تواجه شركة “أبل” عددا من المشكلات في الصين، مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وكذلك تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني. لكن التحدي الأكبر على الإطلاق، وفقا للمحللين، يمكن أن يتمثل في عودة شركة هواوي إلى الظهور بعد صناعتها لرقائق متقدمة بالرغم من فرض عقوبات عليها من الولايات المتحدة. وأثارت أحدث الرقائق، التي صنعتها أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات في الصين SMIC، قلقا في واشنطن وأثارت تساؤلات حول كيف كان ذلك ممكنا، دون أن تتمكن الشركة من الوصول إلى التقنيات الحيوية. ولكن هناك أيضا تدقيق حول ما إذا كانت العملية المستخدمة لصنع هذه الرقائق الجديدة فعالة بما يكفي على نطاق واسع للحفاظ على عودة “هواوي”. لأعوام، أكدت الولايات المتحدة أن شركة هواوي تمثل خطرا على الأمن القومي بسبب صلاتها المزعومة بالحزب الشيوعي الصيني والجيش الصيني. وقد نفت هواوي مرارا وتكرارا وجود أي خطر من هذا القبيل. بدءا من 2019، فرضت الحكومة الأمريكية، برئاسة دونالد ترمب، عددا من العقوبات التي عزلت هواوي عن التقنيات الرئيسة بما في ذلك رقائق “جي5” وبرامج جوجل. وكادت تلك القيود الأمريكية أن تقضي على أعمال الهواتف الذكية لشركة هواوي. إلى جانب شركتي “أبل” و”سامسونج”، تعد شركة هواوي واحدة من الشركات القليلة التي صممت معالجا خاصا بها للهواتف الذكية. وقد تم ذلك من خلال قسم هايسيليكون التابع للشركة الصينية وذلك بحسب “سي إن بي سي”. يطلق على شريحة الهاتف الذكي من هواوي اسم “كيرين 9000 إس”، ويبدو أن من المعالجات المستخدمة والمكونات فإن الشريحة قادرة على استعمال شبكات الجيل الخامس. بالرغم من أن هواوي لم تؤكد أن الهاتف قادر على دعم شبكات الجيل الخامس، لكن المراجعات أظهرت أن الجهاز قادر على الوصول إلى سرعات التنزيل المرتبطة بشبكات الجيل الخامس. تم تصنيع أشباه الموصلات باستخدام عملية 7 نانومتر بواسطة شركة “SMIC”، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، وفقا لتحليل هاتف “مايت 60 برو” الذي أجرته شركة البرمجيات “تاك إنسايت”. ويشير رقم النانومتر إلى حجم كل ترانزستور فردي على الشريحة، وكلما كان الترانزستور أصغر، كلما أمكن تجميع عدد أكبر منه في شبه موصل واحد، وعادة يمكن أن يؤدي تقليل حجم النانومتر إلى إنتاج شرائح أكثر قوة وكفاءة. وتعد عملية 7 نانومتر متقدمة للغاية في عالم أشباه الموصلات، على الرغم من أنها ليست أحدث التقنيات.
مشاركة :