رحب الفلسطينيون اليوم (الأحد) بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) موقع تل السلطان الأثري في مدينة أريحا بالضفة الغربية على لائحة التراث العالمي. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان وزع على الصحفيين إن قرار الإدراج "أمر بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني". وأكد عباس أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء. وأدرجت اليونسكو اليوم خلال الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في السعودية موقع تل السلطان الأثري، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية. وبذلك تصبح مواقع التراث العالمي في فلسطين، وفق البيان، خمسة، وهي المدينة القديمة وأسوارها في القدس وكنيسة المهد وموقع بتير جنوب القدس والبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في الخليل، والآن مدينة أريحا القديمة "تل السلطان". بدورها، أكدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، في بيان أهمية القرار باعتبار الموقع جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم. وقالت معايعة إن موقع تل السلطان مثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري، ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي. وتزامنا مع قرار الإدراج انطلقت اليوم في أريحا عدة فعاليات شعبية احتفاء بتسجيل الموقع على لائحة التراث العالمي شملت تنظيم مسيرات رياضية وكشفية وخيالة وعروضا موسيقية جابت شوارع المدينة وصولا للموقع الأثري. وقال رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، للصحفيين في المكان إن هذا "اليوم التاريخي يمثل انتصارا سياسيا وثقافيا للفلسطينيين بعد حملة تشويه قادتها الحكومة الإسرائيلية لعرقلة إدراج الموقع على لائحة اليونسكو". بدوره، قال وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري، في كلمة إن هذه "اللحظة التاريخية تعبر عن انتصار الحق الفلسطيني"، داعيا إلى الاستمرار في العمل على الحفاظ على هذا الحق. من جهته، أعلن مدير دائرة الطوابع في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كفاح مرقة، عن إصدار بطاقة معايدة خاصة بأريحا تضم 25 تصميما تمثل تاريخ المنطقة. وتعد أريحا من أهم مواقع العصر الحجري الحديث في العالم التي تمثل مرحلة الاستقرار البشري وبداية الزراعة وتدجين الحيوان وتصنيع الفخار وتطور مواد البناء وخاصة استخدام الطوب وتطور نمط البناء. وأريحا منطقة فلسطينية تاريخية قديمة تقع قرب نهر الأردن وشمال البحر الميت، وتعرف باسم "مدينة القمر" وتضم قصر الخليفة هشام بن عبد الملك الذي تم الكشف فيه عن واحدة من أكبر لوحات الفسيفساء في العالم بمساحة 824 مترا مربعا، بالإضافة إلى أديرة قديمة.
مشاركة :