استقرت الأسهم الأوروبية أمس بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي، والذي قرر خفض أسعار الفائدة لتعزيز اقتصاد منطقة اليورو وليفاجئ الأسواق المالية بتقليص سعر إعادة التمويل الرئيسي إلى صفر من 0.05 %، فيما ارتفع مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية وتوسع البنك المركزي في برنامج التيسير الكمي عن طريق شراء السندات ليصل إلى 80 مليار يورو شهرياً من 60 مليار يورو وخفض سعر الإيداع إلى -0.4 % من -0.3 % ليتقاضى المزيد من البنوك مقابل إيداع أموالها لديه. وتسلط الخطوة التي دفعت اليورو للانخفاض واحداً بالمئة مقابل الدولار الضوء على المصاعب التي يواجهها المركزي الأوروبي في ظل تراجع توقعات التضخم والمخاوف من نمو الأسعار بمعدلات بالغة التدني. واستقر المؤشر يوروفرست 300 الأوروبي لكن المؤشر داكس الألماني تراجع 0.4 بالمئة. وهبط سهم كيه+اس الألمانية 3.8 %، بعد أن حذرت من تراجع كبير في أرباح التشغيل هذا العام. وهوت أسهم مجموعة لاجاردير للإعلام بعد نتائج مخيبة لآمال المستثمرين. وانخفض مؤشر ابيكس 35 الإسباني 0.06% عند منتصف النهار. الأسهم اليابانية وارتفعت الأسهم اليابانية للمرة الأولى في أربع جلسات أمس بعد انتعاش في أسعار النفط الليلة قبل الماضية عزز الشهية للمخاطرة، في حين استفادت الشركات المصدرة من انخفاض الين والتوقعات لمزيد من التيسير من البنك المركزي الأوروبي. وصعد المؤشر نيكاي القياسي 1.3 % إلى 16852.35 نقطة. وزاد سهم هويا كورب للمعدات الطبية 1.9 % بعد أن رفع دويتشه بنك توصيته للسهم إلى شراء من احتفاظ، مشيراً إلى قوة الميزانية إلى جانب الخيارات الاستراتيجية المتعددة لمستثمري المدى المتوسط والطويل. وفقد مؤشر توبكس الفرعي لقطاع الكهرباء والغاز 3.1 % بعد أن أمرت محكمة يابانية بوقف اثنين من المفاعلات النووية اليابانية الأربعة العاملة مما يقلص فرص إعادة تشغيل المزيد. وهوى سهم الشركة المشغلة للمفاعلين كانساي للكهرباء 14.7 % مما أثقل كاهل المؤشر. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.5 بالمئة ليغلق على 1352.17 نقطة مع ارتفاع كل المؤشرات الفرعية الثلاثة والثلاثين عدا اثنين. وتقدم المؤشر جيه.بي.اكس-نيكاي 400 بنسبة 1.5 بالمئة إلى 12235.49 نقطة. تداولات وأظهرت مؤشرات البورصات الأوروبية الرئيسية ارتفاعات حذرة وبنسب طفيفة في تداولات بالساعات الأخيرة قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي وسط آمال باتخاذ السلطة المالية الأوروبية المزيد من إجراءات التحفيز النقدي. فخلال تداولات الفترة الصباحية أمس، ارتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.23٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.32٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.22٪. وكان برنامج التسهيل النقدي للبنك المركزي الأوروبي قد أنهى سنته الأولى يوم أمس، فلقد بدأ البنك المركزي الأوروبي بشراء الأصول يوم 9 مارس من عام 2015 في محاولة لدرء الانكماش السعري، وتحفيز نمو الأسعار لتتناسب مع مستوى التضخم الذي يستهدفه البنك، والذي صرح مسؤولوه مراراً أنه أقل قليلاً من 2٪. وخلال العام الماضي، أنفق البنك المركزي في منطقة اليورو ما مجموعه 700 مليار يورو عبر برنامج التسهيل الكمي، أي ما يعادل 1.3 مليون يورو في الدقيقة الواحدة أو 2000 يورو لكل شخص من مواطني منطقة اليورو، وفقاً للبيانات التي نشرتها رويترز. ورغم هذه الميزانية الضخمة، إلا أن أحدث إصدار لبيانات التضخم في المنطقة قد أظهر أن مؤشر أسعار المستهلكين لا يزال في مناطق الانكماش، وهو ما دعا الخبراء لتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي باتخاذ خطوات تحفيز