسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬وبذل‭ ‬جهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬وتعزيز‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري،‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التداعيات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والغذاء‭ ‬والطاقة،‭ ‬والتزام‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬بتعهداتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والآليات‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتمكين‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتجددة‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬بينما‭ ‬مثلت‭ ‬موضوعات‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬‮«‬أجندة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬العالمية‮»‬؛‭ ‬كالتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتغيير‭ ‬نظام‭ ‬الديون‭ ‬العالمي،‭ ‬والقروض‭ ‬المقدمة‭ ‬للدول‭ ‬النامية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬أثناء‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬صدور‭ ‬بيانات‭ ‬ختامية‭ -‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬الرئيسين‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬الملفات‭ ‬الخلافية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬–‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬لم‭ ‬تؤت‭ ‬ثمارها،‭ ‬حيث‭ ‬يظل‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬مثلت‭ ‬‮«‬منصة‭ ‬عالية‭ ‬المستوى‮»‬،‭ ‬أبرزت‭ ‬مشاكل‭ ‬وقضايا‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬وآفاق‭ ‬حلها،‭ ‬وأن‭ ‬التوافق‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيأتي‭ ‬عاجلاً‭ ‬أم‭ ‬آجلاً‭.‬

مشاركة :