حصون الجوف وقلاعها.. تحف معمارية وشواهد تاريخية - صحيفة نيوز ناو

  • 9/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اكثر من 12 منطقة تحكي أسطورة الجوف التاريخية عبر أزمنة خلت، كانت فيما مضى تمثل كيانا سياسيا وتاريخيا وتراثيا وبيئياً وفنياً و تُعتبر منطقة الجوف من المناطق المميزة سياحياً نظراً لما تزخر به من معالم تاريخية ومواقع تراثية ووجهات سياحية متنوعة، خاصة مع ترميم عدد من المواقع التراثية وافتتاحها للزوار. وتُعد منطقة الجوف من المناطق التي تحظى بأهمية تاريخية نظراً لكونها من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في الجزيرة العربية، وأقدم ذكر مكتوب - ما بعد التاريخ - عن الجوف في العهد الآشوري يعود إلى ما بين القرن السابع والثامن قبل الميلاد. ولموقع منطقة الجوف مكانة مهمة منذ القدم، فهي تقع على طريق التجارة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر، وطريق الحجاج البري إلى بيت الله الحرام، وما زالت تحتل مكانة أساسية كمنطقة حدودية للمملكة، ويوجد بها منفذ الحديثة أكبر منفذ بري للمملكة وبوابتها الشمالية، وهي الآن تربط مناطق وسط المملكة بمنطقة الحدود الشمالية وتمر فيها الطرق الدولية المؤدية إلى الأردن والشام، ويشكل موقعها الجغرافي عاملاً مؤثراً في المقومات الاقتصادية والسياحية التي تتمتع بها المنطقة. تتمتع منطقة الجوف بإمكاناتها الاقتصادية من خلال ثرواتها المعدنية اللافلزية من الصخور والأملاح مثل الصلصال والسيلكا والصخور الجيرية والبازالتية، وبثرائها بالمواقع والمعالم السياحية العريقة من قصور وقلاع ومساجد مثل قصر زعبل وقلعة كاف وقصر مارد ومسجد عمر بن الخطاب ومدينة دومة الجندل القديمة وآثار الرجاجيل وغيرها، وبمصانعها (19 مصنعا)، للمواد الغذائية ومواد البناء والمنتجات الكيميائية والبلاستيكية والجلدية وغيرها، وبأراضيها الزراعية التي تضم أكثر من 100 مشروع زراعي وأكثر من عشرة آلاف مزرعة، ومنتجاتها الزراعية من التمور والزيتون والحبوب والفواكه والخضراوات، والمنتجات الحيوانية من الألبان والجلود واللحوم والدواجن، ولذا فإن منطقة الجوف تعد موردا غذائيا مهما للمملكة ويفخر سكان هذه المنطقة بكونها سلة غذائية تمد المواطنين في كافة المناطق بالغذاء. وتعد منطقة بسيطاء من أشهر المناطق الزراعية ليس على مستوى المملكة وحسب بل وعلى مستوى العالم العربي من خلال المشروعات الزراعية الضخمة التي تنتج أنواعا كثيرة من الخضروات والفواكه وخاصة الحمضيات والتمور والقمح بالإضافة إلى مشروعات الأبقار والإبل والأغنام. المواقع التاريخية بمنطقة الجوف قلعة زعبل هي حصن من الحجر الرملي والطين مساحته نحو 5600م2 ويسمى حصن زعبل أو قصر زعبل ويقوم على مرتفع في شمال غرب سكاكا ويطل عليها، ويتألف من سور يحيط به وأربعة أبراج للمراقبة وخزان للمياه، ويعتقد أنه شُيد حوالي 200 سنة ماضية، وأضيفت إليه إنشاءات طينية تعود للقرن الثالث، ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة واحدة بواسطة درج حجري، وقد رممته وكالة الآثار، كما قامت لجنة تحسين