قال الأردن إن تبني منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مشروع قرار بشأن إبقاء البلدة القديمة للقدس وأسوارها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، جاء تأكيدا لجميع محاور الموقف الأردني إزاء البلدة القديمة بما فيها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن القرار الذي تم اتخاذه اليوم (الثلاثاء) في مقر اليونسكو بباريس جاء خلال اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، أعاد التأكيد على اعتبار جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة، ويطالب القرار وملحقاته إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها غير القانونية في البلدة القديمة للقدس وأسوارها. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي في بيان إن تبني القرار جاء نتيجة جهود دبلوماسية أردنية بالتنسيق بين المملكة ودولة فلسطين والمجموعتين العربية والإسلامية في المنظمة. وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت عام 1981 القدس القديمة وأسوارها على قائمة التراث العالمي بناء على طلب المملكة الأردنية الهاشمية، ثم أُدرجت عام 1982 على قائمة التراث المهدد نظرا للتهديدات الجدية على مستوى صون الموقع والوضع السياسي. وعقدت اليونسكو اجتماعات عدة، وأصدرت مجموعة قرارات أممية تندد بتهويد القدس وتطالب إسرائيل بعدم تغيير معالمها. وشكل الاستيطان في البلدة القديمة الركيزة الإسرائيلية للضغط على العرب، وبدأت مصادرة الأراضي والممتلكات وإقامة البؤر الاستيطانية منذ احتلالها عام 1967. وغيرت إسرائيل كثيرا من معالم البلدة القديمة بما في ذلك أسماء شوارعها، وشمل التغيير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالتوازي مع الحفريات وشبكات الأنفاق أسفلها. والبلدة القديمة في القدس هي المنطقة الواقعة داخل سور بناه السلطان العثماني سليمان القانوني، وكانت حتى ستينيات القرن التاسع عشر تمثل كامل مدينة القدس، وتحتضن الجزء الأكبر والأهم من معالم ورموز وآثار القدس التاريخية، بما فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة. ويشرف الأردن على إدارة المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة وفق اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994.
مشاركة :