زلزال المغرب يضاعف معاناة المزارعين.. ويترك آلاف الأطفال تحت هول الصدمة

  • 9/15/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إنجيد‭ (‬المغرب‭) ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬من‭ ‬قريته‭ ‬سوى‭ ‬ركام،‭ ‬وفرغ‭ ‬حقله‭ ‬المزروع‭ ‬بأشجار‭ ‬التفاح‭ ‬من‭ ‬الثمار‭ ‬قبل‭ ‬أوانه،‭ ‬لكن‭ ‬محمد‭ ‬المتوّق‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يبارح‭ ‬أرضه‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬شريان‭ ‬حياة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كثر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الجبلية‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬المدمّرة‭ ‬جراء‭ ‬الزلزال‭. ‬ ويروي‭ ‬المزارع‭ ‬البالغ‭ ‬56‭ ‬عاماً،‭ ‬فيما‭ ‬يقف‭ ‬عاجزاً‭ ‬في‭ ‬حقله‭ ‬الذي‭ ‬يزرع‭ ‬فيه‭ ‬التفاح‭ ‬والجوز‭ ‬وخضراوات‭ ‬وسط‭ ‬سلسلة‭ ‬جبال‭ ‬الأطلس‭ ‬الكبير‭: ‬‮«‬كنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬البرد‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭ ‬عدو‭ ‬لنا،‭ ‬لكن‭ ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬عدو‭ ‬آخر‭: ‬الزلزال،‭ ‬لقد‭ ‬دمّر‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‮»‬‭. ‬ يشير‭ ‬الرجل‭ ‬إلى‭ ‬أشجاره‭ ‬التي‭ ‬زرعت‭ ‬بعناية‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عائلته،‭ ‬تحت‭ ‬منازل‭ ‬تقليدية‭ ‬بنيت‭ ‬بالحجارة‭ ‬والخشب،‭ ‬وقد‭ ‬تحطّمت‭ ‬تماماً‭. ‬ يحلّ‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الثمار‭ ‬في‭ ‬الخريف،‭ ‬لكن‭ ‬تفاحاته‭ ‬الحمراء‭ ‬تناثرت‭ ‬على‭ ‬العشب‭ ‬الأخضر،‭ ‬وامتزجت‭ ‬رائحتها‭ ‬برائحة‭ ‬جيفة‭ ‬حمار‭ ‬نفق‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬وفق‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭. ‬ ولم‭ ‬ينضج‭ ‬التفاح‭ ‬بعد‭ ‬ليكون‭ ‬صالحا‭ ‬للبيع،‭ ‬وقد‭ ‬أطاح‭ ‬الزلزال‭ ‬بموسم‭ ‬كامل‭ ‬وبقدرة‭ ‬الفلاحين‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬ديونهم‭. ‬ وكما‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬الحوز‭ ‬الجبلي،‭ ‬تعدّ‭ ‬الزراعة‭ ‬وتربية‭ ‬المواشي‭ ‬مثل‭ ‬الأبقار‭ ‬والأغنام‭ ‬مصدراً‭ ‬للرزق‭ ‬والقوت‭. ‬ وأطلقت‭ ‬الحكومة‭ ‬وجهات‭ ‬مانحة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬برامج،‭ ‬بعضها‭ ‬لمكافحة‭ ‬تأثيرات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وأخرى‭ ‬مخصصة‭ ‬لفكّ‭ ‬عزلة‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬وإعطاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬للنساء‭. ‬ كذلك‭ ‬نفّذت‭ ‬برامج‭ ‬لإعادة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬الآسنة‭ ‬المُعالَجة‭ ‬وبرامج‭ ‬توفير‭ ‬المياه‭ ‬للري‭ ‬الزراعي‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬التنقيط‭ ‬بهدف‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭. ‬ وقد‭ ‬أنهك‭ ‬الجفاف‭ ‬ونقص‭ ‬المياه‭ ‬أصلاً‭ ‬المزارعين‭ ‬الصغار،‭ ‬ليزيد‭ ‬وقع‭ ‬صدمة‭ ‬الزلزال‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭.