خيم الناجين تنذر بمستقبل غير مضمون

  • 9/14/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ينتظر ناجون من الزلزال الذي ضرب وسط المغرب في طوابير طويلة للحصول على مساعدة بعدما فقدوا منازلهم. لكن الخيم الصفراء المتواضعة التي حصلوا عليها تشهد على انعدام اليقين الذي ينتظرهم. لكن رغم كل شيء، تمثل هذه المساعدات بادرة جيدة لسكان مثل فاطمة أومالول التي ما زال وجهها يحمل آثار دماء، بعد ثلاثة أيام من الزلزال الذي أدى إلى انهيار منزلها، فعلى الأقل، لن تضطر لتمضية ليلة أخرى نائمة في العراء. وقالت هذه المرأة البالغة 59 عاماً لوكالة الأنباء الفرنسية، فيما كان جنود يوزّعون الخيم في أمزميز، وهي مدينة تقع على مسافة نحو ساعة جنوب غرب مراكش أصبحت مركزًا لتوزيع المساعدات لسكان قرى الأطلس الكبير «أريد فقط منزلاً يكون مكاناً كريماً للعيش». وتظهر الخيم التي نصبت قرب منازل مدمّرة أو متضررة بشدة أن المساعدة آتية، لكنها تترك الناجين في حالة من عدم اليقين بشأن مصيرهم. وأدى الزلزال الذي ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير في 8 سبتمبر إلى مقتل أكثر من 2900 شخص، بحسب أحدث حصيلة. وأثر الزلزال خصوصاً على المناطق الريفية حيث أصبح عدد كبير من المنازل غير صالح للسكن والتي لا يملك سكانها المال الكافي لإعادة بنائها بسرعة، من دون مساعدة. لكن بالنسبة إلى البعض، الأسوأ قد ولى، مثل أومالول التي وجدت نفسها محاصرة تحت أنقاض منزلها حتى جاء أحد الجيران لتفقدها ومشى فوق الموقع الذي كانت عالقة تحته. وما كان منها إلا أن بدأت الصراخ قائلة «أنا في الأسفل، لا تدس علي!». وحصلت فاطمة بن حمود التي تعرّضت جدران منزلها في أمزميز لتشققات كبيرة، على خيمة لستة أشخاص. وروت هذه المرأة البالغة 39 عاماً وكانت تعيش في منزلها مع أطفالها وأقارب آخرين «يشكّل منزلنا خطراً علينا». وأضافت «لا نستطيع النوم في الداخل. يجب أن ننام في الخارج، لذلك نحتاج إلى خيمة»، معربة عن خوفها من الأمطار المقبلة. مقابل منزلها، بقيت طوابير الانتظار للحصول على خيم على حالها لساعات. ووصلت قوافل المساعدات الخاصة التي يديرها أفراد أو جمعيات، بأعداد كبيرة إلى حد شكّلت ازدحامات على الطرق الضيقة في المنطقة. لكن هناك أيضا قرى يصعب الوصول إليها. وعلى مسافة 15 كيلومتراً جنوب أمزميز، في الجبال، توجد قرية إينيجيدي المدمرة. ورغم أن غرفة الصلاة في مسجدها لم تتضرر نسبياً واقتصرت أضرارها على انهيار جدار، فإن مساحات واسعة من القرية تحولت إلى كومة من الخشب والحجارة المستخدمة في بناء المساكن التقليدية.

مشاركة :