إضافية في اجتماعه. استطلاعات وسبق الاجتماع استطلاعات رأي أظهرت أن الأغلبية الساحقة من المحللين يتوقعون أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي قراراً بخفض سعر الفائدة على الودائع بما لا يقل عن 10 نقاط أساس.. وإذا ما تم ذلك فإن أسعار الفائدة ستذهب إلى عمق جديد في المنطقة السلبية لتصل إلى سالب 0.4٪. كما يتوقع المحللون أن يضيف البنك ما مقداره 10 مليار يورو إلى الميزانية الشهرية لبرنامج شراء الأصول، لتصبح 70 مليار يورو شهرياً. ولكن بعض المحللين توقعوا أن يقوم البنك بتخفيض أكبر لسعر الفائدة على الودائع وزيادة أكبر لميزانية برنامج شراء الأصول. وبقي المستثمرون في حالة من القلق مع اقتراب هذا الاجتماع المهم، حيث يتذكرون خيبة الأمل في اجتماع ديسمبر، حين لم يتخذ البنك أي قرار برفع حجم برنامج شراء الأصول وقام بخفض الفائدة بأقل مما توقعت الأسواق. وسجلت أسهم القطاع المالي أداء متبايناً، مع ارتفاع أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنرال في بورصة باريس 0.41٪، وتراجع أسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) 0.10٪، وكذلك ارتفعت أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) 0.14٪ .. وتراجعت أسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) 0.30٪. وكان (سوسيتيه جنرال) قد أعلن أول من امس أنه يخطط لخفض 550 وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة كجزء من تخفيض عدد مراكز رعاية العملاء في فرنسا من 20 إلى 15 موقعاً. كما ارتفعت أسهم البنوك في الدول الطرفية، مع تقدم أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.26٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.11٪، وأسهم البنوك الإسبانية كذلك، مع تقدم أسعار أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) 0.51٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) 0.24٪. وقبل افتتاح البورصات الأميركية أبوابها أمس، ارتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب طفيفة. فلقد تقدم كل من مؤشر داو جونز 30 بنسبة 0.18٪، ومؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.25٪، فيما سجل مؤشر ناسداك 100 تراجعاً أكثر حدة بنسبة 0.20٪. المركزي الأوروبي عقد مجلس محافظي البنك أمس اجتماعه الدوري لتحفيز اقتصادات منطقة اليورو، وذلك بعد تراجع معدل التضخم إلى أقل من صفر في المئة، مع ظهور مؤشرات على معاناة اقتصادات المنطقة لكي تظل في طريق النمو. وتوقع المحللون أن يعلن ماريو دراجي محافظ البنك حزمة خطوات جريئة تشمل خفض سعر الفائدة على الإيداع بمقدار 1ر0 نقطة مئوية إلى سالب 4ر0%. يذكر أن فائدة الإيداع هو سعر الفائدة الذي يقدمه البنك المركزي الأوروبي على الودائع التي تحتفظ بها البنوك التجارية لديه. في الوقت نفسه يتوقع المحللون أن يبقي المركزي الأوروبي على سعر الفائدة الرئيسية (الفائدة على الإقراض) عند مستواه المنخفض القياسي وهو 05ر0% وهو السعر القائم منذ سبتمبر الماضي. سعر الفائدة في نيوزيلندا أعلن البنك المركزي النيوزيلندي أمس خفضاً مفاجئاً لسعر الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى مستوى متدنٍ قياسي يبلغ 25ر2% بدعوى تدهور آفاق النمو العالمي. وقال محافظ البنك المركزي النيوزيلندي جرامي ويلر: إن آفاق الاقتصاد العالمي تتدهور منذ اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك في ديسمبر الماضي، في ظل تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد في الصين وغيرها من الأسواق الصاعدة. ويعد تراجع أسعار منتجات الألبان الخطر الرئيسي على الاقتصاد المحلي، إلى جانب تراجع توقعات التضخم.
مشاركة :