شدد الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي - في خطبة الجمعة - على أنه من أعظم عقوق الوالدين تحويلهما أو أحدهما إلى دار المسنين ، وإخراجهما من رعاية الأبناء ، عادا ذلك إنكار للمعروف والجميل لا يفعله إلا منحط الأخلاق فاقد المروءة خبيث السريرة. وقال : الوالدان بابان من أبواب الجنة من برهما دخلها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه ، قيل من يا رسول الله ، قال : من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة " ، أيها المسلم آذا رضي عنك والداك فالرب راض عنك ، ففي الحديث : " رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد " ، وبر الوالدين هو طاعتهما في غير معصية ، وإنفاذ أمرهما ، ووصيتهما ، والرفق بهما ، وإدخال السرور عليهما ، والتوسعة عليهما في النفقة ، وبذل المال لهما ، والشفقة والرحمة بهما ، والحزن لحزنهما ، وجلب الأنس لهما ، وبر صديقهما ، وصلة ودهما ورحمهما ، وكف جميع أنواع الأذى عنهما ، والكف عما نهيا عنه ، ومحبة طول حياتهما ، وكثرة الاستغفار لهما. وأضاف : العقوق ضد ذلك كله ، وكثرته من أشراط الساعة ، ومن أعظم عقوقهما تحويلهما أو تحويل أحدهما إلى دار المسنين ، وإخراجهما من رعاية الولد ، وهذه ليست من أخلاق الإسلام ، ولا من كرم الأخلاق ، ومن أعظم العقوق التكبر على الوالدين ، والاعتداء عليهما بالضرب أو الإهانة والشتم والحرمان ، قال تعالى : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ". وقال : إن حقوق الوالدين من مكارم الأخلاق وأكرم الأخلاق التي يقوم بها من طابت سريرته وكرم أصله وزكت أخلاقه ، وجزاء الإحسان الإحسان ، والمعروف حقه الرعاية والوفاء ، والجميل يقابل بالجميل ، ولا ينكر المعروف والجميل إلا منحط الأخلاق فاقد المروءة خبيث السريرة ، قال تعالى : " ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله كان بما تعملون بصيرا ".
مشاركة :