نورا المطيري رهان الكويت على «ضربة قاضية» في آسياد هانغجو

  • 9/22/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت‭ -‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭: ‬تتزيّن‭ ‬البعثة‭ ‬الكويتية‭ ‬إلى‭ ‬آسياد‭ ‬2023‭ ‬بحضور‭ ‬نسائي‭ ‬كبير،‭ ‬من‭ ‬بينهنّ‭ ‬الملاكمة‭ ‬نورا‭ ‬المطيري‭ ‬التي‭ ‬تُعدّ‭ ‬نموذجاً‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬القيود‭ ‬والتقاليد‭ ‬في‭ ‬حلبات‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الرجال‭ ‬وتعتبرها‭ ‬هي‭ ‬‮«‬رياضة‭ ‬المفاجآت‮»‬‭. ‬تقول‭ ‬المطيري‭ (‬35‭ ‬عاماً‭) ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬الملاكمة‭ ‬أنها‭ ‬رياضة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬نتائجها‭. ‬لدي‭ ‬القدرة‭ ‬الفنية‭ ‬والتقنية‭. ‬أتمنى‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬تخدمني‭ ‬القرعة‭ ‬لأتمكن‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬أدوار‭ ‬متقدمة‮»‬‭. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬التصريح‭ ‬عادياً‭ ‬لو‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬ملاكم‭ ‬يستعد‭ ‬لخوض‭ ‬غمار‭ ‬بطولة‭ ‬دولية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يختلف‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المطيري‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬استعداداتها‭ ‬بحماسة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬هانغجو‭ ‬الصينية‭ ‬بين‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬الحالي‭ ‬و8‭ ‬أكتوبر‭ ‬المقبل‭. ‬تُردف‭ ‬الملاكمة‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬بدأت‭ ‬الاستعداد‭ ‬للآسياد‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬البرتغال‭ ‬وفرنسا‭ ‬وهولندا‭. ‬خضت‭ ‬بطولات‭ ‬عدة‭. ‬وحالياً‭ ‬دخل‭ ‬منتخب‭ ‬الملاكمة‭ ‬معسكراً‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬الآمال‭ ‬كبيرة‭ ‬ولدي‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬قدرتي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مركز‭ ‬متقدم‭ ‬ولمَ‭ ‬لا‭ ‬انتزاع‭ ‬ميدالية‮»‬‭.‬ في‭ ‬الكويت،‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬المطيري‭ ‬كمرادف‭ ‬للسيدة‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تحدّت‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حدّ‭ ‬وكسرت‭ ‬القيود‭ ‬والتقاليد،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬بفرض‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬‮«‬حلبات‭ ‬الرجال‮»‬‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬الكويتية‭ ‬انتقلت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬بقصيرة‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الجرأة‭ ‬على‭ ‬إقحام‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬المنافسات،‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬عربياً،‭ ‬إقليمياً،‭ ‬وآسيوياً‭. ‬وتمثّل‭ ‬المطيري‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المضيء‭ ‬من‭ ‬القصة،‭ ‬فهي‭ ‬أول‭ ‬خليجية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للملاكمة‭ ‬وأول‭ ‬كويتية‭ ‬تخوض‭ ‬بطولة‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬النبيل‮»‬‭. ‬ وتقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬‮«‬سعيدة‭ ‬جداً‭ ‬لأن‭ ‬المرأة‭ ‬الكويتية‭ ‬باتت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬قوتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬رياضياً‭. ‬هذا‭ ‬مدعاة‭ ‬للفخر‭ ‬لنا‭ ‬كخليجيات‮»‬‭. ‬وتضيف‭ ‬‮«‬أشعر‭ ‬بحافز‭ ‬إضافي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أرى‭ ‬فيها‭ ‬اهتماماً‭ ‬إعلامياً‭ ‬برياضة‭ ‬المرأة‭ ‬الكويتية‭ ‬وإنجازاتها‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مشوار‭ ‬المطيري‭ ‬التي‭ ‬تترأس‭ ‬اللجنة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬المحلي‭ ‬للملاكمة،‭ ‬مفروشاً‭ ‬بالورود‭. ‬فبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الجامعية‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة،‭ ‬دخلت‭ ‬معترك‭ ‬الملاكمة‭ ‬إثر‭ ‬مرور‭ ‬عابر‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬القتالية‭. ‬لم‭ ‬يثنها‭ ‬قطع‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المشوار‭ ‬عن‭ ‬التمسّك‭ ‬بالأمل‭. ‬غابت‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬سنة‭ ‬كاملة،‭ ‬وخضعت‭ ‬لجراحة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬للسبب‭ ‬نفسه‭ ‬كي‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬تنتمي‭.‬ استدُعيت‭ ‬إلى‭ ‬منتخب‭ ‬الملاكمة‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تستنزف‭ ‬الوقت،‭ ‬وتقول‭ ‬ابنة‭ ‬لاعب‭ ‬منتخب‭ ‬الكويت‭ ‬سابقاً‭ ‬وفريق‭ ‬النصر‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬قشيعان‭ ‬المطيري‭ ‬الذي‭ ‬خسرته‭ ‬أثناء‭ ‬غزو‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬نقطة‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬آسيا‭ ‬للنخبة‭ ‬2021‭ ‬عندما‭ ‬انتزعت‭ ‬الميدالية‭ ‬البرونزية‭ ‬وسط‭ ‬ذهول‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬والمتابعين‭. ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬دولية‭ ‬وهي‭ ‬عزيزة‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬قلبي‮»‬‭. ‬وتضيف‭ ‬‮«‬في‭ ‬2022،‭ ‬رسّخت‭ ‬نفسي‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬بعدما‭ ‬انتزعت‭ ‬الميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى‭ ‬للسيدات‭. ‬حققت‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ألقاباً‭ ‬محلية،‭ ‬لكن‭ ‬تركيزي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬حيث‭ ‬خضت‭ ‬استحقاقات‭ ‬كثيرة،‭ ‬فاكتسبت‭ ‬الخبرة‭ ‬وانتزعت‭ ‬ألقاباً‭ ‬عدة‭ ‬ضمن‭ ‬بطولات‭ ‬دولية،‭ ‬بينها‭ ‬الميدالية‭ ‬الفضية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬براغا‭ ‬البرتغالية‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كريتاي‭ ‬الفرنسية‭. ‬أعتز‭ ‬كثيراً‭ ‬بحصولي‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬باريس‭ ‬2023‮»‬‭.‬ تؤكد‭ ‬المطيري‭ ‬أن‭ ‬طموحها‭ ‬في‭ ‬الملاكمة‭ ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬وتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬البطولات‭ ‬وتشكيل‭ ‬منتخب‭ ‬نسائي‭ ‬قوي،‭ ‬كاشفة‭ ‬بأن‭ ‬للملاكمة‭ ‬عاشقات‭ ‬كثيرات‭ ‬لدى‭ ‬الكويتيات‭ ‬اللواتي‭ ‬ينتظرن‭ ‬الفرصة‭ ‬لإثبات‭ ‬أنفسهنّ‭. ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انطلاق‭ ‬‮«‬آسياد‭ ‬2023‮»‬،‭ ‬تقف‭ ‬المطيري‭ ‬بثقة‭ ‬أمام‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬مستلهمة‭ ‬الأمل‭ ‬ممن‭ ‬سبقها،‭ ‬ولن‭ ‬تفوتها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إنجازات‭ ‬سطرتها‭ ‬رياضيات‭ ‬كويتيات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الألعاب،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬الفروسية‭ ‬ضمن‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬1982‭ ‬في‭ ‬نيودلهي‭. ‬ففي‭ ‬تلك‭ ‬النسخة،‭ ‬حققت‭ ‬الكويت‭ ‬أولى‭ ‬ميدالياتها‭ ‬النسائية‭ ‬عبر‭ ‬ثلاث‭ ‬فارسات،‭ ‬نادية‭ ‬المطوع‭ ‬وجميلة‭ ‬المطوع‭ ‬والشيخة‭ ‬بارعة‭ ‬سالم‭ ‬الصباح،‭ ‬إذ‭ ‬سيطرن‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬منافسات‭ ‬الفردي،‭ ‬وانتزعن‭ ‬الذهبية‭ ‬والفضية‭ ‬والبرونزية‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬حافز‭ ‬إضافي‭ ‬للمطيري‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينقصها‭ ‬الدافع‭ ‬لبذل‭ ‬المزيد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬اعتلاء‭ ‬منصة‭ ‬تتويج‭ ‬ستعني‭ ‬الكثير‭ ‬لها‭ ‬ولمجتمعها‭ ‬ولمستقبل‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬النبيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬وتقاليد‭.‬

مشاركة :