سكاكا بإضافة مظلة حجرية مغطاة بالجريد في أسفل القلعة. ويحظى الحصن بأهمية أثرية وتراثية إضافة إلى أهميته التاريخية. حي الضلع هو حي من البيوت المتلاصقة على سفح التل الذي يقوم عليه حصن زعبل، وشيدت من الطين والحجارة وجذوع الإثل، ويتألف بعضها من طابقين، ومعظمها متهدم، ويشمل الحي عدة أزقة بعضها مغطى بسعف النخيل وأغصان الأثل وجذوعه، وتقدر مساحة هذا الحي بنحو 20000م2. ويشكل الحي نسيجا سياحيا لتكامله المعماري مع حصن زعبل وإمكانية ربطه سياحياً به وبموقع بئر سيسرا، إضافة إلى أن مبانيه تمثل الطراز المعماري الذي كان سائداً في منطقة الجوف. بئر سيسرا وتقع في الطرف الشمالي من مدينة سكاكا بالقرب من حصن زعبل، وهي عبارة عن بئر محفورة في الصخر الرملي، شكلها بيضاوي، وقطراها 8×9م وعمقها نحو 15م، ونحتت على جوانبها الداخلية درجات تصل إلى قاعها، وتوجد قناة محفورة في الصخر في داخلها كانت تستخدم لنقل المياه إلى المزارع، وهذا النوع من أنظمة الري كان معروفاً خلال الفترة النبطية (القرن الميلادي الأول). وقد رمم الموقع وأحيط البئر بجذوع للحماية ورصفت المنطقة المحيطة به بالحجارة، وهناك طريق معبد يصل إلى الموقع. ولهذا الموقع أهمية أثرية وتراثية بالإضافة إلى تكامله السياحي مع موقع حصن زعبل وحي زعبل إضافة إلى تميز طريقة حفره. قلعة القدير في هذا الموقع بقايا أطلال قلعة مبنية من الحجر الرملي والطين تتألف من غرفة وبرج للمراقبة، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 518هـ، بجوارها صخور كبيرة متناثرة عليها نقوش ثمودية قديمة وبعض رسوم الحيوانات، وبعض مشاهد الصيد، والموقع محاط بسور للمحافظة عليه. آثار الرجاجيل هي عبارة عن أعمدة حجرية توجد في سهل رملي متسع (120 ألف م2 تقريبا) شكله نصف دائري، يقع على مسافـة 22كم جنوبي سكاكا بالقرب من قرية القارة تنتشر فيه حجارة الصوان التي استخدمت في صناعة الأدوات الحجرية، وتظهر على الأعمدة الحجرية نقوش ثمودية ورسوم، ويعتقد أن هذه الأعمدة تعود إلى الألف الرابع ق.م.، وأنها قد تكون مكانا للعبادة أو للتوقيت، ويوجد منها في الموقع 11 مجموعة تضم بعضها أربعة أعمدة ارتفاعها نحو ثلاثة أمتار، كما عثر في الموقع على أدوات حجرية مثل رؤوس السهام والمخارز، والموقع محاط بمزارع النخيل التي تضفي عليه جمال المنظر، ويعد هذا الموقع من المعالم الأثرية المهمة لأهميته التاريخية والأثرية ولشكل أعمدته المتميزة والفريدة، والتي توضح جانباً من التراث الحضاري للمملكة. قلعة مارد يعد هذا الموقع من أهم المعالم الأثرية في المنطقة وهو عبارة عن قلعة أثرية مهمة شيدت من الحجارة على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل ارتفاعه 600م تقريبا، ومساحتها نحو 2500م2، ويعتقد أنها شيدت في القرن الأول أو الثالث الميلادي، وشكلها بيضاوي، وتتألف من سور فيه فتحات للمراقبة، ولها أربعة أبراج بعضها بارتفاع 12م وفيهما بئران عميقان، أما مبنى القلعة الرئيس فيتألف من طابقين يضمان عدداً من الغرف للحرس والرماية والمراقبة، وقد قامت وكالة الآثار بترميم أجزاء من القلعة عدة