نواكشوط- موريتانيا في 17 سبتمبر / وام / اختتم مهرجان الأدب الموريتاني مساء أمس فعالياته التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان في موريتانيا. وجاء المهرجان بمناسبة اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2023 وتضمن أربعة محاور أربعة رئيسية ناقشت مراحل تطور السرد الموريتاني وراهن القصة الموريتانية والرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر والسرديات الغائبة في الرواية الموريتانية كما شمل ندوة نقدية بعنوان "الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد" بالإضافة إلى جلستين شعريتين بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً ومبدعة موريتانيين. حضر حفل الاختتام الذي أقيم في بيت الشعر في نواكشوط سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة إلى جانب عدد كبير من مثقفين وأدباء موريتانيين وعرب واساتذة جامعات ومعاهد وطلاب ومحبي السرد والشعر العربي. وقال عبدالله العويس سعادتنا كبيرة بانعقاد هذا المهرجان وبتجمع أدباء ونقاد وأكاديميين موريتانيين في محفل حيث يحرص صاحب السمو حاكم الشارقة بأن تكون للإمارات وللشارقة حضوراً فاعلاً في هذه الفعاليات الثقافية المميزة احتفاءً باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2023 والذي يعكس أيضا أهمية التعاون المشترك مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني. وأضاف: "لقد عزّز المهرجان من توضيح المشهد للقارئ حول تاريخ الرواية والقصة القصيرة الموريتانية لذلك نحن اليوم أمام صورة واضحة للسرد في بلاد "شنقيط" كما نقف أمام طموحٍ كبير نجده في الشباب الموريتاني وعزمه على خوض غمار الإبداع إن كان في السرد أم في الشعر وقد شهدنا على مدى أيام أجواءً ثقافية مميزة". وقال د. الشيخ سيدي عبدالله الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني في كلمتة إن العلاقة الثقافية الموريتانية الإماراتية ضاربة في التاريخ وهما يؤسسان لعلاقة علمية مشهودة ولا أدل على ذلك من دور الشارقة في دعم الجهود الثقافية في نواكشوط وكافة الدول العربية مثمنا دعم و رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في هذا الجانب. وقال إن صاحب السمو حاكم الشارقة الرجل المثقف الذي يعد إحدى حسنات الثقافة العربية والإسلامية ككل اعطى اهتماما خاصا للثقافة في موريتانيا من خلال عدة مشاهد ومعطيات نذكر منها رعاية سموّه لبيت الشعر في نواكشوط الذي يعتبر مدار حديثنا منذ نشأته وهو يشكل حراكاً لافتاً في الساحة الثقافية الموريتانية كأنه صخرة رميت في بركة كانت راكدة وأحياها هذا البيت. وأضاف أن المهرجان جاء بمستوى عال من الرقي والمهنية والتنظيم من قبل دائرة الثقافة في الشارقة التي تحضر بشكل دائم إلى موريتانيا من أجل إنجاح كافة الفعاليات الثقافية ..موضحا أن قدوم الشارقة إلى نواكشوط أعطى دفعة وقيمة لهذه الأنشطة خاصة أنها تحظى بعناية خاصة. وأكّد مثقفون موريتانيون مشاركون في مهرجان الأدب الموريتاني أن الشارقة تقوم بدور كبير لنهضة الثقافة العربية ..مشيرين إلى أن العقود الأخيرة كان لها حضورا ثقافيا مميزا في كافة الدول العربية ولعل أبرزها بيوت الشعر إحدى تمثّلات هذه الرعاية والدعم موجهين شكرهم لصاحب السمو حاكم الشارقة. وقال الأكاديمي الناقد د. محمد أحظانا ــ أحد المكرمين في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي سابقا ــ إن الشارقة اسم دال على مُسمّى فهي تشرق بثقافتها على العالم العربي ككل وعلى العالم الإسلامي أيضا ولها أكثر من دور منها بيوت الشعر التي تنشر الثقافة الشعرية وتذكر بأهم ما أبدع به العرب وهو الشعر وميزة الشارقة أنها لا تقرن الثقافة بأية شروط وإنما تخدم الثقافة لذات وغرض الثقافة وتخدم الثقافة العربية وهي بأشد الحاجة إليها. وأشار القاص الشيخ نوح إلى أن مشروع الشارقة أسّس فضاءات للتلاقي واكتشاف المواهب في كافة الأجناس الأدبية معتبرا أنها جهود يحتاج إليها كل مثقف في الامتداد العربي من الماء إلى الماء ..موضحا أن المبادرات الثقافية انتجت على مدى السنوات الماضية مشهدا ثقافيا تتجلى الآن في بزوغ العديد من الأقلام والكتّاب والمواهب. واعتبرت د. مباركة بنت البراء أن الشارقة تعد القلعة الكبيرة التي تحتضن كافة المثقفين العرب امتدادا إلى تشجيعهم ومواكبتهم عبر مبادرة تاريخية نرى أثرها العميم في البلدان العربية وهي بيوت الشعر ..مؤكدة أن ما تقوم به الشارقة من جهود في خدمة الثقافة واللغة العربية هو عمل ريادي مميز وبيت الشعر يعد علامة فارقة في الساحة الثقافية الموريتانية لما يقوم به من عمل دؤوب على مدار العام. وأشار الشاعر والناقد الحسن محمد محمود إلى أن هذا المهرجان قد سبقه مهرجانات عديدة وسبقه الكثير من العطاء والفضل العميم الذي فتحنا عيوننا عليه من شارقة الخير مؤكداً أن صاحب السمو حاكم الشارقة حامي حدود وثغور اللغة العربية كما حمل على عاتقه النهوض بالثقافة العربية. وقال الشاعر القاضي عينان أن مشروع الشارقة يستحق تقديره من كل مثقف عربي ..مؤكدا أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة للثقافة تعد مكرمة لم يسبقه إليها أحد معبرا عن شكره لكل ما يقوم به سموّه لحماية التراث العربي التاريخي والحفاظ عليه. وقال الأكاديمي د. أحمد دولة المهدي إنه شهد مهرجانا فريدا من نوعه على كافة المستويات التنظيمية والإدارية والبحثية مؤكدا أنه ليس مستَغرَباً ما تقوم به الشارقة فالعناية في بيوت الشعر تعد نهضة جديدة تضاف الى نهضات الشارقة في خدمة الثقافة واللغة. وقال الشاعر الشيخ أبو شجة بن محمد إن هذا المهرجان بالنسبة للمشاركين شجرة المنهل التي يستظل بظلالها مثقفن كثر خاصة أنهم أبناء الفجاج المختلفة ..مؤكدا أن المهرجان أتاح للعديد من الأدباء الاجتماع في مكان واحد في وقت حاجتهم للتلاقي. وشهد اليوم الختامي من مهرجان الأدب الموريتاني جلستان شعريتان شارك بهما مجموعة من الشعراء حيث تنوعت القصائد في طرحها الإبداعي وحملت بعض النصوص عبق الماضي مستعيدةً صور ومشهديات راسخة في الذات فيما انحازت أخرى إلى الحاضر عبر موضوعات متعددة مثل الحب والأمل والوطن. في ختام المهرجان سلّم عبدالله بن محمد العويس ومحمد القصير شهادات تقديرية للمشاركين تكريماً لجهودهم الإبداعية.
مشاركة :