‬ في‭ ‬مشهد‭ ‬اخر‭ ‬من‭ ‬الكارثة‭ ‬نجت‭ ‬الطفلة‭ ‬ابتسام‭ ‬بأعجوبة‭ ‬من‭ ‬أنقاض‭ ‬بيتها‭ ‬بعد‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬دمر‭ ‬قريتها‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬الأطلس‭ ‬وسط‭ ‬المغرب‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحت‭ ‬هول‭ ‬صدمة‭ ‬زادها‭ ‬ألما‭ ‬فقدان‭ ‬صديقتيها‭ ‬والأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بمدرستها‭. ‬ بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬الزلزال‭ ‬الأشد‭ ‬الذي‭ ‬يضرب‭ ‬المغرب‭ ‬تعيش‭ ‬ابتسام‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬تحت‭ ‬خيمة‭ ‬صغيرة‭ ‬أقيمت‭ ‬عند‭ ‬سفح‭ ‬المرتفع‭ ‬الذي‭ ‬تقع‭ ‬فيه‭ ‬القرية‭ ‬بجوار‭ ‬عشرات‭ ‬العائلات‭ ‬المنكوبة،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬75‭ ‬كيلومترا‭ ‬جنوب‭ ‬مراكش‭. ‬ وتتذكر‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬9‭ ‬أعوام‭ ‬لحظات‭ ‬الفاجعة‭: ‬‮«‬كان‭ ‬أبي‭ ‬يناديني‭ ‬وكنت‭ ‬أصرخ‭ ‬لأخبره‭ ‬أنني‭ ‬هنا‮»‬‭. ‬زاد‭ ‬هول‭ ‬الصدمة‭ ‬فقدان‭ ‬صديقتيها‭ ‬‮«‬منى‭ ‬وزينب‭ ‬اللتين‭ ‬كنت‭ ‬أرافقهما‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفصل‮»‬‭. ‬ وتشعر‭ ‬والدتها‭ ‬نعيمة‭ ‬بنحمو‭ ‬‮«‬بالخوف‭ ‬عليها‮»‬‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬الصدمة‭ ‬والكوابيس‭ ‬التي‭ ‬توقظها‭ ‬ليلا‭ ‬وهي‭ ‬تصرخ‭ ‬‮«‬أخرجوني،‭ ‬لقد‭ ‬سقطت‮»‬‭. ‬ علما‭ ‬أنها‭ ‬فقدت‭ ‬أيضا‭ ‬شقيقتها‭ ‬الأصغر‭ (‬4‭ ‬أعوام‭)‬،‭ ‬وجدتيها‭ ‬في‭ ‬الزلزال‭. ‬ فيما‭ ‬أخرجت‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬بأعجوبة‭ ‬بفضل‭ ‬والدها‭ ‬وعمها‭ ‬بعدما‭ ‬تهدم‭ ‬البيت‭ ‬جراء‭ ‬تهاوي‭ ‬صخور‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬الجبل‭. ‬ واعتبرت‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬التعليم‭ ‬‮«‬مقلق‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬الزلزال،‭ ‬حيث‭ ‬تضررت‭ ‬530‭ ‬مدرسة‭ ‬و55‭ ‬مدرسة‭ ‬داخلية‭. ‬ وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬بيان‭: ‬‮«‬ضرب‭ ‬الزلزال‭ ‬منطقة‭ ‬قروية‭ ‬ونائية‭ ‬تضم‭ ‬حوالي‭ ‬مليون‭ ‬تلميذ‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬مدرس‮»‬‭. ‬ فيما‭ ‬أشارت‭ ‬تقديرات‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونيسف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬قد‭ ‬تأثروا‭ ‬بالزلزال‭. ‬

مشاركة :