توارت آمال المغاربة في العثور على ناجين تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل عدة أيام وتسبب في أكثر من 3 آلاف قتيل وشرد ما يقارب من 50 ألف شخص. وظهرت علامات اليأس على وجوه الأهالي في المناطق المنكوبة، نتيجة كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير، التي تتحول إلى أكوام تراب بعد انهيارها، ولا تترك منافذ لتسلل الهواء. ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة من دون أي مساعدة. ويواجه كثير من الناجين ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة خامسة في العراء، وعبر قرويون في مناطق جبلية دمرها زلزال المغرب عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من السلطات. وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا «إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة». وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية «إن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي (محمد السادس) في مراكش التي تبعد 72 كيلومترا من مركز زلزال المغرب للقاء المصابين وتبرع بالدم هناك، في أول ظهور تلفزيوني له منذ وقوع الزلزال، وأشارت إنه ترأس اجتماعا لتخصيص أموال للمساعدات لكنه لم يلق خطابا عاما بشأن الكارثة. وتطوع مواطنون لتقديم يد العون، مثل إبراهيم الدالدالي (36 سنة) الذي جاء من مراكش على دراجته النارية لتوزيع طعام وماء وملابس وأغطية تبرع بها أصدقاؤه وغرباء. وقال «ليس لديهم شيء والناس يتضورون جوعا». وحالف الحظ سكان قرية كطو التي دمرها الزلزال لينجوا جميعا لأنهم فضلوا الاستمتاع بالموسيقى التقليدية في فناء خارجي في حفل زفاف بالقرية على القعود في منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن. وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم زلزال المغرب بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات. وفي مراكش تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر. الإحصاء الرسمي لضحايا الزلزال: 2901 قتيل 5530 مصابا 30,000 مشرد
مشاركة :