مبادئ منهجية الكايزن اليابانية في إدارة الإنتاج

  • 9/17/2023
  • 02:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن‭ ‬تشبيه‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬منزل‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬وجدران‭ ‬وسقف؛‭ ‬أو‭ ‬حسب‭ ‬المنهجية‭ ‬العلمية‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنها‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم،‭ ‬ومن‭ ‬غيرها‭ ‬فإن‭ ‬المنهجية‭ ‬تختل،‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:‬ 1‭. ‬قاعدة‭ ‬المنهجية‭ ‬هي‭: ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الهدر‭ ‬والترهل،‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭.‬ 2‭. ‬الجدران،‭ ‬وتشمل‭:‬ أ‌‭. ‬التحسين‭ ‬الصغير‭ ‬المستمر،‭ ‬وبصورة‭ ‬يومية‭ ‬إن‭ ‬أمكن‭.‬ ب‌‭. ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭.‬ ت‌‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬مشاركًا‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬ذلك‭ ‬الترهل‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭.‬ ث‌‭. ‬في‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬ممكنة‭.‬ 3‭. ‬والسقف‭ ‬هو‭: ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العميل‭ ‬ولأجل‭ ‬العميل‭.‬ لنشرح‭ ‬تلك‭ ‬النقاط، أولاً‭: ‬القاعدة،‭ ‬وهي‭: ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الهدر‭ ‬والترهل‭:‬ قد‭ ‬يقول‭ ‬قائل،‭ ‬وهل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬فواقد؟‭ ‬ وجدنا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬العمليات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬فواقد،‭ ‬ويجد‭ ‬الكثيرون‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الفواقد‭ ‬أمر‭ ‬حتمي،‭ ‬فالكثير‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬تضبيط‭ ‬الآليات‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬وعلينا‭ ‬التعايش‭ ‬معه،‭ ‬فالوقت‭ ‬–المهدر–‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬الآليات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬مهدرا،‭ ‬وإنما‭ ‬حتمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صيانة‭ ‬الآليات،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المخزون‭ ‬والإنتاج،‭ ‬فيمكن‭ ‬لصانع‭ ‬البيتزا‭ ‬أن‭ ‬يخبز‭ ‬10‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬البيتزا‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬الخباز‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬طلب‭ ‬عليها،‭ ‬وعندما‭ ‬يأتي‭ ‬العميل‭ ‬ليطلب‭ ‬البيتزا‭ ‬فإن‭ ‬صاحب‭ ‬المطعم‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬البيتزا‭ ‬الجاهزة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬العميل‭. ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬تلك‭ ‬النوعيات‭ ‬من‭ ‬البيتزا‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الثلاجة‭ ‬أو‭ ‬المخازن‭ ‬فترات‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬طلبها‭ ‬وإخراجها‭. ‬وأمور‭ ‬كثيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭.‬ وللأسف‭ ‬فإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬لا‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬هدرا‭ ‬أو‭ ‬ترهلا‭ ‬أثناء‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬وجدنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الهدر‭ ‬الذي‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬العمل‭ ‬والعمال‭ ‬والميزانيات‭. ‬ وباختصار‭ ‬فإن‭ ‬الهدر‭ ‬يعني‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬والأمور‭ ‬والأشياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تضيف‭ ‬قيمة‭ ‬إلى‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭.