صدر في الشارقة العدد 31 لشهر يلول/سبتمبر 2023، من مجلة الموروث الفصلية المحكمة، المعنية بالتراث الثقافي، والتي تصدر عن معهد الشارقة للتراث. وقد احتوي العدد على مجموعة من الدراسات والمقالات التي دارت في فلك التراث وقضاياه، وتناولها الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراق، ورئيس التحرير، بالنقاش في مقاله الافتتاحي الذي تصدّر صفحات المجلة. وقد تصدر العدد ملف ذو خصوصية علمية وقيمة أخلاقية عن المنجز التراثي لفقيد الأدب العربي الدكتور عبد العزيز المقالح، حيث تناول نتاجه خمسة باحثين أكاديميين، توقفوا عند إبداعه الشعري ودراساته العلمية المتمحورة حول التراث وثيماته ذات التلاوين المختلفة، من تراث صوفي ووجداني ومكاني وحجاجي وروحي ولغوي محلي.. حيث أسهم في تلك الدراسات الخصبة الوافية التي تضمنها الملف، كلُّ من الباحثين: علي حمود السمحي، وعصام واصل، وعبد القادر باعيسى، وأحمد مقبل المنصوري، وعبد الحكيم محمد باقيس. النخلة في التراث التونسي وفي دراسات ومقالات العدد نقرأ دراسة الباحثة رؤى قداح النقدية لأحد المشاريع السردية لمعهد الشارقة للتراث التي وقفت فيها على إسهام عدد من كتاب القصة الإماراتية وكاتباتها في إنجاز مجموعة قصصية تمحورت حول ثيمة تراثية، في ضوء ورشة نقدية وقراءتها بمنهجية نقدية خصبة أفادت من معطيات عدد من المناهج، من دون أن تنغلق عمّا يمكن أن يساعدها على النفاذ إلى أسرار التجربة. ونتابع في العد ما طرحه الباحث علي حداد حول أبعاد التنمية وأهميتها الاستثنائية لمجتمعاتنا البشرية، بغية تحقيق هدف الاستدامة، والارتقاء نحو تحقيق رؤيتها المنطلقة من خصوصية هويتها وقيمها الفكرية والسلوكية، ممهداً لذلك بتحديده مفهوم التنمية، ومجالاتها وغاياتها وطرقها. ويذهب بنا الباحث محمد الجزيراوي إلى النخلة، تلك الشجرة التي تحتل مكانة خاصة في حياة البشر متخذاً من إحدى قرى واحات منطقة (نفزاوة) في الجنوب الغربي التونسي عينة لدراسته، مبيناً مدى استفادة سكان تلك المنطقة من أجزاء هذه النخلة وعناصرها المادية وغير المادية والطقسية التي ينعم أهالي القرية بثمرها، ويستظلون بأجوائها وصناعاتها، واستحضارهم لها في أفراحهم وأتراحهم وأهازيجهم. ويتجه بنا الباحث الزبير مهداد في دراسته "من حلف (تاضا) إلى موسم (طوايط) المعروف برمزية الحليب، صوب تقليد قبلي مغربي طريف يقوم على تحالف للإرضاع، في ظل شعائر خاصة وأجواء طقسية تصل إلى ما يشبه في تحالفه وقرابته القرابة البيولوجية. وهو ضرب من التحالف الذي اعتمدته بعض القبائل لخلق حالة من التعاضد والمؤازرة وظلت بعض هذه القبائل تمارسه حتى بدايات القرن العشرين. ففي ظل هذا التقليد يتم إحياء ذكرى إقامة التحالف موضع الدرس سنوياً، لتتزاور خلاله الأسر المتآخية بالرضاع، ويتم إرضاع مواليد جدد لشمولهم بعرف الحلف في ظل احتفالية كبرى. وأما الباحث ناسمي محمد، فيعالج في دراسته ما يُعد أيقونة المطبخ المغاربي، وهو طبق (الكسكس) الذي سعى إلى متابعته تاريخياً والتعريف بأنواعه وبيئاته المحلية، وبالعادات المرتبطة بطرق إعداده وتحضيره فضلاً عن تجليات حضوره في الأدب الشعبي، وبما يضيء الثابت والمتغير في هذه الأكلة الشعبية. وفي حقل عرض الكتب، يقدم لنا الكاتب حجاج سلامة عرضاً لكتاب "العادات والتقاليد الشعبية.. بين الرمز والدلالة" وهو كتاب في التراث الثقافي لمملكة البحرين، ومحصلة لجهود الباحثين أحمد المؤذن وأمينة الفردان، إذ يعالج المؤلفان في كتابهما عدداً من العناصر التراثية المادية وغير المادية، من البيت البحريني القديم ومتغيراته، إلى (الكدو) و (الدريشة والنار، وما حواه الموروث البحريني القروي من طقوس الختان، والكرم في البيئة البدوية، وتقاليد الزواج، فضلاً عن الألوان ودلالاتها الرمزية في الأدب البحريني. يُذكر أن مجلة "الموروث" تُعني بالموروث الثقافي، وتصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ومدير التحرير الدكتور صالح هويدي. وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة الدكاترة: حمد بن صراي، وخزعل الماجدي، وسعيد يقطين، وضياء الكعبي، وعبد الحميد بورايو، ومحمد الجويلي، ومحمد حسن عبدالحافظ.. فيما تضم هيئة التحرير الدكاترة: راشد المزروعي، عبد الله المغني، عبد الله يتيم، مبروك بوطقوقة.. فيما تتولى لطيفة المطروشي السكرتارية التنفيذية، والتصميم والإخراج لمنير حمّود، والتدقيق اللغوي لبسام الفحل.
مشاركة :