تُنظّم هيئة فنون الطهي مهرجان القهوة السعودية 2023 خلال الفترة من 28 سبتمبر الجاري إلى 1 أكتوبر المقبل، مقابل مركز الملك عبدالله المالي بالرياض من الجهة الشرقية، الذي يُعد حدثاً ثقافياً بارزاً يحتفي بالتاريخ العريق والتراث الغني للقهوة السعودية، كما يُقدّم لزوّارهِ تجربةً ثقافية ثريّة عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي تستعرض مدى تقدم صناعة القهوة في المملكة، ودورها المحوري في الثقافة السعودية على مرّ العصور بوصفها رمزاً للضيافة والحفاوة والتقاليد الأصيلة. ويُمثّل المهرجان تجربةً ممتعة للزائر ولجميع متذوقي القهوة عبر ثلاث مناطق رئيسية، تبدأ من منطقة "فنجال الضيف" التي تضم ثلاثة أركان، أولها "رحلة شجرة البُن" الذي يتيح للزوار تجربةً غامرة في منطقةٍ مصمَّمةٍ لتُحاكي تجربة الانغماس في الواقع المحاكي عبر الشاشات، لتأخذهم في رحلة بصرية يستكشفون من خلالها رحلة القهوة من المزرعة إلى الفنجان، مع إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للقهوة السعودية، والثاني "أهل الدِّلال" للتعريف بشذى وعبَق القهوة ومدى روعتها واختلاف محاصيلها من أنحاء العالم، وفهم مجموعة متنوعة من النكهات التي يقدمها كل نمط، في تجربةٍ استثنائية تعرض أنواع القهوة السعودية بحسب المنطقة الشمالية، والجنوبية، والغربية، والشرقية. ويستعرض فيها الحرفيون مختلف الحرف اليدوية والصناعات التقليدية بوصفها فناً بارزاً في الثقافة السعودية، وأما الركن الأخير "محمصة البن الحديثة" فيُقدم للزائر مشاهد حيّة لرحلة تحوُّل البن، وتأثير التنوع الثقافي في المملكة على كيفية التعامل مع مكونات القهوة، ليتعرف الزائر من خلال ذلك على كيفية حمس البُن، واختلاف درجاته بين مناطق المملكة من الأفتح إلى الأعمق. وتأتي المنطقة الثانية "فنجال الكيف"، والتي تشمل أربعة أركان، أولها يُمثّل سوقاً للقهوة ويُعدُّ الجزءَ الأكبر في المهرجان والأكثر حيوية، حيث يُمكّن الزوار من استكشاف مجموعةٍ واسعة من المقاهي والمحامص، والتعرف على مختلف مزوّدي القهوة ومنتجاتها المتنوعة، وثانيها ركن المطاعم الذي يضم تشكيلةً متنوعةً من المطاعم المحلية التي تُلَبّي تطلعات الزوار من مختلف الأذواق والفئات، وثالثها ركن "واحة الطفل" الذي يأتي كمنطقةٍ مفعمةٍ بالبهجة ومصمَّمةٍ بما يتناسب مع الفئة العمرية للأطفال، وتتضمن خمسة أركان ، وهي: زراعة شجرة البُن، والرسم بالبُن، وتلوين معدات القهوة، وتزيين الكب كيك، والتصوير الفوري. ويأتي الركن الرابع والأخير من منطقة "فنجال الكيف" والمخصص لمسابقة "درب الفنجال" التي ستُسلط الضوء على ثقافة القهوة السعودية وطرق تحميصها المختلفة، بحيث سيجري ترتيبُ جلساتٍ للمتسابقين وتجهيزُ المعدات اللازمة للمسابقة مثل (الفرن الكهربائي، وأدوات التحميص المختلفة، والبُن وغيرها)، كما سيتم تجهيز طاولةٍ تتسع لثلاثة أشخاص (المُحكِّمين) لتُقدَّم لهم القهوة المُعدَّة من المتسابقين لاختيار الفائز منهم. بعد ذلك تأتي المنطقة الثالثة "فنجال السيف" كقلبٍ نابض للمهرجان من خلال تصميمها بطريقةٍ إبداعية فريدة، حيث جُهِّزت بأحدث الأنظمة المرئية والسمعية، لجعلها مساحةً استثنائية يجتمع فيها مختلف المتحدثين والمختصين في قطاع القهوة السعودية، وستستضيف المنطقة سلسلةً من النقاشات مع المختصين لتغطية تطوّر سوق القهوة السعودية والعالمية، ودَور المملكة في سوق القهوة العالمي، إلى جانب العملية الزراعية لإنتاج البُن بالمملكة، لتشكل بذلك فرصةً ثمينة للتعلم والتواصل مع المختصين، وتفعيل عام الشعر العربي لإبراز الثقافة السعودية، وذلك عبر استضافة نُخبة من الشعراء لتقديم قراءاتٍ شعرية تعكس تاريخ وثقافة القهوة وكرم الضيافة السعودية، فضلاً عن تقديم العروض الموسيقية الحيّة لإضفاء جوٍّ من البهجة والحيوية في المهرجان مع التركيز على الموسيقى السعودية التقليدية والمعاصرة. وتسعى هيئة فنون الطهي من خلال هذه الفعالية إلى إبراز مكانة القهوة السعودية والاحتفاء بها، والتأكيد على ارتباطها بالهوية السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، وإظهار التنوع في طرق إعدادها وتقديمها، وهو ما يعكس التنوع الثقافي الكبير في المملكة، إلى جانب إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة السعودية وعاداتها الفريدة.
مشاركة :