اختتم مهرجان الأدب الموريتاني، فعالياته التي أُقيمت برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان في موريتانيا. وجاء المهرجان بمناسبة اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023، وتضمن أربعة محاور رئيسة، ناقشت مراحل تطور السرد الموريتاني، وراهن القصة الموريتانية، والرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر، والسرديات الغائبة في الرواية الموريتانية، كما شمل ندوة نقدية بعنوان «الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد»، بالإضافة إلى جلستين شعريتين بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً ومبدعة موريتانيين. حضر حفل الاختتام، الذي أُقيم في بيت الشعر في نواكشوط، عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، إلى جانب عدد كبير من المثقفين والأدباء الموريتانيين والعرب وأساتذة جامعات ومعاهد وطلاب ومحبي السرد والشعر العربي. حضور فاعل وقال عبدالله العويس: «سعادتنا كبيرة بانعقاد هذا المهرجان وبتجمع أدباء ونقاد وأكاديميين موريتانيين في محفل، حيث يحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على أن تكون للإمارات وللشارقة حضور فاعل في هذه الفعاليات الثقافية المميزة، احتفاءً باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2023 والذي يعكس أيضاً أهمية التعاون المشترك مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني». وأضاف: «لقد عزّز المهرجان من توضيح المشهد للقارئ حول تاريخ الرواية والقصة القصيرة الموريتانية. لذلك، نحن اليوم أمام صورة واضحة للسرد في بلاد (شنقيط)، كما نقف أمام طموحٍ كبير نجده في الشباب الموريتاني، وعزمه على خوض غمار الإبداع إن كان في السرد أم في الشعر، وقد شهدنا على مدى أيام أجواءً ثقافية مميزة». وقال د. الشيخ سيدي عبدالله، الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني، في كلمته، إن العلاقة الثقافية الموريتانية الإماراتية ضاربة في التاريخ، وهما يؤسسان لعلاقة علمية مشهودة، ولا أدل على ذلك من دور الشارقة في دعم الجهود الثقافية في نواكشوط وكافة الدول العربية، مثمناً دعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في هذا الجانب. وقال إن صاحب السمو حاكم الشارقة الرجل المثقف الذي يعد إحدى حسنات الثقافة العربية والإسلامية ككل، أعطى اهتماماً خاصاً للثقافة في موريتانيا من خلال مشاهد ومعطيات عدة، نذكر منها رعاية سموّه لبيت الشعر في نواكشوط الذي يعتبر مدار حديثنا منذ نشأته، وهو يشكل حراكاً لافتاً في الساحة الثقافية الموريتانية كأنه صخرة رميت في بركة كانت راكدة وأحياها هذا البيت. وأضاف أن المهرجان جاء بمستوى عالٍ من الرقي والمهنية والتنظيم من قبل دائرة الثقافة في الشارقة التي تحضر بشكل دائم إلى موريتانيا من أجل إنجاح كافة الفعاليات الثقافية، موضحاً أن قدوم الشارقة إلى نواكشوط أعطى دفعة وقيمة لهذه الأنشطة، خاصة أنها تحظى بعناية خاصة. وأكّد مثقفون موريتانيون مشاركون في مهرجان الأدب الموريتاني، أن الشارقة تقوم بدور كبير لنهضة الثقافة العربية، مشيرين إلى أن العقود الأخيرة كان لها حضور ثقافي مميز في كافة الدول العربية، ولعل أبرزها بيوت الشعر إحدى تمثّلات هذه الرعاية والدعم، موجهين شكرهم لصاحب السمو حاكم الشارقة. وشهد اليوم الختامي من مهرجان الأدب الموريتاني جلستين شعريتين، شاركت فيهما مجموعة من الشعراء، حيث تنوعت القصائد في طرحها الإبداعي، وحملت بعض النصوص عبق الماضي، مستعيدةً صور ومشهديات راسخة في الذات، فيما انحازت أخرى إلى الحاضر عبر موضوعات متعددة، مثل الحب والأمل والوطن. في ختام المهرجان، سلّم عبدالله بن محمد العويس ومحمد القصير شهادات تقديرية للمشاركين تكريماً لجهودهم الإبداعية.
مشاركة :