أفاد محللون ماليون بأن أداء الأسواق خلال الأسبوع الماضي غلب عليه الطابع الأفقي للمؤشر العام، فيما تشهد الأسهم المدرجة تذبذبات وتقلبات سعرية مقبولة صعوداً وهبوطاً تمثل فرصاً استثمارية جيدة للغاية، مؤكدين أن هناك اقتناصا واضحا لفرص الشراء والاستثمار خلال الأسابيع الأخيرة عند تراجع الأسعار لمستويات محددة، وظهرت جلياً خلال الأسبوع الماضي. وعزوا السبب إلى عودة ثقة المستثمرين وانحسار التأثر بالعوامل الخارجية بشكل ملحوظ بدعم من النتائج القوية للشركات المحلية المدرجة. إلى ذلك، حققت القيمة السوقية للشركات المدرجة ارتفاعاً أسبوعياً بقيمة 14.7 مليار درهم مستقرة عند 731.5 مليار درهم، مقارنة بـ716.8 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق. وارتفع المؤشر العام لسوق الإمارات للأوراق المالية بنسبة 2.06% مستقراً عند مستوى 4510 نقاط، فيما بلغت قيمة التداولات الأسبوعية 7.2 مليارات درهم حصيلة التعامل على 5.7 مليارات سهم، نفذت من خلال 64 ألفاً و85 صفقة. العوامل الخارجية وتفصيلاً، قال مدير عام مركز الشرهان للأسهم والسندات، جمال عجاج إنه منذ بداية تعاملات شهر فبراير الماضي، انحسر تأثير العوامل الخارجية في أسواق المال المحلية بفضل إفصاحات نتائج الشركات، والتي بينت أداءً قوياً أسهم في عودة ثقة المستثمرين ودخول مستويات سيولة جديدة، أسهمت في ارتفاع أحجام التداول اليومية. وأضاف عجاج أن تعاملات الأسبوع شهدت عودة مضاربات قوية على سهم شركة (أرابتك القابضة)، ما أسهم في زيادة زخم تعاملات المستثمرين على مدار جلسات الأسبوع، باستثناء جلسة الخميس الماضي، التي شهدت عمليات جني أرباح وتأثراً بتوزيعات شركة (اتصالات) في سوق أبوظبي، والتي جاءت دون توقعات المستثمرين، الذين انتظروا أسهم منحة بديلاً عن التوزيعات النقدية، والتي قدرها مجلس الإدارة بـ40 فلساً للسهم، وهو الأمر الذي عده المتداولون ضعيفاً مقارنة بسعر السهم. وتابع عجاج أن أية تراجعات تشهدها أسعار الأسهم يقابلها اقتناص للفرص من جانب المستثمرين، الذي يرون فيها فرصاً جيدة، وهذا أمر مطلوب بشدة خلال الفترة المقبلة لضمان استمرارية تماسك الأسواق. نشاط الأسواق بدوره، أكد مدير عام شركة الدار للأسهم والسندات، كفاح المحارمه، أن الأسبوع الماضي شهد تجدد نشاط الأسواق وعودة الثقة فيها، حيث أصبح المستثمرون يرون في كل انخفاض لأسعار الأسهم فرصة للشراء وإعادة بناء مراكز جديدة. وأشار المحارمه إلى أن إلغاء جلسة الأربعاء في سوق أبوظبي، بسبب سوء الأحوال الجوية لم يكن له تأثير في تعاملات الأسبوع، إذ إن قيم التداولات كانت بسيطة جداً عند اتخاذ قرار الإلغاء. ولفت المحارمه إلى أن أداء المؤشر العام للسوق كان أفقياً، لكن على مستوى المؤشرات القطاعية وأسعار الأسهم المدرجة توجد تذبذبات وتحركات سعرية صعوداً وهبوطاً، وتتضمن فرصاً جيدة للدخول والاستثمار وتحقيق عوائد جيدة. من جهته، قال المحلل المالي بشركة الأنصاري للخدمات المالية، عبدالقادر شعث، إنه من الناحية الفنية، كسر المؤشر العام للسوق خلال الأسبوع الماضي نقاط دعم مهمة لكنه عاد وارتد منها في إشارة إلى تماسك الأداء بشكل عام، مضيفاً أن العوامل الداخلية باتت تدعم الأسواق بدرجة أكبر، لكن هذا لا يمنع من أن اقتراب سعر البترول من حاجز 40 دولاراً للبرميل ترك أثراً إيجابياً في نفسية المستثمرين، وأعاد ثقتهم بدرجة كبيرة. تعاملات قوية وأضاف شعث أن أهم ما يميز الأسبوع الماضي تعاملات قوية على أسهم مثل (أرابتك) و(الاتحاد العقارية) و(اتصالات)، مشيراً إلى أن سهم (اتصالات) بات الأكثر تأثيراً في سوق أبوظبي صعوداً وهبوطاً، وهو ما ظهر جلياً في جلسة نهاية الأسبوع الماضي، والتي شهدت تراجعاً لمؤشر السوق بضغط من انخفاض سهم (اتصالات) على خلفية قرار التوزيعات النقدية بدلاً من أسهم المنحة التي توقعها المستثمرون. وأشار شعث إلى أن قيم التداولات الأسبوعية وكذلك حجمها جيد للغاية، بما يمهد لمزيد من الزخم في تعاملات الأسبوع الجاري، خصوصاً إذا حافظ النفط على سعر يقترب من حاجز 40 دولاراً، واستمرت العوامل الإيجابية الأخرى من أخبار الشركات.