المنامة - ياسر ابراهيم - قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، الإثنين، إن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، قلبت الأولويات التنموية في اليمن رأسا على عقب. جاء ذلك في مداخلة له أمام قمة التنمية المستدامة على هامش اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وفق كالة الأنباء اليمنية "سبأ". ودعا العليمي إلى مزيد من الضغط على المليشيات لإنهاء تسييس الملفات الإنسانية، مؤكدا أن ذلك "لا يقل أهمية عن المساعدة الاغاثية ذاتها". وأضاف "لقد قلبت الحرب في بلدي الأولويات رأسا على عقب، لتصبح معها بعض الأجندة التنموية التي كانت ضرورية في الأوضاع الطبيعية، الى هامش الاحتياجات الأساسية المتمثلة بالغذاء، والدواء، والماء، والكهرباء". وأشار إلى أن ذلك يأتي في ظل توقف الصادرات النفطية منذ عام كامل جراء الهجمات الإرهابية للمليشيات الحوثية على موانئ التصدير وخطوط الملاحة الدولية. وأكد العليمي أن الحديث عن أجندة التنمية المستدامة التي تضمن المشاركة المجتمعية الواسعة في صناعة القرار، والانتاج، وتوظيف التكنولوجيا لخلق فرص عمل، وتجويد الحياة، بات ضربا من المستحيل في مناطق سيطرة المليشيات الكثيفة السكان، باعتبارها تدخلا أجنبيا ناعما كما تقول تلك المليشيات. وأشار في هذا السياق الى لقائه نهاية الاسبوع الماضي بوفد من تحالف اللقاحات العالمي في العاصمة المؤقتة عدن استعدادا لتدشين حملة تحصين جديدة للأطفال في المحافظات المحررة. ولفت إلى أن ذلك بينما" تستمر المليشيات في منع دخول اللقاحات المنقذة للحياة الى مناطق سيطرتها، ما أدى الى معاودة انتشار الأوبئة المميتة التي كان اليمن قد أعلن خلوه منها منذ نحو عقدين من الزمن". وتطرق رئيس المجلس الرئاسي إلى انعكاسات الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي وتداعياتها الوخيمة على مختلف المجالات الخدمية والتنموية والإنسانية. وقال:"منذ أيام عاد ملايين التلاميذ اليمنيين إلى المدارس في ظروف بالغة القسوة مع انهيار شبكة الحماية الحكومية اللازمة لتحسين أوضاع قطاع التعليم الذي يتسرب منه سنويا أعداد هائلة من الفتيات والفتيان إلى شوارع المدن بحثا عن عمل مع توقف مصادر العيش الشحيحة في الأساس". وأضاف "بذلك يغامر مشعلو هذه الحرب بحاضر اليمن، ومستقبله، بعد ان تسببوا بسحق الإنجازات والمكاسب الاقتصادية النسبية التي تحققت على مدى العقود الماضية، فضلا عن جراحات عميقة في النسيج الاجتماعي، وتمزيق الهياكل المؤسسية للدولة، وبالتالي إعادة البلاد عقودا الى الوراء". وأشار إلى إجراءات وخطط واعدة لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة على صعيد تحسين الخدمات، والبنى التحتية، وتمكين النساء، وتفعيل دور أجهزة انفاذ القانون، وحوكمة الأنشطة المصرفية والمالية ضمن حزمة إصلاحات شاملة. وأوضح العليمي أن هذه الإصلاحات منسقة مع الاشقاء والاصدقاء بهدف إعادة الثقة بمؤسسات الدولة، وتشجيع التضامن العالمي، وحشد تمويلاته الى جانب اليمن وشعبه، ومؤسساته الشرعية. واشاد في هذا السياق بالتزام تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة على صعيد الأجندة الانسانية والتنموية. وأعرب عن تطلعه في أن تمثل مخرجات الحوار الدولي البناء الذي تستضيفه الأمم المتحدة، فرصة سانحة لصناعة التحول، وإعادة اليمن الى مساره الصحيح للحاق بركب التنمية المستدامة.
مشاركة :