الجونة (مصر) - يعود مهرجان الجونة السينمائي بعد توقفه العام الماضي، بدورته السادسة الشهر المقبل مع تركيز أكبر على صناعة السينما من خلال برامج متعددة لدعم الأفلام وتمويلها وتأهيل الكوادر الشابة. وقال المدير التنفيذي والمؤسس المشارك للمهرجان عمرو منسي في مؤتمر صحفي عقد الاثنين بالقاهرة "رؤيتنا في هذه الدورة هي.. الصناعة الصناعة الصناعة.. نريد عمل شيء مشرف لصناعة السينما في مصر". وأعلن مهرجان الجونة السينمائي عن تفاصيل دورته السادسة التي تقام في الفترة من الثالث عشر إلى العشرين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتتضمن محاضرات وحلقات نقاشية وورشا تقام ضمن فعاليات جسر الجونة السينمائي، والذي يهدف إلى خلق جسر بين صنّاع الأفلام الصاعدين والمخضرمين، وبين الفنانين والخبراء في السينما إلى جانب التواصل بين المواهب المحلية والعالمية. وكشف عمرو منسي أن "عدد النقاشات والحوارات في دورة هذا العام زاد أربعة أو خمسة أضعاف الدورات السابقة وستكون جميعها في موقع رئيسي جنبا إلى جنب مع أماكن عروض الأفلام ويسبقها إعلان مبكر لجدول جميع الفعاليات". ويعرض المهرجان في دورته الجديدة نحو 80 فيلما من أكثر من 38 دولة مع اختيار الفيلم القصير "60 جنيه" للمخرج المصري عمرو سلامة للعرض في الافتتاح. وتدور أحداث الفيلم في 18 دقيقة، حول قصة "زياد" وهو مراهق موهوب يعيش في فقر مع والدته وشقيقه المعاق، ومن خلال أحلام اليقظة نكتشف سرًا غامضًا تتورط فيه العائلة، ومع ذلك، فإن هذا الرابط العائلي سيمنح زياد الفرصة للبدء من جديد. وتضم قائمة الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في الدورة المقبلة 14 فيلما من بينها فيلم "تشريح سقوط" للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان بدورته السادسة والسبعين، وفيلم "درب غريب" للمخرج البرازيلي غوتو بارنتيه الذي حصد 4 جوائز من مهرجان ترايبيكا السينمائي لعام 2023. وأفادت إدارة المهرجان عبر صفحتها بموقع فيسبوك "لطالما كان مهرجان الجونة السينمائي داعمًا للسينما السودانية، سواءً من خلال عرض الأفلام على مدار الدورات السابقة، أو من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لصناع الأفلام والمبدعين السودانيين، وفي الدورة السادسة من المهرجان تتواصل رحلتنا مع السينما السودانية من خلال العرض الأول في الشرق الأوسط لفيلم "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني والذي سبق وأن حصل فيلمه على جائزة منصة الجونة السينمائية 2020". وأضافت "نحتفي بقوة سرد القصص والحرية مع فيلم وداعًا جوليا.. ننتظر بكثير من الحماس العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان الجونة السينمائي". كما سيتم عرض مجموعة من الأعمال السينمائية السودانية، وهي أفلام قصيرة ومتوسطة ستعرض ضمن قسم "عروض خاصة"، وهذه المجموعة تم ترميمها بالتعاون بين جماعة الفيلم السوداني ومعهد أرسينال للسينما وفنون الفيديو في برلين، بهدف إعادة إحياء هذا التراث السينمائي والحفاظ عليه. وهذه الأفلام هي: "أفريقيا: غابة طبل وثورة – الضريح – الحبل – المحطة - أربع مرات للأطفال - حفلة صيد – جمل - ولكن الأرض تدور". ويمثل مصر في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلم "آل شنب" بطولة ليلى علوي ولبلبة وسوسن بدر وخالد سرحان وإخراج أيتن أمين، بينما تشمل مسابقة الأفلام القصيرة أربعة أفلام مصرية. وأشار مدير المهرجان انتشال التميمي إلى أن "المهرجان سيخصص لأول مرة برنامجا مصغرا لبعض أفلامه في سينما زاوية بالقاهرة بالتزامن مع العروض في الجونة بهدف إتاحة البرنامج لأكبر عدد من المشاهدين". وكشف التميمي عن اختيار المخرجة ياسميلا زبانيتش من البوسنة لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، كما أعلن حصول المهرجان على حق عرض أحدث فيلم للمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي "كيلرز اوف ذا فلور مون". وارتبط المهرجان في الأذهان منذ دورته الأولى عام 2017 في مدينة الجونة السياحية المطلة على البحر الأحمر باستقطابه لكبار النجوم العالميين وإطلالات نجمات السينما على السجادة الحمراء والدعم المالي الوفير من رجال أعمال عائلة ساويرس، لكن القائمين عليه يعملون على تغيير هذه الصورة. وقال عمرو منسي "استحدثنا هذا العام سوق الجونة السينمائي، ورغم بعض التخوفات من هذه المخاطرة في هذا التوقيت وجدنا كل الدعم من شركائنا وقررنا أخذ المخاطرة معا". ويشكل سوق الجونة السينمائي منصة عرض للمشروعات الجديدة ومعدات صناعة الأفلام والبنية التحتية والخدمات والتقنيات والمبادرات المختلفة ويعمل على ربط صناع المحتوى بالمشترين المحتملين والموزعين والشركاء لضمان التوزيع الناجح للأفلام وتسويقها تجاريا. كما يطلق المهرجان في هذه الدورة "مبادرة ناشئي الجونة" بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة في مصر والتي تشمل ورش عمل وحلقات نقاش ومحاضرات تستهدف الشبان بين 18 و29 عاما من مخرجين وكتاب وممثلين ممن سبق لهم المشاركة في صناعة فيلم قصير أو روائي طويل أو وثائقي.
مشاركة :