تُوجت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرسمية إثر اختتامها ببيان مشترك، أوضح ما تم بشأن الملفات المشتركة التي تم بحثها وأخذ قرارات بالتوافق عليها، وأظهرت نتائج المباحثات بين ولي العهد ورئيس الوزراء الهندي عمق العلاقات الثنائية التاريخية بين الدولتين، وانتقالها إلى مرحلة متقدمة في توسيع مجالات التعاون والتنسيق بين البلدين، تأسياً على ماهو قائم من تفاهمات واتفاقيات، ومن رغبة صادقة في تجذير للعلاقات بما هو أفضل. * * ومن قراءة للبيان المشترك، وتصفح لما ورد فيه تبرز المضامين المهمة التي ستقود مستقبل العلاقات نحو ماهو أفضل خدمة للشعبين الصديقين؛ فقد جاء في البيان المشترك بأن زيارة ولي العهد للهند جاءت في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين المملكة والهند بهدف تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وأنه تم خلال الزيارة تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. * * وكانت الزيارة الأميرية فرصة للجانب الهندي ليثمن الجهود التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، كما كانت فرصة للجانبين ليشيدا بمستوى التنسيق العالي بينهما فيما يحقق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من جمهورية الهند، وإلى تعبير الجانب الهندي عن شكره للمملكة على ما يحظى به المواطنون الهنود المقيمون بالمملكة من رعاية واهتمام. * * خلال الزيارة ترأس كل من ولي العهد ورئيس وزراء الهند الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي الذي كان قد تم الاتفاق على إنشائه في أكتوبر من عام 2019م، حيث تم استعراض ما تم من أعمال في إطار هذا المجلس، وما تحقق من نتائج من أعمال لجنة السياسة والأمن والتعاون الثقافي والاجتماعي واللجان المنبثقة عنها، وكذلك لجنة الاقتصاد والاستثمار وفرق العمل المشتركة التابعة لها، والتي أسهمت في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في العديد من المبادرات، وقد اتفق الجانبان على أن يكون الاجتماع التالي لمجلس الشراكة خلال العامين القادمين حسب الخطة الزمنية المقررة لأعمال المجلس. * * عدد من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون تم التوقيع عليها في عدد من المجالات، بما فيها مجالات الطاقة، وتعزيز الاستثمار، والصناعة الإلكترونية والرقمنة، والأرشفة، وتحلية مياه البحر، ومنع الفساد ومكافحته، إلى جانب مذكرة تفاهم خاصة بالتعاون بين بنك التصدير والاستيراد السعودي ونظيره الهندي، ومذكرة تفاهم للتعاون الفني بين بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، واتفقا على أهمية تطوير المشاريع المشتركة لتحويل البترول إلى بتروكيماويات في البلدين. * * كان المناخ وتغيره حاضراً في مباحثات ولي العهد مع رئيس وزراء الهند، حيث أكدا التزامهما بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وثمّن الجانب الهندي دور المملكة في التعامل مع تحديات تغير المناخ، على المستوى الإقليمي والدولي ومنها السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وجاء في البيان تفاصيل أخرى كثيرة عن التعاون في المجال الصحي والاستثماري والتجاري وغيرها كثير. * * باختصار: يمكن القول إن زيارة ولي العهد لجمهورية الهند، رغم قصر مدتها، إلا أنها كانت ذات مردود عالي القيمة في خدمة الدولتين والشعبين الصديقين.
مشاركة :