تزامنا مع وصول المساعدات الدولية ليبيا لدعم الناجين من فيضانات دانيال، أعلنت الأمم المتحدة في حصيلة جديدة مؤقتة تجاوز عدد الضحايا 11 ألفا، فيما يتضاءل الأمل في العثور على أحياء بين المفقودين بعد ستة أيام على الكارثة. مشهد من جهود البحث عن ضحايا "دانيال" (درنة الليبية، 16 سبتمبر 2023) قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت ليبيا ارتفعت إلى 11 ألفا و300 شخص في مدينة درنة فقط. وأضاف المكتب أن هناك 10 آلاف و100 شخص مازالوا مفقودين في درنة، في حين لقى 170 شخصا حتفهم في مكان آخر بشرق ليبيا. وأضافت "من المتوقع ارتفاع هذه الحصيلة مع استمرار أعمال البحث والانقاذ للعثور على ناجين". وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت في وقت سابق إنه تم تحديد هوية نحو 4.000 شخص لقوا حتفهم في الفيضانات. وكان إعصار دانيال قد ضرب ليبيا الأحد الماضي، بعدما ضرب كلا من اليونان وبلغاريا وتركيا. وقد انهار سدان فوق ميناء درنة، لتجتاح المياه مناطق شاسعة من المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 100 ألف نسمة. وضربت العاصفة دانيال ليل الأحد / الإثنين شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وأوقعت آلاف القتلى. وتركت المياه خلفها مشاهد خراب وتبدو أجزاء كبيرة من المدينة من جانبي النهر وكأن زلزالا قويا ضربها، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس، متحدثًا عن مبان كاملة جرفتها المياه وأخرى نصف مدمرة وسيارات تحطمت على الجدران. تضارب في الأرقام وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، مساء السبت تسجيل 3.252 قتيلًا، بزيادة 86 قتيلا عن الحصيلة السابقة قبل 24 ساعة. وأكد مجددا متحدثا للصحافيين في درنة، أن وزارته وحدها مخولة إصدار أعداد القتلى، مشددا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى لا مصداقية لها، دون أن يوضح هوية المصادر التي يقصدها. وتسببت الكارثة بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرق ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررا. وحذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي قالت الأمم المتحدة إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق وأن جرى إعلانها خالية من الألغام. تقاطر المساعدات الدولية حطت في مطار بنينا في بنغازي، كبرى مدن شرق ليبيا ، السبت طائرتان واحدة إماراتية والأخرى إيرانية، أفرغتا أطنانا من المساعدات تم تحميلها في شاحنات لنقلها إلى المنطقة المنكوبة الواقعة على مسافة 300 كلم إلى الشرق. كما وصلت أطنان من المساعدات بينها معدات طبية من السعودية والكويت إلى شرق ليبيا. وأعلنت سفارة إيطاليا وصول سفينة قبالة سواحل درنة تنقل بصورة خاصة خيما وأغطية ومروحيتين للبحث والإنقاذ وجرافات. كذلك حطت في شرق ليبيا طائرتان فرنسيتان "لنشر مستشفى ميداني" في درنة، على ما أفاد سفير فرنسا في ليبيا مصطفى مهراج. وأعلنت منظمة الصحة العالمية وصول طائرة إلى بنغازي تحمل "29 طنا من الإمدادات الطبية" من مركزها اللوجستي العالمي في دبي، "تكفي لمساعدة حوالى 250 ألف شخص". فيما أرسل المغرب فرقاً من الخبراء والمهندسين المختصين في حماية السدود، إلى المناطق المنكوبة في درنة لمساعدة الشعب الليبي بهدف تفقد الأماكن المتضررة من الفيضانات للوقوف على نوع المساعدة التي يمكن تقديمها بخصوص مراقبة الوضعية التي توجد عليها عدد من السدود، حسب "بوابة أفريقيا" الإخبارية (16 سبتمبر 2023). لكن الوضع السياسي وحالة الانقسام بين المؤسسات تعيق عمليات الإغاثة. فليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر. ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)
مشاركة :