حقق يوفنتوس فوزًا مهمًا على حساب ضيفه ساسولو بهدف نظيف في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب يوفنتوس آرينا لحساب الجولة الـ29 من السيري آ، وهو انتصار يعطي أفضلية للسيدة العجوز في صدارة الدوري. المُباراة كانت محورية بالنسبة ليوفنتوس من أجل مواصلة الابتعاد عن نابولي ورفع المعنويات قبل مُباراة بايرن ميونيخ، أما ساسولو الذي يتواجد في منتصف الترتيب فقد كانت عينه على تحقيق نتيجة جيدة تقربه من مراكز الدوري الأوروبي. يوفنتوس | الأطراف سهلت المهمة من الصعب البحث عن فوارق تكتيكية حقيقية في مباراة كان العنصر البدني هو الفيصل فيها .. يوفنتوس، ورغم بحثه عن توفير طاقته لمواجهة بايرن ميونخ الأوروبية، واجه فريقًا بدا خائر القوى بدنيًا لذلك كان الاعتماد على كوادو أسامواه في الوسط بجانب السريعين خوان كوادرادو وأليكس ساندرو في خطة 3-5-2 عوضًا على 4-3-1-2 هو الحل الأمثل للبيانكونيري من أجل امتلاك زمام المبادرة والتركيز على النواحي البدنية في الدفاع والهجوم. لم تكن هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا للمدافع الشاب دانييلِّي روجاني، لكنه رغم ذلك أبلى بلاءً حسنًا في إيقاف ماتيو بوليتانو ومنح أليكس ساندرو حرية التقدم دون التقيد بأي أدوار دفاعية، ما ساهم في استغلال ضعف أداء دافيدي بيونديني وسيمي فيرساليكو بالتعاون مع أسامواه الذي كان أكثر لاعبي وسط البيانكونيري اختراقًا لصفوف ساسوولو من العمق. الجبهة اليُسرى للسيدة العجوز كانت في أفضل حالاتها مساء اليوم لكن سيكون على المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري منح روجاني المزيد من الفرص في قادم المباريات بحثًا عن صقل موهبته ودمجه أكثر في منظومة الدفاع الأبيض والأسود، خاصة في حال حسم المنافسة على الاسكوديتُّو خلال الجولات القادمة أو استمرار المغامرة الأوروبية. صحيح أن باولو ديبالا تمكن من التسجيل وكان ممتازًا في قراءة تحركات لاعبي الوسط بشكل إيجابي وبناء اللعب معهم، فقد اتسم ببعض الفردية في أدائه وافتقر للتعاون مع ماريو ماندجوكيتش وهو ما عزل الكرواتي عن بقية زملائه، رغم أن طبيعة خطة البيانكونيري كان ينبغي أن تمنح مهاجم أتلتيكو مدريد السابق مزيدًا من الفرص للتسجيل. ماريو لم يكن معزولًا بفضل تألق لاعبي الدفاع المنافس بقدر ما فقد فرص الوصول للمرمى بسبب أسلوب لعب زملائه، حتى وإن وجد قليلًا من الدعم من خوان كوادرادو. بالحديث عن النجم الكولومبي، فربما يكون هو أفضل لاعب في مباراة الليلة بفضل الجهد الهائل الذي قام به منفردًا على الرواق الأيمن دون مساندة حقيقية من سامي خضيرة، اللاعب الذي كان ملتزمًا قدر الإمكان بمركزه ولم يحتج للقيام بأدوار دفاعية كبيرة لحماية النجم المعار من تشيلسي. ساسوولو | دي فرانشيسكو دفع فاتورة الفوز على الميلان حتى وإن كان فوز ممكن على ميلان أهم بالنسبة لساسوولو صاحب الطموح الأوروبي من نتيجة إيجابية غير مضمونة ضد بطل إيطاليا، فقد ظهر بوضوح الإرهاق على كافة عناصر المدرب يوزيبيو دي فرانشيسكو ضد كتيبة أليجري بسبب الجهد الهائل الذي بذله اللاعبون ضد الروسُّونيري في الجولة السابقة، والذي أدى لغياب مجموعة من ركائز الفريق متمثلة في سيموني ميسيرولي، باولو كانافارو ونجم الفريق دومينيكو بيراردي الذي لم يستطع الفريق تعويض تحركاته السريعة وذكائه التكتيكي، فغابت القدرة على شن المرتدات وأصبح الفريق بلا أي مخالب هجومية تذكر مع غياب ديفريل أيضًا. لم يكن لدى دي فرانشيسكو الكثير ليقدمه في ظل عدم قدرة الدكة على إسعافه، وهو ما يكبح أي طموح للفريق في الوصول للمراكز المؤهلة للدوري الأوروبي. الفرق الكبرى هي التي يمكنها الاعتماد على بدلائها لتعويض غياب الأساسيين، لكن لاعب الوسط بيونديني، قلب الهجوم فالتشينيلِّي و قلب الدفاع أنتي كانوا أبعد ما يكون عن تعويض الأساسيين. لو كان هناك أي أمل لساسوولو لتحقيق نتيجة إيجابية، فإن ذلك كان يعتمد على انسجام لاعبي الوسط وقدرتهم على القيام بأي دور هجومي أمام ثلاثي لم يلعب سويًا هذا الموسم بشكل كبير. لكن بيونديني، مانيانيلِّي ودانكان كانوا يميلون للاستحواذ السلبي على الكرة ولم ينجحوا في صناعة الكثير من الكرات لنيكولا سانسوني وفالتشينيلِّي، كما فشلوا في التقدم خلف ماركيزيو وأسامواه على وجه الخصوص رغم وجود أكثر من فرصة سانحة للقيام بذلك.
مشاركة :