متابعة الخليج 365 - ابوظبي - واغادوغو (أ ف ب) قررت بوركينا فاسو طرد الملحق العسكري في سفارة فرنسا، بتهمة ممارسة «أنشطة تخريبية»، وأمهلته أسبوعين لمغادرة البلاد، في مؤشر جديد إلى تدهور العلاقات بين البلدين. وكتبت وزارة الخارجية في بوركينا فاسو في رسالة وجهتها الخميس، إلى باريس أن «حكومة بوركينا فاسو قررت، سحب الإذن من إيمانويل باسكييه، ملحق الدفاع لدى سفارة فرنسا في بوركينا فاسو لقيامه بأنشطة تخريبية»، ومنحته مع فريقه «مهلة أسبوعين لمغادرة أراضيها». ولم تتضمن الرسالة أي تفسيرات تتصل ب«الأنشطة التخريبية» التي اتهم بها الملحق الفرنسي. وأوردت الرسالة أيضاً أن حكومة بوركينا فاسو المنبثقة من الانقلاب، قررت إغلاق مقر البعثة العسكرية التابعة لها في باريس. وسرعان ما اعتبرت فرنسا أن الاتهام الذي وجّهته بوركينا فاسو لملحقها العسكري هو «من نسج الخيال». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة فرانس برس «الاتهام بممارسة أنشطة تخريبية هو بالطبع من نسج الخيال». وتشهد العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو تدهوراً مستمراً منذ الانقلاب العسكري في هذا البلد في سبتمبر/ أيلول 2022، علماً أنه الثاني في ثمانية شهور وقام به الكابتن إبراهيم تراوري. وألغت بوركينا فاسو في مارس/ آذار اتفاقاً عسكرياً مع فرنسا يعود إلى العام 1961، وذلك بعد بضعة أسابيع من مطالبتها وحصولها على انسحاب القوة الفرنسية «سابر» من أراضيها التي تشهد أعمال عنف إرهابية. كذلك، طلبت الحكومة مغادرة نهائية لجميع الطواقم العسكرية الفرنسية التي تعمل في إداراتها العسكرية. وتم استدعاء السفير الفرنسي في واغادوغو بعد انقلاب سبتمبر/ أيلول 2022 ولم يعين أحد مكانه. وفي مقابلة بثتها إذاعة وتلفزيون بوركينا فاسو الأسبوع الفائت، أكد الكابتن تراوري أن ليس لديه شيء ضد «الشعب الفرنسي» بل ضد قادته. وقال «نحن لسنا أعداء للشعب الفرنسي، إنها سياسة من يحكمون فرنسا التي تطرح مشكلة في إفريقيا». وأضاف تراوري «ينبغي القبول بالتعامل من الند إلى الند» و«القبول بإعادة النظر في تعاوننا برمته». وكان قد شكك أيضاً في فاعلية وجود الجنود الفرنسيين في بوركينا فاسو في إطار مكافحة الأنشطة الجهادية، ما دفعه إلى المطالبة برحيلهم في يناير/كانون الثاني. ومذاك، تبحث الدولة عن مساحات للتعاون مع دول أخرى وخصوصاً مع روسيا. وبحث وفد روسي نهاية أغسطس / آب مع تراوري في واغادوغو مسألتي التنمية والتعاون العسكري. وكان تراوري زار في تموز/يوليو مدينة سان بطرسبرغ في إطار مشاركته في القمة الروسية الإفريقية. من جهتها، أعربت وزيرة خارجية بوركينا أوليفيا روامبا الاثنين عن رغبة بلادها في «تعزيز التعاون الثنائي» مع إيران، وذلك خلال محادثات في طهران مع الرئيس إبراهيم رئيسي. وتعاني بوركينا فاسو منذ 2015، على غرار جارتيها مالي والنيجر اللتين يقودهما عسكريون أيضاً، دوامة عنف تنسب إلى مجموعات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، أسفرت عن أكثر من 17 ألف قتيل بين مدنيين وعسكريين منذ 2015، أحصي أكثر من ستة آلاف منهم منذ بداية هذا العام، بحسب منظمة «أكليد» غير الحكومية. وتبنت بوركينا فاسو ومالي والنيجر منذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو/تموز، نهجاً معارضاً تماماً للسياسة الفرنسية في منطقة الساحل.
مشاركة :