تونس - يستعد طاقم عمل المسلسل التونسي "فلوجة" للمخرجة سوسن الجُمني والذي عرض في موسم رمضان 2023 للانطلاق في تصوير الجزء الثاني من العمل. وراجت في الفترة الأخيرة عدة أخبار على المواقع الاجتماعية تفيد بأن القائمين على المسلسل يجهزون عتادهم للبدء في تصوير الجزء الثاني من العمل، وذلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وكشفت الأخبار المتداولة والتي لم تصدر بعد عن أبطال العمل بشكل رسمي أن الجزء الجديد الذي سيتم بثه على قناة الحوار التونسي (خاصة) سيشهد عدة تغييرات في الشخصيات والأحداث. ومن المتوقع أن تحمل النسخة الجديدة الكثير من المفاجآت سواء على مستوى مسار ومجريات الأحداث، أو على مستوى الوجوه الجديدة التي ستشارك في العمل، حيث تناول رواد المواقع الاجتماعية أخبارا تفيد بانضمام النجمة التونسية أحلام فقيه للمسلسل من خلال تجسيدها لدور ابنة وزير التربية والتعليم، كذلك من المرجح انضمام النجم ياسين بن قمرة وخديجة سامي الفهري للعمل. ويضم المسلسل نخبة من الممثلين منهم ريم الرياحي وفارس عبدالدايم وكوثر الباردي وشاكرة رماح ونسيم بورقيبة ومحمد مراد ونعيمة الجاني ومحمد علي بن جمعة وسارة التونسي وهو من إنتاج فاضل بن عمار وإخراج سوسن الجمني. ويعالج المسلسل في جزئه الأول موضوع انحراف المراهقين والعلاقات المتوترة بين التلاميذ والأساتذة وعائلاتهم، ويتطرق كذلك إلى ظاهرة بيع وتوزيع الأقراص المخدرة للتلاميذ من قبل منحرفين، وهي ظاهرة موجودة في المدارس التونسية. ويقدم القائمون على الأعمال الدرامية عادة أجزاء جديدة لأكثر الأعمال التي عرفت نجاحا جماهيريا كبيرا عند عرضها، ليكون ذلك بمثابة الاستثمار لهذا النجاح، إلا أن "الفلوجة" كان أثار جدلا كبيرا عقب بث حلقته الأولى على اعتبار أنه "يسيء" إلى النظام التعليمي في تونس وإلى التلاميذ. وخصصت الحلقة الأولى لإبراز المصاعب التي واجهت أستاذة في التعامل مع تلاميذ الفصل الذين كتبوا على سيارتها بالإنجليزية "مرحبا في فلّوجة" ما أثار غضبها، و"فلوجة" هو اسم المدينة العراقية التي كانت معقلا للمقاتلين السنة المناهضين للغزو الأميركي للعراق عام 2003. كما أظهر المسلسل الذي تم تصويره داخل أحد المعاهد التونسية (معهد رادس)، في حلقته الأولى جوانب وخفايا الحياة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية، وركزّ على ما يسودها من عنف وانحراف، كما تطرّق إلى ظاهرة انتشار ترويج واستهلاك المخدرات في المحيط المدرسي والعلاقات بين الجنسين. وأثار العمل جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اختلفت الآراء بين من اعتبر أنه يسوّق للبذاءة والانحطاط الأخلاقي وطالبوا بالإيقاف الفوري له، فيما رأى آخرون أنه جسّد واقع المؤسسات التعليمية وما يحدث داخلها من عنف واعتداءات وانتشار للمخدرات، داعين إلى ضرورة تقبّل هذا الواقع والعمل على إصلاحه. ورغم تباين الآراء لم يصدر قرار رسمي بإيقاف عرض المسلسل، إذ لا يمكن إنكار ما تعيشه المنظومة التعليمية في تونس من مشاكل عديدة أدت إلى نتائج كارثية بما فيها زيادة نسب الانقطاع المبكر عن التعليم. وتواصل كاميرا سوسن الجُمني البحث في مواضيع حساسة في المجتمع التونسي وتحديدا داخل حرمة المدرسة ورمزيتها، مراهنة على الكفاءات الشبابية. وسوسن الجُمني مخرجة تونسية عرفت بالتقاط عدسات كاميراتها للزوايا المثيرة للجدل في المجتمع التونسي، ومن أشهر أعمالها "الفوندو" بجزئيه الأول والثاني، "كاستينج"، "أولاد مفيدة ج5"، "دنيا أخرى ج3".
مشاركة :