رحيل المترجم المصري شوقي جلال عن 92 عاماً

  • 9/18/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد رحلة عامرة بالإنتاج الفكري والثقافي والترجمات القيمة، رحل عن عالمنا الكاتب والمترجم المصري المعروف شوقي جلال الذي وافته المنية بالقاهرة، أمس، عن 92 عاماً. يُعد شوقي جلال واحداً من أبرز الأسماء الفكرية في العالم العربي، التي احتلت موقعاً فريداً في حقل الترجمة على الساحة الثقافية المصرية والعربية، فقد أثرى المكتبة العربية بما يقرب من 70 كتاباً مترجماً في شتى فروع المعرفة والثقافة، والعلوم الإنسانية وتاريخ العلم وفلسفته.. إلخ. اسمه بالكامل شوقي جلال عثمان، من مواليد 30 أكتوبر عام 1931، بمنطقة الإمام الشافعي التاريخية بالقاهرة القديمة. تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة وحصل منها على ليسانس قسم فلسفة وعلم نفس، عام 1956، كان عضو اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وعضو لجنة الترجمة، ولجنة قاموس علم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة، وشارك في العديد من المؤتمرات المصرية والعربية، كما ساهم في بيان واقع الترجمة في الوطن العربي، واستند تقرير التنمية العربية لعام 2003 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على كتابه المعنون «الترجمة في العالم العربي، الواقع والتحدي» كأحد المصادر المهمة للمعلومات في فقرة الترجمة. وقد عكف شوقي جلال طيلة ما يزيد على ربع القرن على إنجاز مشروع فكري متكامل قائم على ترجمة الكتب العلمية والفكرية والنقدية، من ناحية، وعلى تأليف الكتب التي تسد فراغاً فكرياً ما، من ناحية أخرى. وقد تطور هذا المشروع وتغير عبر الزمن، ولكن ظل الهدف منه واحداً، وهو إعادة بناء الإنسان المصري والعربي ذهنياً وفكرياً، ليهتم بقيم المعرفة والعلم. أكثر من 75 عاماً أمضاها الراحل الكبير في خدمة الثقافة العربية ونقل إليها من عيون الفكر والآداب والثقافات الإنسانية ما يقرب من السبعين كتاباً، تنوعت بين حقول المعرفة المختلفة؛ الأدب والتاريخ والفلسفة والسياسة وتاريخ العلوم والنقد والدراسات الثقافية.. تميزت ترجمات شوقي جلال بالدقة والسلاسة، وانتقاء العناوين المميزة في مجالها المعرفي، كما عرف بمقدماته الطويلة التفصيلية التي كانت بمثابة دراسات رصينة يقدم بها بين يدي الكتاب المترجم، وبهوامشه الشارحة التي كان يثري بها النصوص التي يتصدى لترجمتها. وقد حازت ترجماته قبولاً وذيوعا وطبعت مراراً؛ من أشهرها كتاب توماس كون الشهير «بنية الثورات العلمية» (1992)، وكتاب كرين برنتون «تشكيل العقل الحديث»، ورواية كازانتازاكيس اليوناني «المسيح يصلب من جديد»، وكتاب «الانتخاب الثقافي» عن المشروع القومي للترجمة (2005)، و«التنين الأكبر»، عن سلسلة عالم المعرفة، و«الثقافات وقيم التقدم»، المشروع القومي للترجمة (2005)، و«العلم بعد مائتي عام» عن سلسلة عالم المعرفة، و«الأخلاق والسياسة» (1975)، و«الأصول الثقافية للمعرفة البشرية»، وغيرها. مساهمات نقدية كتب شوقي جلال عدداً كبيراً من الدراسات المهمة في نقد التراث، وتشخيص أزمة الفكر المعاصر، ونقد التيارات الأيديولوجية المختلفة، جمعها في كتبٍ عدة، من أبرزها: «التراث والتاريخ» (1995)، «العقل الأمريكي يفكر» (1997)، «الترجمة في العالم العربي ـ الواقع والتحدي» (2004)، «الفكر العربي وسوسيولوجيا الفشل» (2005)، و«أركيولوجيا العقل العربي» (2008)، و«المجتمع المدني وثقافة الإصلاح» (2008)، و«على طريقة توماس كون.. رؤية نقدية لفلسفة تاريخ العلم»، و«التراث والتاريخ».. وغيرها.

مشاركة :