أثارت صورة نقل الشاعر السوداني الشهير هاشم صديق مريضاً على «عربة كارو»، ردود أفعال واسعة داخل السودان وخارجه، حيث عكست الصورة - بحسب متابعين - مستوى تردي الأحوال الإنسانية في السودان بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وشكّك سودانيون في بداية ظهور الصورة في مدى صحتها ودقتها نظراً لقسوتها، لكن مرافقين لصديق أكدوا صحتها، كما تأكدت القصة بظهور صديق في منزل الفنانة السودانية آسيا ربيع التي استقبلته وأسرتها وحشد من الأهالي بالترحاب الشديد، يتوسطهم خروف في إشارة إلى اعتزامهم الاحتفاء بصديق وإقامة وليمة فرحاً بنجاته. وكانت صحف ومواقع قد نشرت صورة «شاعر الملحمة»، حسبما يُطلق عليه الأوساط الأدبية والشارع السوداني، وهو محمول على «عربة كارو» يجرها حصان وهو مريض ومسجى على ظهره، حيث تنقله العربة من حي بانت في أم درمان إلى منطقة الثورة، تمهيداً لنقله إلى خارج السودان للعلاج، وذلك لعدم قدرته على مواكبة أحواله الصحية والحصول على الدواء والمتابعة في محل إقامته بسبب ظروف الحرب، بحسب التعليقات المرفقة بالصورة. وظهر الشاعر هاشم صديق في منزل أسرة الفنانة آسيا ربيع، وحوله حشد من السودانيين يحتفلون بنجاته ومعهم خروف في إشارة إلى احتفائهم به. وقال الشاعر السوداني الناجي في فيديو على «يوتيوب» بُث على صفحته: «بالنسبة لظروف خروجي على ظهر عربة كارو، فقد كانت تفاصيل الخروج مؤلمة. وجدت نفسي انتقل من ضيق شديد وعذاب وحرب وحر شديد وكارو وحصان، إلى جزء آخر من السودان.. السودان الحقيقي القديم الطيب، السودان الذي به كل زول (شخص) يربّت على كتفك ويقول لك: يا أخي لاتحزن والدنيا لا تزال بخير، هناك أناس ممن حولي لأول مرة أعرفهم، شعرت وسطهم بالعناية المكثفة». واستطرد صديق ضاحكاً وهو يعبث بشعر خروف ظهر أمامه في الصورة: «أنا والله محظوظ، من كارو بحصان إلى خروف، هذه نعمة كبيرة، الناس يريدون أن يذبحوا خروفاً احتفاء بي، وأنا قلت لهم يا جماعة ده كان زمان يا جماعة، عموماً شكراً لهم». وتابع صديق: «شكراً للكارو، وشكراً للحصان، وشكراً للخروف، وشكراً للأستاذة آسيا ربيع وأسرتها. أنا سعيد جداً بهذا الحال. هناك من قال إن هاشم صديق المفروض يطلع بهليكوبتر. أنا اطلع بهليكوبتر؟ أنا اطلع بكارو». بدورها قالت الفنانة آسيا ربيع التي كانت في مقدمة مستقبلي صديق مع حشد من الأهالي: «شكر وامتنان لهذا الحصان الذي جعل هذا ممكناً. نعم إنها الحرب.. الشاعر القامة الذي هتفنا معه يوماً ما (وكان القرشي شهيدنا الأول).. هاشم الذي كتب الملحمة أو ثورة شعب التي كانت بمثابة مارسليز الثورة السودانية.. هاشم الذي كتب (حنصليك يا صبح الخلاص حاضر).. هاشم صديق كاتب روائع الشعر الغنائي، خرج بفعل الحرب أمس من حي بانت الذي أحبه وعاش فيه محمولاً على عربة كارو في رحلة استمرت ساعة ونصف الساعة حتى يصل إلى سوق ليبيا، إنه القامة هاشم الذي أحب جيفارا وسولارا وأنجيلا وجومو.. إنها حرب الأشرار في زمن الطاعون وفساد الحكام، وأخيراً هاشم في مكان آمن وسيتابع رحلة علاجه، فلنهتف خافتاً وعالياً مع هاشم ونقسم باسم أكتوبر وباسم الشعب.. سنخرج شاهرين هتافنا لما يطل في فجرنا ظالم». من جهته قال الإعلامي والمنتج التلفزيوني طاهر محمد علي طاهر: «جمعتني محادثة قبل قليل مع الأستاذ الشاعر هاشم صديق بعد انقطاع سنين، ما يزال هاشم صديق حاضراً بطيبته وعفويته وذاكرته المتقدة». وتابع طاهر: «إن صديق ممتن لردود الأفعال الطيبة من جموع الشعب السوداني، حيث لم ينقطع رنين هاتفه عقب خروجه، وبعد أن استقبله المستقبلون على أكف الراحة. هو بخير وصحة جيدة وكله أمل في انتهاء محنة الشعب السوداني في القريب العاجل». جدير بالذكر أن هاشم صديق - المعروف بـ«شاعر الملحمة» لكتابته أوبريت «ملحمة الثورة» التي قدمت على المسرح السوداني عام 1968، علاوة على أنه شاعر وكاتب مسرحي ودرامي وإذاعي وناقد وصحافي - اعتقل عدة مرات في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، والرئيس المخلوع عمر البشير، ومن أعماله المسرحية «أحلام الزمان» التي حصل بها على جائزة الدولة السودانية للمسرح عام 1973، و«نبتة حبيبتي» الحائزة جائزة النص الشعري عام 1974. ومن أعماله الدرامية الشهيرة «الحراز والمطر»، و«الحاجز»، و«قطار الهم»، و«الديناصور»، و«الخروج عن النهر»، كما ارتبط اسمه ببرامج إذاعية، منها برنامجه «فنان على كرسي الاعتراف»، ومن أعماله الشعرية «كلام للحلوة»، و«الزمن والرحلة»، و«جواب مسجل للبلد»، و«الوجع الخرافي»، و«انتظري». • من أعمال هاشم صديق المسرحية «أحلام الزمان» و«نبتة حبيبتي»، والدرامية «الحراز والمطر» و«الحاجز» و«قطار الهم»، و«الديناصور» و«الخروج عن النهر». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :