تقع ولاية أوريغون في الشمال الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتتميز هذه الولاية، حالها كحال معظم ولايات الشمال، بطبيعتها الساحرة وأجوائها المذهلة وسواحلها الممتدة لمئات الكيلو مترات، التي تتنوع بين الجروف الصخرية الشاهقة والشواطئ الرملية التي تبعث على الاسترخاء والهدوء. تعد مدينة سايلم عاصمة هذه الولاية رغم أن مدينة بورتلاند هي الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان، ويبلغ عدد المقاطعات التابعة لها 36 مقاطعة، وقد انضمت ولاية أوريغون للاتحاد الفيدرالي الأمريكي في 14 شباط/ فبراير سنة 1859. تشتهر أوريغون بكونها ولاية هادئة وذات أسعار منخفضة مقارنة بالولايات الأمريكية الأخرى ولهذا السبب ولكونها تتمتع بمناظر ساحلية جميلة وطبيعة متنوعة بين الجبال الشاهقة والسهول الخضراء والغابات والينابيع فإنها تحظى بأعداد كبرى من الزوار سنوياً، يقصدونها من أنحاء مختلفة من العالم. يوجد في ولاية أوريغون العديد من القمم البركانية التي تظل مغطاة بالثلوج لأشهر عدة من السنة، وتحتوي السفوح السفلى والمناطق المجاورة لهذه الجبال على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تكثر فيها كروم العنب. سواحل أوريغون وهب المحيط الهادئ على غير عادته عطفه وحنانه لهذه الولاية وزادها جمالاً فوق جمالها وأضفى على الجروف الصخرية التي تنتشر هنا وهناك سحراً ورونقاً خاصاً. تتميز سواحل أوريغون بوجود صخور ضخمة عدة تنتشر في مياه المحيط على طول الساحل، ويبقى ذلك المشهد سائداً لعدة كيلو مترات لتصبح بعدها السواحل رملية هادئة وساكنة ولا يكسر هدوءها سوى صوت الأمواج وهي تتلاطم بالصخور البعيدة. تحاذي حديقة إيكولا الوطنية سواحل الولاية وهي عبارة عن متنزه واسع تكثر فيه الغابات المطيرة التي تتميز بأشجارها الضخمة من السرو والصنوبر، وتعد بيئة حاضنة لعدد كبير من الحيوانات البرية والطيور مثل الظبي الأمريكي والنسور وغيرها، وأشهر غابة مطيرة هناك تسمى غابة سيتكا. وللاستمتاع بأجواء لا تنسى ومناظر خيالية مدهشة انطلق بسيارتك عبر الطريق المحاذي للساحل الذي يصل إلى المدن الرئيسية في الولاية ولا تنسى التوقف بعض الوقت عند بلدة أستوريا التاريخية التي تتميز بحجمها الصغير وتاريخها الكبير والحافل، حيث كانت هذه البلدة أول مستوطنة أمريكية دائمة على ساحل المحيط الهادئ ويوجد فيها عدد من المنازل والكنائس التاريخية التي لا تزال حاضرة وتشهد على تاريخ هذه البلدة. أكمل رحلتك بعد ذلك حتى الوصول إلى مدينة نيو بورت التي تعد أيضاً وجهة سياحية لابد منها، حيث تحتوي على مرافق حيوية حديثة عدة من فنادق ومنتجعات سياحية فخمة إضافة إلى احتوائها على مربى للحيوانات المائية. وعند متابعة الرحلة ستصادفك مجموعة من القرى الصغيرة على طول الطريق أشهرها قرية ياتشاتس التي تتميز بتكويناتها الصخرية العديدة، وقرية بورت فورد القابعة وسط سلاسل جبلية عدة تتميز بمناظرها الطبيعية الرائعة. الوادي المجيد وبعد التجول في المدن والبلدات الرائعة يستمتع زوار أوريغون بالذهاب إلى واحدة من أجمل العجائب الطبيعية التي يمتلكها الشمال الغربي الأمريكي، إنه بلا شك وادي جورج ريفير. يتميز هذا الوادي بمناظره الرائعة وطبيعته الساحرة ويرتاده سنوياً عدد كبير من زوار الولاية، وذلك لكونه بيئة مثالية للرحلات وإقامة المخيمات والانطلاق منه إلى الأودية والمناطق المجاورة بهدف استكشافها. يوجد في ذلك الوادي الجميل شلال مولتنوما الشهير، وجسره الذي يصل بين جرفين صخريين شاهقين، يمنحك الوقوف فوقه ومشاهدة مياه الشلال وهي تنساب إلى الأسفل شعوراً ومتعة لا تفوت. تعد منطقة الشلال هذه البيئة الأكثر استقطاباً للسياح في الوادي، حيث يزور هذه المنطقة في فصلي الربيع والصيف عدد كبير من المجموعات السياحية الذين بعد أن يشاهدوا الشلالات والأشجار المحيطة به يكملون رحلتهم الاستكشافية حتى الوصول إلى نهر هود المحاذي لسلسة جبال هود ومنه ينطلقون بقواربهم في رحلة نهرية تصنف من أجمل الرحلات في العالم. وفي نهاية الرحلة يصل السياح إلى أسفل قمة الجبل، وينزلون من قواربهم بهدف إيجاد الطريقة المثلى للصعود إلى أعلى القمة الجبلية التي تعتبر بنفسها وجهة رائعة للنزهة والتخييم والتزلج على الجليد شتاء، حيث تتميز بتضاريسها الملائمة للقيام بهذه الرياضة. عجائب بيند إن كنت من محبي الأنشطة الخارجية فما عليك سوى التعمق أكثر في أوريغون، حيث ستجد هناك في الجزء الأوسط من الغابة منتزه بيند الوطني والذي يعتبر أحد أجمل المتنزهات الطبيعية في أمريكا نظراً للطبيعة الرائعة التي تسوده. ومن الأماكن التي لا يمكنك تفويتها عند زيارتك لهذا المتنزه، منطقة شلالات تومالو تلك المنطقة الهادئة والرائعة والتي لا يسمع فيها سوى صوت هدير المياه وهي تنحدر من السفوح الجبلية. وعند متابعة الرحلة باتجاه الجنوب من بيند فإنك ستجد منطقة جبلية بركانية هي نيوبيري ناشيونال مونومينت تلك المنطقة البركانية التي تكثر فيها الحمم البركانية القديمة التي نتجت عن ثوران البراكين في تلك المنطقة في قديم الزمان التي تشكل بيئة رائعة للاستكشاف ورؤية المقذوفات البركانية على أرض الواقع. ليس هذا فحسب بل إن تلك المنطقة يوجد فيها عدد من البحيرات المائية التي تشكلت بفعل الأمطار الغزيرة التي تهطل في كل عام على تلك الولاية متأثرة بقربها من المحيط الهادئ، ويستغل السياح هذه البحيرات للقيام بأنشطة رياضية كالسباحة وكرة الماء وغيرها. ونظراً للأعداد المتزايدة من السياح فقد تم بناء عدد كبير من المنتجعات السياحية الفخمة والمطاعم الفاخرة في تلك المنطقة، حيث تقدم هذه المنتجعات خدمات ووجبات شهية لزوارها. بحيرة كراتر من الصعب جداً وصف الجمال الأثيري الذي تتمتع به بحيرة كراتر، التي تعد البحيرة الأعمق ليس فقط في ولاية أوريغون، ولكن في عموم الولايات المتحدة، حيث تتميز هذه البحيرة بمياهها الزرقاء المائلة إلى اللون الزمردي الذي يبهج الناظرين، وقلما نجده في الطبيعة. وتتميز مياه البحيرة أيضاً بصفائها ونقائها، ويبلغ عمقها أكثر من 100 قدم، والأمر الرائع أن مياه البحيرة معزولة تماماً عن الجداول والأنهار، وتعتمد في مخزونها على مياه الأمطار وذوبان الثلوج لتملأ هذه البحيرة التي كانت في السابق فوهة بركانية ضخمة. ويمكن للزوار الإبحار بواسطة القارب فوق مياه البحيرة وصولاً إلى جزرة ويزارد، التي تنتصب في وسطها ويبلغ أعلى ارتفاع فيها أكثر من 755 قدماً فوق مستوى سطح البحيرة. يستمتع السياح كثيراً في هذه الرحلة الممتعة على امتداد البحيرة، التي يبلغ قطرها حوالي 7 أميال مقدمة مناظر مدهشة ومغامرة فريدة من نوعها، لا سيما وأن البحيرة أساساً تقع في منطقة مرتفعة عن سطح الأرض، حيث تعد مشاهدة المناطق المجاورة والطبيعة الممتدة من هناك تجربة تستحق العناء. وتعد الأشهر الممتدة من يونيو/حزيران وحتى أكتوبر/تشرين الأول الأغزر هطولاً للأمطار والثلوج، حيث إن زيارة المنطقة في تلك الفترة تعد مغامرة مملوءة بالخطورة، لا يُنصح بها سوى أصحاب القلوب الجريئة.
مشاركة :