‬ ثانيًا‭: ‬الجدران،‭ ‬وتشمل‭:‬ 1‭. ‬التحسين‭ ‬الصغير‭ ‬المستمر‭: ‬وهي‭ ‬فلسفة‭ ‬إداريّة،‭ ‬يقوم‭ ‬عمودها‭ ‬الفقريّ‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التحسين‭ ‬والمبادرة‭ ‬والتجديد‭ ‬والإبداع‭ ‬والإثراء‭ ‬والتطوير‭ ‬لكلّ‭ ‬النشاطات‭ ‬والمهمّات‭ ‬التي‭ ‬يؤدّيها‭ ‬الموظّفون‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وذلك‭ ‬بتشجيع‭ ‬القيادة‭ ‬الإداريّة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحفيز‭ ‬الماديّ‭ ‬والمعنويّ‭. ‬ويكمن‭ ‬هدف‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬المعرفة‭ ‬الضمنيّة‭ ‬المُكتنَزة‭ ‬لدى‭ ‬العاملين،‭ ‬والإفادة‭ ‬من‭ ‬ملاحظاتهم،‭ ‬لتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬وإنجاز‭ ‬المهمّات‭ ‬على‭ ‬أحسن‭ ‬وجه،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬الإفادات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬جماعيّ‭ ‬للجودة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭.‬ وعليه،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬والمقوِّمات‭ ‬التي‭ ‬تُرسي‭ ‬دعائم‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬داخل‭ ‬المؤسّسة،‭ ‬ومن‭ ‬أهمّها‭:‬ أ‌‭. ‬دعم‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬لفلسفة‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬وتشجيعها‭ ‬بمنح‭ ‬الحوافز‭ ‬الماديّة‭ ‬والمعنويّة،‭ ‬وكلّ‭ ‬متطلّبات‭ ‬نجاح‭ ‬جهود‭ ‬التحسين‭ ‬المستمرّ،‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬يُكتَب‭ ‬لها‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭.‬ ب‌‭. ‬تبنِّي‭ ‬منهجيّة‭ ‬للتحسين‭ ‬المستمر،‭ ‬تضمن‭ ‬كفاءة‭ ‬عمليّات‭ ‬التحسين‭ ‬وفعاليّتها‭.‬ ت‌‭. ‬ضرورة‭ ‬بناء‭ ‬ثقافة‭ ‬منظَّمة،‭ ‬تتّجه‭ ‬نحو‭ ‬التحسين‭ ‬المستمرّ‭ ‬وتفي‭ ‬بمتطلّباته،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬ربطها‭ ‬بتحسين‭ ‬أداء‭ ‬العمليّات‭.‬ ث‌‭. ‬توفُّر‭ ‬نظام‭ ‬اتّصال‭ ‬فعّال‭ ‬حقيقيّ‭ ‬ومفتوح‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاتّجاهات،‭ ‬مبنيّ‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬المعلومات‭ ‬وتنوّع‭ ‬أساليب‭ ‬الاتّصال‭ ‬الحديثة،‭ ‬فيسهم‭ ‬في‭ ‬تثمين‭ ‬التحسينات‭ ‬والتطوّرات‭ ‬المُحقَّقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬والعمليّات‭.‬ إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معلومًا‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬التحسين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬ضمن‭ ‬أنظمة‭ ‬واضحة‭ ‬تحددها‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وتنفذها‭ ‬المؤسسة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬المؤسسة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تطويرها‭.‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الشخصي‭ ‬–‭ ‬مثلاً–‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬مبلغ‭ ‬قدره‭ ‬365‭ ‬دينارا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬الميزانية‭ ‬الشخصية،‭ ‬وذلك‭ ‬بتوفير‭ ‬مبلغ‭ ‬قدره‭ ‬100‭ ‬فلس‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬بصفة‭ ‬يومية،‭ ‬تخيل‭ ‬وضع‭ ‬100‭ ‬فلس‭ ‬في‭ ‬المدخرات‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬بالكاد‭ ‬ستلاحظ‭ ‬أن‭ ‬100‭ ‬فلس‭ ‬مفقودة‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ولكن‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬سيكون‭ ‬لديك‭ ‬مبلغ‭ ‬قدره‭ ‬365‭ ‬دينارا‭ ‬مدخرًا،‭ ‬عملية‭ ‬تحسين‭ ‬صغيرة‭ ‬ولكنها‭ ‬مستمرة‭.‬ 2‭. ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭: ‬وجدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الإنتاج‭ ‬أن‭ ‬عنصر‭ ‬الوقت‭ ‬عنصر‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التحسين،‭ ‬لذلك‭ ‬منحت‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحق‭ ‬للموظف‭ ‬–أيًا‭ ‬كان‭ ‬منصبه–‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬خط‭ ‬الإنتاج‭ ‬إن‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬النقطة‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مسؤول‭ ‬عنه‭. ‬والخطوات‭ ‬تتم‭ ‬كالتالي‭: ‬يوقف‭ ‬خط،‭ ‬يبلغ‭ ‬المشرف‭ ‬المباشر،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬المشرف‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬تتم‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬وبالطريقة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬الخطأ‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الخط‭ ‬ليتم‭ ‬تصحيحه‭ ‬لأنه‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬الخطأ،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المُنتج‭ ‬سيخرج‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬بأخطائه‭ ‬وعيوبه‭ ‬وهذا‭ ‬سيؤدي‭ ‬حتمًا‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬المؤسسة‭.