أكد الكرملين الأنباء حول نقاشات تجري بين روسيا ودول كبرى أخرى بشأن البنية المستقبلية للدولة السورية، بما في ذلك قيام فيدرالية هناك، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «محاولة أي من مجموعات المعارضة تقديم نفسها على أنها الوحيدة أو الرئيسية خلال المفاوضات مع حكومة بشار الأسد، لا يتوافق مع المطالب الواردة في القرارات الدولية». وكشف السكرتير الصحافي للكرملين عن «تبادل لوجهات النظر يجري حول الاحتمالات الممكنة للتسوية السياسية في سوريا على مستوى الخبراء»، مؤكدًا أن هذا الأمر يجري بشكل مكثف جدا. إلا أنه دعا إلى عدم التعامل مع تبادل وجهات النظر هذا على أنه مفاوضات، مطالبًا بـ«عدم تقديم ما يجري على أنه مفاوضات تتناول بشكل ملموس هذا الأمر»، ليكرر من جديد أن «ما يجري هو تبادل لوجهات النظر ويجري ضمن أكثر من إطار، وليس من جانب روسيا فحسب، وليس حول هذا الموضوع (الفيدرالية) فقط». واستطرد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، مشددًا على أن «شكل النظام السياسي، ومصير القيادة السورية هي مسائل يقرر بشأنها السوريون أنفسهم فقط، وهم وحدهم من يمكنه اتخاذ القرارات الشرعية بخصوص مستقبلهم». من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، معربًا عم أمله في أن يساهم هذا باستئناف المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية. وبعد أن أكد على ضرورة مشاركة طيف واسع من القوى السورية في تلك المفاوضات، المتوقع انطلاقها يوم الرابع عشر من الشهر الحالي، عاد وزير الخارجية الروسي ليشكك بتمثيل المعارضة، حين شدد على «ضرورة ضمان تمثيل شامل لقوى المعارضة السورية وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد»، داعيًا إلى أن «تؤخذ بالحسبان مجموعات المعارضة التي شاركت في لقاءات موسكو والقاهرة والرياض، وحتى المشاركين في لقاء انعقد في العاصمة الكازخية استانا، وهو لقاء للمعارضة السورية الداخلية وفق ما قال لافروف، ويقصد بذلك اللقاء الذي استضافته استانا بطلب وإلحاح من رندا قسيس وشاركت فيه قوى «المعارضة الموالية». واعتبر وزير الخارجية الروسي أن «محاولة أي من هذه المجموعات تقديم نفسها على أنها الوحيدة أو الرئيسية خلال المفاوضات مع حكومة بشار الأسد، لا يتوافق مع المطالب الواردة في القرارات الدولية» ليهاجم بعد ذلك وبشكل مباشر وفد المعارضة السورية المنبثق عن لقاء الرياض، حين قال إن تسمية مجموعة ما لنفسها: الممثل الوحيد أو الرئيسي للمعارضة يتعارض مع القرارات الدولية، لا سيما عندما تسمي مجموعات أو أخرى نفسها بأنها «الهيئة العليا للمفاوضات»، واصفا هذا الأمر بأنه «لا ينم عن تواضع». ولم يفت وزير الخارجية الروسي منح مساحة خاصة من حديثه خلال مؤتمر صحافي مشترك يوم أمس مع نظيره الصيني لمشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» في مفاوضات جنيف، وقال إن «الأكراد بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم يسيطرون كحد أدنى على 15 في المائة من الأراضي السورية، حيث عاشوا أيام السلم»، موضحًا أن الأكراد الآن حلفاء للتحالف الأميركي ولروسيا في الحرب ضد «داعش»، و«جبهة النصرة»، ومؤكدًا أنهم «عززوا مواقعهم على الأرض». وعلى هذا الأساس حذر لافروف من أن استثناء مشاركة الأكراد في بداية جلسات استئناف انطلاق المفاوضات في جنيف ستغذي المزاجية الانفصالية لدى بعض القوى الكردية التي تحبذ عدم البقاء ضمن الدولة السورية.
مشاركة :