محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمود عبد الرحمن: بين حشد من أهالي قرية الشريف التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف، سرد رشاد عبدالحميد، الرجل العائد صباح أمس الأربعاء من منطقة درنة بليبيا، كواليس ساعات الإعصار الثقيلة وعمليات الإنقاذ. "كنا بنشيل الجثث من المياه ونحطها على بعضها عشان ننقلها"، يقول رشاد لمصراوي، يتذكر صاحب الـ 44 عاما المشاهد المأساوية التي تسبب فيها الإعصار الذي أودى بحياة 76 من أهالي قريته حتى الآن، بخلاف المفقودين الذين لم يتم العثور على أجسادهم. "كنا عارفين أن في إعصار بس مكناش عارفين هنعمل إيه"، يحكي رشاد ما حدث عندما تلقى وعدد من أهالي قريته من المقيمين معه في مدينة درنة، تحذيرات من أفراد الأمن للحفاظ على أرواحهم من الإعصار الشديد الذي يضرب المنطقة: "دخلنا جوا وقفلنا على نفسنا مكناش حاسين الموضوع هيبقى كده"، ليتفاجأ الشاب بمياه شديدة تقتحم منزلهم: "لقينا المياه جايه علينا وكأنه بحر اتفتح علينا". هرول رشاد وغيره من أهالي قريته إلى أعلى المنزل الذي يقع على مساحة 50 مترا هربا من الغرق والموت، ليسقط المنزل ويجد رشاد وغيره من الشباب في مواجهة مع الإعصار. "الناس اللي طلعت مننا فضلت تشيل في الجثث على حامل عشان نطلعها"، تمهيدًا لنقلهم إلى المستشفيات القريبة: "الجثث من المياه اتنفخت وفي ملامح مكنتش باينه"، موضحا أن هناك المئات من الجثث لم يتم الاستدلال عليها حتى الآن.
مشاركة :