‬ 3‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬مشاركًا‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬ذلك‭ ‬الترهل‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭: ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نجاح‭ ‬سياسة‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر،‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬وظيفيّة‭ ‬تمكينيّة،‭ ‬تتميَّز‭ ‬بالفاعليّة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬وحرّيّة‭ ‬التفكير‭ ‬والتشاركيّة‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬والقرار،‭ ‬وإرساء‭ ‬قيم‭ ‬تنظيميّة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مؤشِّرات‭ ‬الجودة‭. ‬فحسب‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن‭ ‬فإنها‭ ‬منهجية‭ ‬ليست‭ ‬محدودة‭ ‬زمنيًّا‭ ‬بهدف‭ ‬أو‭ ‬بموعد‭ ‬نهائيّ،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مسار‭ ‬لمدى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتفكير‭ ‬والتعلّم‭ ‬والتحسين،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬للكايزن‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬مراعاة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬التمكين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الرؤية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬وتعاون‭ ‬كلّ‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ووضع‭ ‬قيمة‭ ‬العميل‭ ‬والجودة‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأوّل،‭ ‬واتّخاذ‭ ‬منظور‭ ‬النظام‭ ‬بأكمله‭ (‬مدخل‭ ‬النظم‭)‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشجاعة‭ ‬والشفافية‭.‬ لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬الوظيفيّة،‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬الفريق‭ ‬الإداريّ‭ ‬والموظفين‭ ‬والعمال‭ ‬وجميع‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة،‭ ‬فكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬لديهم‭ ‬مهارات‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يتملكها‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬مسؤول‭.‬ تخيل‭ ‬أنك‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بنسبة‭ ‬15%‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬المقبلة،‭ ‬يمكنك‭ ‬استدعاء‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬لتحليل‭ ‬عملياتك‭ ‬وتقديم‭ ‬التوصيات،‭ ‬ويمكنك‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إبلاغ‭ ‬موظفيك‭ ‬بالتغييرات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬تتوقع‭ ‬منهم‭ ‬تحقيقها‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭. ‬ولكن‭ ‬وجدت‭ ‬المؤشرات‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الاحتمال‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬سوف‭ ‬تتعرض‭ ‬–‭ ‬كصاحب‭ ‬المؤسسة‭ ‬–‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الصدمات،‭ ‬وفي‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬تمرد‭ ‬صريح‭ ‬بين‭ ‬يديك‭.‬ ولكن‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكنك‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬موظفيك‭ ‬واسألهم‭ ‬كيف‭ ‬شعروا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬تحسين‭ ‬الإنتاج،‭ ‬الاحتمال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬فكرة‭ ‬جيدة‭ ‬جدًا‭ ‬عما‭ ‬يبطئ‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬سؤال‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬الوضع‭ ‬اليومي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬بكثير‭ ‬لمكان‭ ‬وجود‭ ‬المشكلات،‭ ‬وهذا‭ ‬أسهل‭ ‬وأوفر‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭.‬ 4‭. ‬في‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬ممكنة‭: ‬المنطق‭ ‬التجاري‭ ‬والفني‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬تقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬المعنوية‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬مستوى‭ ‬ممكن‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬فعلاً‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التحسين‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬نديرها‭. ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المنطق‭ ‬أن‭ ‬منتجا‭ ‬يكلف‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬مثلاً،‭ ‬ويعود‭ ‬على‭ ‬المؤسسة‭ ‬بفائدة‭ ‬قدرها‭ ‬20%‭ ‬أن‭ ‬نصرف‭ ‬على‭ ‬تحسينها‭ ‬مبلغا‭ ‬قدره‭ ‬100%‭ ‬من‭ ‬الثمن‭ ‬الأصلي‭ ‬للمنتج‭ ‬ووقتا‭ ‬طويلا‭ ‬للتحسين،‭ ‬فالوقت‭ ‬والمال‭ ‬جوانب‭ ‬جوهرية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭ ‬بأقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬حتى‭ ‬نحقق‭ ‬التوفير‭ ‬اللازم‭.‬ لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬العالية‭ ‬أو‭ ‬إضاعة‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحسين‭ ‬صغيرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ (‬كايزن‭)‬،‭ ‬لأنها‭ ‬حينئذ‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن‭ ‬إلى‭ ‬منهجيات‭ ‬أخرى‭. ‬ ثالثًا‭: ‬العميل‭ ‬أولاً‭ ‬وأخيرًا‭: ‬ السؤال‭ ‬الذهبي‭ ‬هنا؛‭ ‬لماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬السابقة؟‭ ‬والإجابة‭ ‬واضحة‭ ‬وهي‭ ‬لإرضاء‭ ‬العميل‭.‬ العميل‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بعملية‭ ‬الشراء‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬كانت،‭ ‬ولقد‭ ‬حاول‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬العميل‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬أو‭ ‬الجمهور،‭ ‬فمثلاً‭ ‬يقول‭ ‬جيفري‭ ‬كيه‭ ‬رورز‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬الجمهور‭ ‬–‭ ‬التسويق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬رقمي‭) ‬‮«‬أجبْ‭ ‬سريعًا،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬أصول‭ ‬عملك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟‭ ‬علامتك‭ ‬التّجارية؟‭ ‬ملكيتك‭ ‬الفكرية؟‭ ‬المنشآت‭ ‬المادية؟‭ ‬المخزون؟‭ ‬الموظفون؟‭ ‬كلُّ‭ ‬هذه‭ ‬إجابات‭ ‬مُحتمَلة،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬أصل‭ ‬يُغْفَل‭ ‬عنه‭ ‬باستمرار‭ ‬عندما‭ ‬أطرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬الشركات‭. ‬إنه‭ ‬الجمهور‮»‬‭.‬ نعم،‭ ‬الجمهور‭ ‬أو‭ ‬العميل‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭.‬ ولقد‭ ‬حاول‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬التصدي‭ ‬لموضوع‭ ‬أهمية‭ ‬العميل،‭ ‬وبعد‭ ‬نيف‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تكوّن‭ ‬علم‭ ‬جميل‭ ‬ليدرس‭ ‬سلوك‭ ‬المستهلك،‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ (‬علم‭ ‬سلوك‭ ‬المستهلك‭)‬،‭ ‬فكيف‭ ‬نفهم‭ ‬هذا‭ ‬العلم؟‭ ‬وكيف‭ ‬نستفيد‭ ‬منه؟ ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬غالب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬اليوم‭ ‬تحولت‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬العميل،‭ ‬وقامت‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬بتوثيق‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الصعب‭ ‬والمنهك،‭ ‬ولكنه‭ ‬شر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬التسويق‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وهو‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬التفكير‭ ‬التقليدي‭ ‬لمنهج‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا‭. ‬ وربما‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭: ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬الجمهور‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬له؟‭ ‬بل‭ ‬وقد‭ ‬ذهب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬التسويق‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬السؤال‭ ‬ليكون‭ ‬هكذا‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يريده‭ ‬العميل‭ ‬لنوفر‭ ‬له‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يطلبه؟‭ ‬ما‭ ‬احتياجاته؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نترجم‭ ‬احتياجاته‭ ‬إلى‭ ‬سلعة‭ ‬أو‭ ‬منتج‭ ‬أو‭ ‬خدمة؟ وهنا‭ ‬نتوقف،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬منهجية‭ ‬الكايزن‭ ‬مفتوحة‭ ‬للتحدث‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬التالي‭.‬ Zkhunji@hotmail‭.‬com

مشاركة :