واشنطن - تسعى الولايات المتحدة لتعزيز تعاونها العسكري مع المملكة العربية السعودية لتصل إلى مستويات متقدمة للغاية في ظل جهود من واشنطن للعودة بقوة إلى منطقة الخليج من خلال إرسال تعزيزات الى الأسطول الخامس في البحرين وعقد كثير من الاتفاقيات الدفاعية مع العواصم الخليجية مع تنامي التهديدات الإيرانية في المنطقة فيما يأتي حديث الاعلام الاميركي عن مباحثات لتوقيع معاهدة دفاع مشترك بين الرياض وواشنطن لإقناع المملكة بتطبيع علاقاتها مع تل ابيب. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا عن نوايا أميركية لتعزيز التعاون الدفاعي مع الرياض من خلال عقد اتفاقية دفاع مشترك مع الجانب السعودي تكون شبيهة باتفاقيات أبرمت بين الولايات المتحدة ودول مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وكانت الولايات المتحدة أرسلت في الأشهر القليلة الماضية سفنا حربية وقرابة 3 آلاف جندي لتعزيز الأمن والاستقرار ومنع تهديد امن الملاحة البحرية في مياه الخليج فيما ادى مسؤولون اميركيون بارزون على غرار مستشار الرئيس الأميركي جاك سوليفان زيارات الى المنطقة لبحث ملفات الامن والتهديدات الإيرانية. وأوضحت الصحيفة ان الجانبان السعودي والأميركي يبحثان في شروط هذا الاتفاق حيث أشارت مصادرها بان الرئيس الأميركي جو بايدن يريد من وراء الاتفاقية حث الرياض على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب. ووفق ما صرح به عدد من المسؤولين الاميركيين السابقين والحاليين لنيويورك تايمز فان الولايات المتحدة ستلتزم وفق الاتفاقية بتقديم الدعم العسكري إذا تعرضت الرياض لهجوم في المنطقة أو على الأراضي السعودية. ووفق المعطيات التي نقلتها الصحيفة الأميركية فان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يعتبر ان المعاهدة ستكون اهم عنصر في المباحثات مع بايدن والتي ستتناول ملف التطبيع. ولا تقيم المملكة أي علاقات مع إسرائيل وتؤكد عادة أنها ترفض تطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية. وأكدت الرياض مرارا على لسان عدد من مسؤوليها على غرار وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحان انها متمسكة بمخرجات المبادرة العربية للعام 2000 ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يشمل اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967. من جانب اخر قال مسؤولون سعوديون للصحيفة ان المعاهدة في حال إبرامها ستساهم في ردع أي هجمات محتملة من الجانب الإيراني رغم اتفاق إعادة العلاقات بين طهران والرياض بإشراف بكين في مارس/اذار الماضي. وأشارت نيويورك تايمز الى رغبة ولي العهد السعودي من واشنطن مساعدة بلاده على تطوير برنامج نووي مدني وهو ما يلقى معارضة من دوائر في أميركا واسرائيل خاصة من قبل مشرعين في الكونغرس. في المقابل أشارت بان التوصل لأية صفقة سيكون انجازا لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تسعى وراء انجاز بعد الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة اليمينية في الداخل والخارج.
مشاركة :