قال وزير الصحة الليبي، الدكتور عثمان عبد الجليل، إن الوزارة بدأت عدة إجراءات احترازية لمواجهة انتشار الأوبئة والأمراض جراء انتشار الجثث في درنة، مشيرا إلى أن الوزارة بدأت حملة تطعيمات لجميع الفئات العاملة في جهود الإنقاذ واستخراج الجثامين، كذلك العاملين في المرافق الصحية. وتابع عبد الجليل، خلال مداخلة لفضائية الغد، أن الفئة الثالثة التي ستتلقى التطعيمات هي الأطفال من سكان المدينة، موضحا أن هذا الأمر سيستغرق وقتا، إلا أنهم بدأوا في الأمر. وأوضح أنه من وجهة نظره ونظر الخبراء لا يوجد سبب للخوف جراء تفشي أوبئة، إلا أن الخطر الحقيقي هو من شرب المياه الملوثة (سواء الجوفية أو مياه الشبكات)، متابعاً أنه تم إصدار تعليمات بمنع الشرب من تلك المصادر حاليا، واستخدام المياه النظيفة القادمة من خارج المدينة. وأكد أن هناك فرق رصد بالمرافق الصحية، ويجري متابعة الأرقام لرصد ما هو غير اعتيادي، موضحا أنه حتى الآن الأمور «تحت السيطرة». وأشار إلى أنه عقب، العاصفة دانيال، كانت كل المنشآت الصحية بالمدينة خارج الخدمة وبدأ العمل من الصفر، حيث تم تأسيس مستشفيات ميدانية في مواقع مرتفعة لتوفير الخدمات الصحية، ويجري حاليا العمل على إعادة عمل بعض المرافق وصيانتها. واستطرد أن هناك حاجة للمزيد من المساعدات والمعدات. وتابع عبد الجليل أن المساعدة المهمة حاليا هي في انتشال باقي الجثامين، خاصة أن حجم الدمار كان كبيرا وتم طمر عدد من المنازل والمباني كذلك تم جرف العديد من جثث للبحر، لافتا إلى أن عدد المفقودين رغم أنه غير معروف لكنه لا يزال كبير. ونوه إلى أن القناة الرئيسية والصحيحة لاستقاء الأخبار الموثقة عن الأوضاع في درنة هي وزارة الصحة الليبية، مشددا على أن الوزارة هي المسؤولة عن الإفصاح عن أعداد الوفيات، مستنكرا إعلان جهات أخرى أن أرقام كبيرة للوفيات، وأن هناك مبالغة كبيرة من قبل بعض الجهات بشأن أعداد الضحايا. وأكد وزير الصحة الليبي أنه يجب استقاء المعلومات من وزارة الصحة فقط وليس من منظمة الصحة العالمية التابعنة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن آخر احصاء للقتلى أمس كان 3283، وهي الأعداد التي تم دفنها وصدرت إليهم شهادات وفاة. ولفت إلى أن الآمال تتضاءل في العثور على ناجين بعد مرور قرابة 8 أيام على الكارثة، إلا أن الجميع متمسك بالأمل. ووجه التحية والشكر لمصر، شعبا وحكومة، لدورها السباق في دعم الشعب الليبي في محنته، وما قدمته من مساعدات وإرشادات. وبرغم ما خلفته العاصفة من أعداد كبيرة من الوفيات، إلا أن الوزير أكد أيضا أن تلك الكارثة سببت «صدمة لا توصف» لدى أبناء الشعب الليبي بعد فقدان ذويهم وأسرهم، وسيكون هناك دعم نفسي يقدم لهم خلال الفترة القادمة.
مشاركة :