بعثت المملكة عبر «رعد الشمال» الكبير والمشتركة فيه 20 دولة عربية وإسلامية رسالة واضحة لـ«قوى الشر والتطرف» مفادها أننا متأهبون لمحاربة الإرهاب، وأن الدول العربية قادرة على حماية أوطانها من براثن الظلام والعنف. لم يكن «رعد الشمال» مجرد استعراض عسكري، ولامناورات تدريبية، بل حمل في طياته رسائل سياسية لأطراف عديدة على مستوى المنطقة والعالم بأكمله، فالرياض قادرة على حشد الأمة الإسلامية والعربية، وتستطيع في أوقات قياسية تشكيل مواقف إسلامية موحدة تجاه الأحداث في المنطقة. تنطلق المملكة من قاعدة صلبة، ففيها أقدس البقاع لنحو مليار ونصف المليار مسلم، وتنام المملكة على أكبر بحيرة نفط في العالم، ويشكل اقتصادها قوة مهمة في دول الـ20، وتستطيع بسياستها المعتدلة والمعروفة عنها عالميا حلحلة كثير من القضايا العالقة، إذ إن السعوديين يساهمون بشكل فاعل كطرف حل في كثير من التعقيدات الدولية. وبعد «رعد الشمال»، يبدو أن الرسائل السعودية وصلت لجميع الأطراف المعنية، كما ظهرت الدول الإسلامية المشاركة في التمارين العسكرية بوجهات نظر على الأقل متقاربة إن لم تكن متطابقة في بعض الملفات.
مشاركة :