تجاوزات الصحافة الفرنسية في تغطية كارثة الزلزال بحوز المغرب، تقودها لساحات القضاء

  • 9/21/2023
  • 23:55
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مازالت فضائح الإعلام والصحافة الفرنسية تتوالى بسبب انعدام المهنية وتسييس القضايا الإنسانية بلا خجل أو يقظة للضمير  وهذه المرة ترفع هذه التجاوزات للقضاء. ” ثورية ساركة ” الناجية من زلزال الحوز الذي ضرب مناطق الحوز بالمغرب في الثامن من شتنبر، ترفع دعوى قضائية ضد صحيفة “ليبراسيون”، بسبب نشرها لصورتها وهي في حالة صدمة مرفوقة بتصريح منسوب لها “غير صحيح”، كعنوان عريض : “ساعدونا، نحن نموت في صمت”. وخلافا لما نشرته الصحيفة الفرنسية أظهر مقطع فيديو تداوله رواد التواصل الاجتماعي بشكل واسع تضمن تصريحات واضحة للسيدة ثورية انها كانت تصرخ بكلمة “عاش الملك” وقت التقاط الصورة. وقد كلفت السيدة ثورية محاميان أحدهما فرنسي والآخر مغربي ليمثلاها أمام القضاء الفرنسي وهما الاستاذات: المحامي بهيئة باريس، روبين بينزارد، والمحامي بهيئة الدرا البيضاء مراد العجوطي. وقد عبر المحاميان على أن التصريحات التي نسبت للضحية و نشر صورتها دون علمها قد اثرت على سمعتها و نفسيتها بالسلب وأن “الجريدة المذكورة قامت باستغلالها في إطار تصفية حسابات سياسية و أوحت من خلال الكلام المنسوب إليها أنها تعارض القرار الذي اتخذته المملكة المغربية برفض المساعدات المقدمة من فرنسا بعد فاجعة الزلزال. “ واعتبر المحاميان أن هذه الوقائع تشكل “انتهاكا لحق الصورة الخاص بهاته المواطنة المغربية و المنصوص عليه في المادة 9 من القانون المدني الفرنسي، حيث تم استخدام صورتها دون استشارتها أو موافقتها”. و يضيف محاميا ثورية الناجية من الزلزال “تشكل هذه الوقائع جريمة بث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص وصورته وبث وتوزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة بهدف المس بسمعة الأشخاص والتشهير بهم والتي يعاقب عليها بالمادة 226-8 من قانون الجنائي الفرنسي بالسجن لمدة سنة واحدة وغرامة قدرها 15000 يورو ‘. كما أعلن المجلس الوطني للصحافة أمس الأربعاء 20 من سبتمبر الجاري تقديمه شكاية إلى مجلس الأخلاقيات بفرنسا ضد “شارلي إيبدو” و”ليبيراسيون”، بعد رصده لمخالفات مرتكبة من قبل الجريدتين خلال تغطيتهما لأحداث الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 08 شتنبر 2023. وأوضح المجلس في بلاغ له أن جريدة “شارلي إيبدو” نشرت يوم الجمعة 15 شتمبر 2023، كاريكاتير يتضمن تحريضا على عدم التضامن والمساهمة في دعم ضحايا الزلزال، الذي عرفه المغرب، “وهذا فعل غير مقبول، لأنه يمس بمبدأ مؤازرة ضحايا الكوارث الطبيعية، في مخالفة تامة للمبادئ الإنسانية”. ولفت المجلس إلى أنه وفي مثل هذه الظروف، ينبغي أن تعطى الأولوية لإنقاذ الضحايا ودعم المتضررين، بغض النظر عن أي خلاف دبلوماسي أو مشكل سياسي، لأن الأسبقية هي للمبادرات التطوعية ذات الطبيعة الإنسانية، التي تتعالى على كل الاعتبارات الثانوية الأخرى. وبخصوص جريدة “ليبيراسيون”، أشار بلاغ المجلس، أنها قامت يوم الاثنين 11 شتمبر 2023 بنشر صورة على غلافها لامرأة من ضحايا الزلزال، بعنوان ”Aidez nous, nous mourrons en silence”، حيث أنه بعد التحقق من مضمون كلام المرأة، الذي راج في شبكات التواصل الاجتماعي، في فيديو مصور، فإن المجلس سجل أن ما نشر في الغلاف ونسب للمرأة الضحية، يتنافى مع حقيقة ما كانت تقوله، مما يشكل ضربا لمصداقية العمل الصحفي والمهنية المفروض التحلي بها عند معالجة القضايا التي تكتسي طابعا إنسانيا ولاسيما في لحظات الكوارث الطبيعية. وقد سجل المجلس أن صحيفة “ليبيراسيون” قامت بخرق أخلاقيات الصحافة، على عدة مستويات، أولها نشر صورة على الغلاف، لسيدة مسنة، من ضحايا الزلزال، ومصاحبتها بتصريح لم تدل به، بل هو من اختلاق الجريدة، بهدف تمرير موقف يضرب في المجهودات التي تبذلها السلطات المغربية، وباقي فرق الإنقاذ من دول صديقة، والمتطوعين. كما خالفت أخلاقيات المهنة، بحسب المجلس، عبر نشرها أخبارا كاذبة وتزوير الحقائق، في ظروف من المفترض أن يحصل فيها تآزر إنساني وأن تتحلى الصحافة فيها بقيم المهنية والتضامن والتعاطف، بدل تصفية الحسابات السياسية، وثالثا “من المعروف في مبادئ أخلاقيات الصحافة أن التعامل مع ضحايا الكوارث الإنسانية، يكون مشروطا بعدة احترازات، من أهمها عدم استغلال صورهم قصد الإثارة الرخيصة”.

مشاركة :