التحديث الصيني النمط ابتكار رئيسي في نظرية وممارسة التحديث العالمي

  • 9/18/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعد التحديث الصيني النمط نتيجة للاستكشاف العملي الطويل الأمد الذي قام به الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وهو ابتكار رئيسي في نظرية وممارسة التحديث العالمي. وأنجزت الصين في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي، ونجحت في القضاء على الفقر المدقع. وأعتقد أن الصين ستحقق بشكل أساسي التحديث الاشتراكي بحلول عام 2035 وستبني دولة اشتراكية حديثة شاملة بحلول منتصف هذا القرن. والسبب الذي يجعلني أشعر بهذه الثقة هو أن الصين نجحت في بناء نظام مستقر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما تعمل الصين على تسريع تنفيذ إستراتيجية التنمية القائمة على الابتكار، ويتحسن اقتصادها على المدى الطويل، الأمر الذي سيضع أساسًا متينًا للصين لمواصلة دفع عملية التحديث. لقد استغرقت الصين أكثر من أربعين عاما لانتشال أكثر من 700 مليون من فقراء الريف من الفقر المدقع، وهذا إنجاز عظيم في تاريخ البشرية. كما أن إنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين تظهر باستمرار، والسكك الحديدية عالية السرعة هي مثال نموذجي. وفي عام 2008، افتتحت الصين أول خط سكة حديد فائق السرعة بسرعة تصميمية تبلغ 350 كيلومترا في الساعة وطول إجمالي يصل إلى 120 كيلومترا. وبحلول نهاية عام 2022، وصلت المسافة المقطوعة للسكك الحديدية فائقة السرعة في الصين إلى 42 ألف كيلومتر. ومع استمرار تقدم التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، تستمر قصص نجاح الصين في مجال بناء البنية التحتية في الانتشار إلى العالم. كما تصر الصين على أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تأتي على حساب الإضرار بالبيئة الطبيعية. وقد جذبت إنجازات الصين في مجال حماية البيئة والتشجير اهتماما عالميا، كما أن الصين في طليعة العالم في منع التصحر ومكافحته. ويعد الحزب الشيوعي الصيني القيادة الأساسية في تعزيز التحديث الصيني النمط ويرتبط ارتباطًا مباشرًا باتجاه التحديث الصيني النمط. ووجد الحزب الشيوعي الصيني طريقا تنمويا للصين يدمج بشكل وثيق المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الخاص للصين وخصائص العصر. ولكل أمة تقاليد تاريخية وهياكل اجتماعية وخصائص ثقافية مختلفة، وينبغي لها أن تستكشف طريق التنمية الذي يناسبها. ولقد شرعت الصين في السير على طريق ناجح يناسب خصائصها وينبغي احترامه. وذكر تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني أن "الجماهير تواجه صعوبات في التوظيف والتعليم والرعاية الطبية ورعاية الأطفال ورعاية المسنين والإسكان وما إلى ذلك" و"من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل، لا تزال المهام الأكثر صعوبة والشاقة تكمن في المناطق الريفية". وفي الوقت الحاضر، لا تزال هناك فجوات تنموية بين محتلف المناطق وبين المناطق الحضرية والريفية في الصين. ويواجه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني التحديات سويا ويسعون جاهدين لحل هذه المشاكل مع الاستمرار في تعزيز التحديث الصيني النمط. وحقق التحديث الصيني النمط إنجازات مثيرة للإعجاب، وأصبح نموذجا للعديد من البلدان النامية للتعلم منه. ومن خلال المشاركة في بناء مبادرة الحزام والطريق مع كافة الأطراف، تتقاسم الصين تجربتها في التنمية والتقدم مع الدول الأخرى، وخاصة الدول النامية، بإيثار. وفي الوقت نفسه، أكدت الصين دائما على أنه يتعين على كل دولة أن تختار طريق التنمية على أساس ظروفها الوطنية، ولا ينبغي لدول أخرى أن تنسخ نموذج التنمية الصيني بشكل أعمى أيضا. كما استفادت الدول المتقدمة بشكل كبير من التحديث الصيني النمط. فعندما ضربت الأزمة المالية العالمية الدول الغربية قبل أكثر من عشر سنوات، ساهم الاقتصاد الصيني القوي في تعزيز الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الحالي، يواجه التعافي الاقتصادي العالمي العديد من الصعوبات. ويرى العديد من الباحثين الأوروبيين أن انفتاح الصين وتنميتها سيساعدان على تعافي الاقتصاد العالمي. وبالنظر إلى المستقبل، ستكون الدول أكثر استعدادا لتعزيز التعاون متبادل المنفعة مع الصين.

مشاركة :