بين واشنطن وباريس.. «مفاتيح التوتر» في النيجر

  • 9/16/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه االمجلس العسكري الحاكم في النيجر، رياح ساخنة من التوتر، تهب حاليا من فرنسا ومن دولة الجوار «بنين»، مع تهديدات «المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا».. بينما يتراوح موقف الولايات المتحدة الأميركية بين المهادنة والترقب الحذر للأوضاع داخل النيجر التي كانت الحليف الأمني الرئيسي للغرب ضد  جماعات التطرف الإسلامي، وفي جهود موازنة النفوذ الروسي في المنطقة. ومع ذلك، بدأت هذه الديناميات في التغيُّر الآن، حيث ‏‏ألغت الحكومة العسكرية النيجيرية خمس اتفاقيات عسكرية مع فرنسا‏‏. وسوف يحتاج الغرب إلى إعادة تقييم لسياسته الأمنية في المستقبل، بحسب تعبير الباحث في العلاثات الدولية بجامعة الدفاع الوطني الباكستانية، سِمران جانجوا، في مقال نشره موقع «مودرن دبلوماسي» الأميركي. واشنطن تراجع جميع الخيارات الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ـ الفرنسية المجلس العسكري في النيجر هاجم فرنسا وبنين والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، متهما إياها بالتخطيط لتدخل عسكري في نيامي.. بينما لم يهاجم أو ينتقد الولايات المتحدة.. كما أن أميركا لا تسمي ما حدث في النيجر بالانقلاب العسكري، في حين أن فرنسا تنسق مع  «الإيكواس» بما يخص التدخل العسكري. وأصبحت النيجر، في الوقت الراهن، بين موقفين متناقضين، بين مهادنة واشنطن، والتي تراجع جميع الخيارات.. وبين تشدد واتهامات باريس، التي تزيد من حدة التوتر، خاصة عقب تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، خلال زيارة عمل إلى منطقة سومور-أون-أوكسوا في وسط شرق فرنسا، بأن المجلس العسكري الحاكم في النيجر يحتجزالسفير وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية، في نيامي «كرهينة»، مشيراً إلى أن المجلس العسكري «يرفض إمداد أعضاء السفارة بالطعام، وأن السفير يحصل على طعامه من حصص غذاء عسكرية». وتصريحات «ماكرون» قد تبرر التدخل العسكري الفرنسي لإنقاذ أعضاء السفارة! والأسبوع الماضي، اتهم المجلس العسكري في النيجر الحكومة الفرنسية، بنشر قواتها في دول عدة غرب إفريقيا، استعداداً لـ «شن ضربة عسكرية» ضد النيجر.. وقال عضو المجلس العسكري، الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن، في بيان أورده التلفزيون الرسمي، إن «فرنسا ما زالت تنشر قواتها في عدد من دول «إيكواس» وخصوصاً في كوت ديفوار والسنغال وبنين». تعزيز الوجود العسكري الفرنسي في دول جوار النيجر وأشار عضو المجلس العسكري إلى أنه  «اعتباراً من 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، نشرت فرنسا طائرتي نقل عسكري من نوع A400 M، وطائرة Dornier 328، لتعزيز الوجود الفرنسي في ساحل العاج؛ وطائرتي هليكوبتر متعددة المهام من نوع super PUMA، ونحو أربعين مركبة مدرعة في كاندي ومالانفيل بجمهورية بنين، وبتاريخ 7 سبتمبر/ أيلول، وصلت سفينة عسكرية فرنسية إلى ميناء كوتونو في بنين، وعلى متنها جنود ومعدات عسكرية»، لافتاً إلى أن «أكثر من 100 رحلة للطائرات النقل العسكرية قامت بتفريغ كميات كبيرة من المعدات والأسلحة في السنغال وساحل العاج وبنين». البنتاغون ـ أرشيفية البنتاغون يعيد تمركز قواته في النيجر ومن جهة أخرى أفاد مسؤولون أميركيون لوكالة «رويترز»، الخميس، بأن «البنتاغون يعيد تمركز قواته في النيجر، وأن هذه الإجراء تمثل تخطيطاً عسكرياً حذراً يهدف لحماية الأصول الأميركية، مع مواصلة مواجهة تهديد التطرف العنيف في المنطقة، وهذا لا يغير الوضع العام لقواتنا في النيجر، ونواصل مراجعة جميع الخيارات بينما نُقَيم السبيل للمضي قدماً». وقبل هذا القرار، كان هناك 1100 جندي امريكي في النيجر، ودربت القوات الأميركية على مدى العقد الماضي قوات النيجر على مكافحة الإرهاب، ونفذت مهاماً بطائرات مسيرة ضد تنظيم «داعش»، وجماعة أخرى في المنطقة تابعة لتنظيم «القاعدة». وبات واضحا أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر يستفيد من تباين المواقف بين أمريكا وفرنسا.

مشاركة :