أكد عدد من الأدباء والمثقفين في المملكة على أهمية معرض الرياض الدولي للكتاب، لما يمثله من قيمة كبرى للوطن، وكذلك للأمتين العربية والإسلامية، بل إنه أصبح عالميًّا.. مشيرين إلى أنه بات رافدًا من روافد الثقافة التي تخدم المثقف والقارئ والباجث عن المعرفة في شتى المجالات. بداية قال الأديب الدكتور محمد بن مريسي الحارثي: إن معارض الكتاب الدولية في المملكة هي معارض من طراز عال راق جدا بالنسبة للمكان، الذي تعرض فيه هذه المعرفة، وراق جدًا من حيث القيمة الانتمائية لهذا الكتاب؛ لأنه يعبّر عن روح الشعب ويعبّر عن روح العروبة ويعبّر عن روح الأمة الإسلامية، ويعبّر أيضًا عن روح التواصل الاجتماعي دوليًا.. وتساءل الحارثي: هل هذا الكتاب في مستوى أن يطل على العالم، وأن يطل من المحلية لغير المحلية بقوة وبزخم يزاحم فيه المعارض الدولية الأخرى؟ فليس معرض المملكة هو المعرض الوحيد بالعالم، لكن نريد من معرضنا أن يزاحم المعارض الأخرى، نريد منه أن يفرض وجوده، نريد منه أن يفرض قيمته المعرفية وليس القيمة الدعائية، ثم إن هذا المعرض بهذه السنه يبدو لي أنه استفاد من حركة المعارض السابقه وأنه طوّر ذاته بذاته بمعنى أن القائمين على المعرض عندهم أفكار جديدة في كل سنة وأن هذه الأفكار الجديدة، لابد أنها تصب في رصيد المعرض الآن ومستقبلا. وأضاف الحارثي: هذه المعارض الدولية والعالمية ذات مردود عالمي، وليس مردودًا محليًا، ولكن ينظر للمحلية قبل العربية وقبل الإسلامية، وقبل العالمية لأن المحلية فيها كشف حساب ماذا أنتجت المملكة العربية السعودية خلال عام من المعرفة ومن الإبداع ومن التواصل مع العالم؟ هذا الكشف يدل على القيمة المعرفية، ورصد الحساب القديم ماذا تم بشأن الكتب، التي نفقت في المعارض السابقة؟ والشيء الآخر هل كانت المعارض سواء في المملكة أو في غيرها على مستوى تناول القارئ من حيث الوصول إليها، ومن حيث القدره على اقتناء الكتاب؟ لأن بعض دور النشر حقيقة تغالي في الأسعار، وأيضا تبث دعايات عن مطبوعات لا تستحق الدعاية، وأن الوقت ضيق جدا في حدود أسبوعين لا يسمح لك بالاختيار القرائي، وإنما في الاختيار الدعائي، فهل تصل هذه الدعاية إلى مستوى طموحات المتطلع للمعرض.. أتمنى لهذا المعرض وللقائمين عليه ولوطننا وأمننا ولاستقرارنا التقدم والازهار. يمثل تطلع الجميع أكد عضو مجلس الشورى والأديب الدكتور محمد رضا نصر الله، أن معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية كبرى، حيث يجتمع أكبر عدد من الناشرين العربي وغيرهم لعرض آخر ما أصدرته مطابع النشر العربية وهي مناسبة لكي يتواصل القارئ السعودي مع ثمرات الكتب من دراسات ودواوين شعر وروايات، ولاحظنا في السنوات الأخير أن معرض الرياض الدولي يمثل تطلع لكل دور النشر، حيث يمكنه أن يجد مستهلكين لمنتجه الثقافي، وأتمنى أن يكون هذا المعرض كسابقه منفتحا على كثير من التيارات والتجارب الفكرية والأدبية. وأضاف نصر الله أنه سعيد كذلك بأن يتبنى هذا المعرض تكريم الفائزين بجائزة كتاب العام، وكذلك الرواد في مختلف الفنون وهي مبادرة جميلة من قبل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي لكي يرى من يقدم عمل مثمر لخدمة الوطن وثقافته. فرحتان في السنة وقال نائب قسم الأدب بكلة اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور محمد بن صالح العميري: إن معرض الكتاب هذا الضيف الجميل، الذي تعوّدنا الترحيب به كل عام والذي يجد فيه الباحث والقارئ والصغير والكبير والمرأة والرجل والمجتمع كله الثراء به متعة تريح النفس كثيرًا، ولا شك أن هذا الربط بين الإنسان والكتاب والقراءة توأمة جميلة جدا يجب أن لا نتخلى عنها في يوم من الأيام، فنحن أمة اقرأ ونحن الأولى بالقراءة من غيرنا خاصة إذا رأينا هذا الموضوع من الناحية الدينية فهو تعبّد لله تعالى إذا احتسب الإنسان فيه طرد الجهل وإحلال العلم، فهذا الضيف الجميل، وإن كانت مدته قصيرة مع التعزيز في معرض جدة للكتاب، الذي جاء في وقته فأصبحت المملكة تحوي معرضين، وهذا إنجاز عظيم جدا من وزارة الثقافة والإعلام. وأضاف العميري: كنا ولا زلنا نبحث عن مواعيد هذه المعارض دائمًا في كل الدول حتى في دول أجنبية ونحاول أن نكيّف أنفسنا وأوقاتنا وأعمالنا حسب وجود هذه المعارض أحيانا؛ لأنه قد تتوفر كتب كثيرة جدا خاصة في بعض التخصّصات في بعض الدول لا توجد في دول أخرى، وأنا أتحدث عن خبرة لأني زرت العديد من المعارض فوجدت أن هذا الحدث ليس فقط لاقتناء الكتاب وإنما أيضا للتبادل الثقافي والأدبي والعلمي وحتى الاجتماعي بين تلك الشعوب والأمة بكاملها، وبين حضور تلك الفعاليات الجميلة المصاحبة، التي تثري الوسط الثقافي إثراء ليس له نظير، وأنا سعيد أن هذه الفرحة ستتكرر معنا في السنة الواحدة مرتين. نوافذ الفكر أشار الناقد الأدبي الدكتور طنف بن صقر العتيبي إلى أن معارض الكتاب عبارة نوافذ لما ينتجه الفكر العربي والإنساني، مبينًا أن هذا المعرض يعد رافدًا مهما من روافد المعرفة والثقافة وظاهرة ثقافية عالمية يأتي إليه العالم من جميع الأقطار للمشاركة بها، بل أصبحت وسيلة القرّاء من أجل الحصول على الكتب التي يرغبون الحصول عليها؛ لذلك تعد هذه المعارض سوق حقيقية الكتب. مشيرا إلى الإقبال الكبير من الناس على هذه المعارض ما يدل على وعي هؤلاء بأهمية القراءة وعظم منزلة الكتاب لديهم. وأضاف العتيبي أن معرض الكتاب تظاهرة ثقافية كبرى وظاهرة عالمية تجمع الكثير من الثقافات من خلال مشاركة الكثير من الدول العالمية، كما أنه يتيح للقارئ الاطلاع على الثقافات والحضارات الأخرى، بل لافتا إلى أن هذه المعارض أصبحت مرآة لكل دولة فهي تعرّف الآخرين بثقافة هذه الدولة، كما تعرّف القارئ على كل جديد من الكتب في مختلف المجالات، وأيضًا يخدم من يعملون في مجال البحث العلمي في الحصول على المراجع، التي تساعدهم في مجال بحوثهم. المزيد من الصور :
مشاركة :