مرات خلال عامي 1416، 1423هـ. وننصح كثيرا بزيارة هذا المعلم لأهميته التاريخية والأثرية والتراثية، وقامت هيئة السياحة والتراث الوطني في السنوات الأخيرة بإجراء ترميمات للقلعة والمسجد المجاور لها. مسجد الخليفة عمر بن الخطاب هو مسجد في دومة الجندل ينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويقال إنه بناه عام 17هـ أثناء عودته من فتح بيت المقدس، ورمم عدة مرات، وبُني المسجد من الحجر المهذب والطين، وسقفه من الخشب والجريد وشكله مستطيل، ويتميز بوجود محراب ومنبر ومئذنة هرمية الشكل، ويحتوي المسجد أيضا على مصلى للنساء وبئر صغير كانت تستخدم للشرب والوضوء، ومساحة المسجد نحو 600م2 تقريبا ويتميز بمئذنته الشهيرة التي مازالت قائمة على وضعها السابق، وتعتبر مئذنة مسجد الخليفة عمر بن الخطاب من أقدم المآذن بالجزيرة العربية. سوق دومة الجندل القديم هو عبارة عن أطلال محلات قديمة مبنية من الحجر ضمن المنطقة الأثرية أسفل قلعة مارد في مركز المدينة القديم في دومة الجندل وتمثل جزءًًا من سوق دومة الجندل، وقد أزيلت أغلب معالمه وتهدمت. وقد تم اختيار الموقع سياحيا لأهميته التاريخية والتراثية ولتكامله السياحي مع مواقع سياحية أخرى مثل حي الدرع، مسجد عمر، قلعة مارد. حي الدرع أطلال حي في وسط دومة الجندل ضمن المنطقة الأثرية بجوار مسجد عمر بن الخطاب، مساحته نحو 30 ألف م2 بيوته حجرية متلاصقة، وأزقته متصلة ببعضها البعض، وبعضها مغطى بأقواس، وتم رصف هذه الأزقة بالحجارة عام 1413هـ. وبعض البيوت يتألف من دورين ومسقوف بالأثل وسعف النخيل، والحركة داخل الموقع خطرة لأن معظم بيوته آيلة للسقوط. وقد اختير الموقع لأهميته التاريخية والأثرية والتراثية ولتكامله السياحي مع مواقع سياحية مجاورة. وقامت الهيئة بترميم الحي وفتحه للزوار. مبنى الإمارة القديم هو مبنى قديم من الحجر وسقفه من الإسمنت، أُنشئ عام 1372هـ في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ويقع في محافظة دومة الجندل بالقرب من المنطقة الأثرية، ويضم العديد من الغرف والقاعات، التي استخدم إحداها (6×15م) أحد المواطنين لإقامة معرض يشمل العديد من القطع الأثرية والتراثية، وكذلك تم استخدام جزء من المبنى كمحل تجاري لبيع التحف التراثية المحلية وغيرها، وأضيف إليه في عام 1419هـ من الناحية الشرقية مبنى سُمي «سوق دومة الجندل الشعبي»، ويتميز هذا المبنى ببنائه الحجري وبنمط استخدامه الحالي. المواقع الطبيعية والسياحية بمنطقة الجوف صبة الوادي هذا الموقع عبارة عن تل قبابي الشكل ارتفاعه نحو 30م، وقاعدته شبه دائرية تقدر مساحتها بـ40 ألف م2، ويتألف من تربة طينية وصخور مختلفة الألوان، ويقع بين المزارع بمعزل عن بقية الجبال والتلال في شمال محافظة دومة الجندل، وقد تم اختيار الموقع نظرا لتميز شكل تضاريسه وموقعه الفريد بين المزارع. نفود لايجة والغطاء النباتي في الموقع غير كثيف. وتتفرد هذه البحيرة بشكلها وموقعها كبحيرة في وسط الصحراء، ويمكن إقامة المشروعات السياحية المتعددة على ضفافها وإضافة عنصر جذب إليها بتربية الأسماك فيها.

مشاركة :