فيضانات درنة تعيد إلى الواجهة مخاوف انهيار سدّ الموصل بالعراق

  • 9/18/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - أعادت فيضانات مدينة درنة الليبية إلى الواجهة المخاوف من انهيار سدّ الموصل في العراق، خاصة بعد أن حذر تقرير أميركي من كارثة قد تودي بأكثر من مليون ونصف مليون عراقي في حال انهارت المنشأة المائية التي توصف بـ"أخطر سدود العالم"، فيما أكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن وضع السد مطمئن، مستبعدة تكرار سيناريو الكارثة الليبية في العراق. وخلص تقرير نشرته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" الأميركية إلى أن "احتمال انهيار سد الموصل في العراق واضح تماما"، محذرا من أن الكارثة قد تؤدي إلى محو آلاف المواقع الأثرية والثقافية على طول نهر دجلة. ولا يزال الخبراء يدرسون إجمالي الأضرار الفادحة التي قد تنجم عن انهيار أحد أكبر الخزانات المائية في العراق، لكنهم أوضحوا أن المياه ستغمر المدينة، مقدّرين أن يبلغ ارتفاعها نحو 21 مترا وأن تتدفق سيوله على مسافة 280 كيلومترا باتجاه الجنوب. وكان مايكل دانتي أستاذ علم الآثار في جامعة بوسطن الأميركية قد صرح أن انهيار سد الموصل سيؤدي إلى "خسارة غير مسبوقه"، لافتا إلى أنه من "الصعب التوصل إلى تقديرات نهائية غير أن آلاف المواقع الأثرية والمواقع التراثية سوف تُمحى". ويبلغ ارتفاع سد الموصل 113 مترا وعرضه ثلاثة كيلومترات وهو مشيّد على أساسات من الجص ويتطلب حقنا منتظما للإسمنت لملء التشققات في هيكله، فيما أطلق عليه سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي في العام 2006 "أخطر سد في العالم". لكن خالد شمال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية نفى احتمال انهيار سد الموصل، مؤكدا أن المنشأة المائية آمنة وتخضع لأشغال الصيانة الدورية. وتابع أنه "لا توجد أي دلالة علمية أو جغرافية على إمكانية انهيار السد"، مشيرا إلى أنه لا تجوز مقارنته مع سدّ درنة الليبية خاصة من حيث طاقة استيعابه، موضحا أن "المخزون المائي في المنشأة المائية يقدر بمليارين و700 مليون متر مكعب وأن ثليه لا يزال فارغا". بدوره قال مدير سد الموصل رياض عزالدين إن "الوضع العام لأحد أكبر السدود في العراق آمن"، مشيرا إلى أن "التقارير الأميركية التي حذرت من انهيار سد الموصل ليست وليدة اللحظة ولكنها بدأت منذ العام 2005 وتلاه تقرير آخر سنة 2015 إثر دخول تنظيم داعش الإرهابي للمدينة". وتابع في بيان نشرته وزارة الموارد المائية العراقية على صفحته بموقع فيسبوك أن "سد الموصل شهد أعمال تحشية نفذها فيلق من المهندسين الأمريكيين وشركة 'تريفي' الإيطالية تم خلالها استخدام أحدث التقنيات الموجودة في العالم ومتحسسات متطورة كان لها دور إيجابي كبير في تقوية السد وتأمينه لخزن المياه مما مكن من تخزين كميات كبيرة جدا سنة 2019". ولفت إلى أن "مؤتمرا أميركيا عقد في العام 2020 خلص إلى أن السدّ آمن ولم يعد أخطر سد في العالم". واتهمت وزارة الموارد المائية العراقية العام الماضي شركة 'تريفي' التي فازت بعقد صيانة سد الموصل في عام 2016 بأن أشغال الصيانة التي نفذتها غير مطابقة للمواصفات، مشيرة إلى أنها "استخدمت مواد وتقنيات رديئة في أعمال الصيانة، ما قد يعرض السد للخطر". وأعلنت هيئة النزاهة العراقية العام الحالي أنها تحقق في مزاعم فساد وانتهاكات مالية في عقود صيانة سد الموصل، لكن لم يتم توجيه اتهامات ضد أي شخص. بدوره قال معاون مدير مشاريع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية 'يونيدو' هاري بيتشكروفت إنه "تم استدعاء مجلس خبراء عالمي إلى سد الموصل لغرض التقييم وكانت النتائج مطمئنة جدا"، وفق وكالة الأنباء الرسمية العراقية. وأوضح أن "المجلس أوصى في آخر زيارة له برفع منسوب السد إلى 325 مترا فوق مستوى سطح البحر وهذا يعني أن الخزان المائي آمن"، مستبعدا أي مشاكل في حال ارتفع مخزونه.

مشاركة :