يجمع الأطباء على أن التوعية الصحية والتشخيص المبكر يلعبان دوراً أساسياً في الوقاية وخفض معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطانات المختلفة فهو يعني الفحص عن أية تغييرات أو أورام من شأنها التحول إلى سرطان، وذلك في الأشخاص الأصحاء الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض. وأكدوا أن كشف المرض مبكراً يعود بالفائدة على المريض والدولة في نفس الوقت حيث يمكن الفحص المبكر من علاج المرضى بصورة مبكرة والقضاء على المرض قبل استفحاله، كما يوفر ذلك للدولة أموالاً طائلة جراء مضاعفات السرطان التي لم يتم اكتشافها أو تم اكتشافها في مراحل متأخرة. وتؤكد هيئة الصحة في أبوظبي أن 98 %من حالات سرطان الثدي يمكن الشفاء منها حال اكتشافها وعلاجها مبكراً عبر الكشف الدوري الماموجرام كل عامين بدءاً من سن الأربعين وفحص الثدي من قبل الطبيبة المختصة كل 3 سنوات على الأقل بدءاً من سن 20 سنة إلى جانب الفحص الذاتي للسيدة شهرياً لملاحظة أيه تغيرات غير طبيعية. وأشاد الأطباء بجهود هيئة الصحة في أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية صحة في تفعيل الشراكة مع القطاع الصحي الخاص وتوسيع قاعدة فحص الأمراض السرطانية وجعلها متاحة للجميع وإتاحة العلاج في الوقت المناسب. حملة وحققت هيئة الصحة في أبوظبي خلال حملاتها السنوية تحت شعار الصحة أمان والفحص اطمئنان في حربها ضد السرطان نجاحاً كبيراً إذ تمكنت خلال السنوات الخمس الأخيرة عبر التوعية المكثفة وتوسيع قاعدة الفحص والعلاج في إمارة أبوظبي في خفض معدلات وفيات سرطان الثدي من 8.7 لكل 100 ألف سيدة عام 2009 إلى 5 لكل 100 ألف سيدة عام 2014، في حين انخفضت حالات الكشف المتأخر عن المرض من 64%في عام 2009 إلى 16%في عام 2013. وتطلق الهيئة حملتها ضد السرطان سنوياً ولمدة 6 أشهر في بداية أكتوبر الماضي وتختتم بنهاية مارس بالتزامن مع أشهر التوعية العالمية للوقاية من أمراض السرطان، حيث تخصص شهر أكتوبر للتوعية بسرطان الثدي ونوفمبر للتوعية بسرطان الرئة ويناير للتوعية بسرطان عنق الرحم ومارس لسرطان القولون. فحص دوري وتشدد الهيئة على دعوة كافة أفراد المجتمع إلى إجراء الفحوصات الدورية بهدف الحد من الوفيات التي يسببها السرطان وتحسين نوعية الحياة للمرضى المتعافين من المرض. ووفق الدكتور عرفان الحق، استشاري الأورام الطبية في مستشفى برجيل في أبوظبي هناك ما يزيد على 200 نوع من أنواع السرطان، والتي تصيب مناطق مختلفة من الجسم تشمل الدماغ والأنف والفم والحنجرة والغدة الدرقية والجلد والرئتين والثديين والكبد والأمعاء والقولون والكلى والبروستاتا والخصيتين والمبيضين. كما تستهدف بعض أنواع السرطان الأخرى خلايا الدم والأعصاب والعظام. ويعد سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، ثم يليه سرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم، في حين تعتبر سرطانات الثدي والرئة وعنق الرحم الأكثر انتشاراً بين النساء في الدول الغربية. كما أكد الأطباء أن بعض التطعيمات تساعد على الوقاية من السرطان، مثل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري للنساء يمنع الإصابة من سرطان عنق الرحم والتطعيم ضد التهاب الكبد البائي يمنع التهاب الكبد البائي الذي يسبب سرطان الكبد فيما يبقى الكشف المبكر لبعض أنواع السرطان والذي يمكنه الاستدلال على تغيرات بالخلايا قبل أن تتحول إلى سرطان يعد طوق النجاة لتفادي الإصابة بهذا المرض حيث يتوفر الكشف المبكر حالياً لسرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم. الكشف المبكر ويعني الكشف المبكر لسرطان القولون والمستقيم البحث عن الأورام الحميدة (اللحميات)، والتقرحات التي قد تؤدي لتغييرات سرطانية، وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية، وبذلك يتم الوقاية منه، وهناك طريقتان للكشف المبكر لسرطان القولون والمستقيم وهما تنظير القولون أو فحص الدم في البراز، توصي هيئة الصحة أبوظبي الرجال والسيدات في عمر 40 75 عاماً للالتزام بعمل تنظير القولون مرة كل 10 سنوات أو فحص الدم في البراز مرة كل عامين. ويتم الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم باختبار يسمى اختبار مسحة عنق الرحم حيث تقوم الطبيبة بأخذ عينة صغيرة من الخلايا من عنق الرحم وترسلها إلى المختبر، حيث سيتم التحقق من وجود تغيرات غير طبيعية ويتحتم على جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و 65 سنة أن يقمن بإجراء (مسحة عنق الرحم) التي تكشف عن التغيرات النسيجية ما قبل السرطان وعن السرطان، ولكن لا تؤكد التشخيص النهائي وإذا تم العثور على تغيرات غير طبيعية عادة يفحص عنق الرحم تحت التكبير بجهاز يسمى منظار عنق الرحم، وهناك تطعيم يمنع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري ويوجد نوعان من هذا التطعيم، كلاهما تمت الموافقة عليه من وزارة الصحة وهيئة الصحة أبو ظبي وذلك للوقاية من سرطان عنق الرحم وهما: تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمنع 70 %من حالات سرطان عنق الرحم وقد أظهرت التجارب السريرية الواسعة أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري آمن. تطعيم ينصح الأطباء الفتيات في الفئة العمرية ما بين 15-26 عاماً، بأخذ تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري، وذلك قبل بضع سنوات من الزواج وقد أظهرت الدراسات أن فاعلية التطعيم تكون أكبر عندما يعطى في سن أصغر.
مشاركة :