في عالم الفاشينيستات، تختلف خلفية كل شابة عن الأخرى، فهناك مَن انطلقن في هذا المجال على أساس الموهبة في التصميم وعرض الأزياء، ودخلت أخريات عالم الفاشينيستات نظراً لاهتمامهن بالموضة والأكسسوارات الفريدة والصيحات الجريئة. وتنتشر على السوشيال ميديا صفحات متنوعة لعاشقات الموضة من كل دول العالم، ومن بينهن الأقوى والأشهر في الوطن العربي الفاشينيستات السعوديات اللواتي يؤثّرن إيجاباً في السيدات ويلعبن دوراً مهماً في عالم الموضة والجمال، ومنهنّ الشابة سوسن القاضي المعروفة بـStylemesausan على السوشيال ميديا. تجمع سوسن الموهبة الفطرية مع الدراسة والمعرفة في مجال الأزياء، وهو ما منحها قدرات مميّزة في مجال التنسيق ومتابعة أحدث صيحات الموضة، واختيار الموديلات العصرية والتصاميم الجديدة بطريقة لافتة ولا تتردّد في تنسيق الألوان المتفاوتة والغريبة، مما جعلها مصدراً إيجابياً لإلهام الآلاف من متابعيها. بدأت سوسن القاضي رحلتها في عالم الموضة من السعودية في العام 2012 من خلال مدوّنة أزياء بدون أن تُظهر صورتها، وانتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراستها الجامعية، ولكن مسيرتها لم تتوقف بل استمرت في نشر آخر أخبار الموضة وأجدد التصاميم، إلى أن تجرّأت في العام 2015 على دخول عالم السوشيال ميديا، حيث كشفت عن وجهها وهويتها واسمها للمرة الأولى. وحصلت الشابة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال والقيادة، ثم درست تسويق وتجارة الأزياء، ونجحت في تحويل هوايتها إلى مهنة حقيقية ترتكز على الدراسة والمعرفة. والدتي نمّت شغفي بالأزياء تقول الشابة السعودية: “حبّي للأزياء وتنسيق الملابس بدأ منذ الصغر، حيث كنت أتضايق كثيراً إذا اختارت لي أمي ملابسي، وأنا ممتنة جداً لوالدتي التي كانت تسمح لي في طفولتي باختيار ملابسي وتنسيقها كما يحلو لي، وبالتالي فالحرية التي أعطتني إياها كانت الأساس في تنمية شغفي بالأزياء وجعلتني أحبّ الموضة أكثر فأصبحتْ هوايتي وتخصّصتُ في هذا المجال الذي بات كل شيء في عالمي يتمحور حوله”. وتضيف: “أعتقد بأنني من أوائل السعوديات اللواتي ظهرن عبر السوشيال ميديا في العام 2015، وقمت بذلك بتشجيع من أسرتي وصديقاتي، ولكن حينذاك لم يكن مألوفاً أن تظهر شابة سعودية في العلن، فواجهت في البداية بعض المشاكل البسيطة والرفض والامتعاض، وبعد فترة الناس تقبّلوني وتعرّفوا على شخصيتي عن قرب، وأيقنوا أن هدفي من الظهور ليس الاستعراض، بل هو بدافع الحب والموهبة والتخصّص والخبرة”. مقوّمات لدخول عالم الأزياء وعن لقب فاشينيستا، تقول سوسن: “حين بدأ تداول هذا اللقب قبل نحو 5 سنوات، كنت أنزعج كثيراً من الأمر، لأنهم كانوا يطلقونه على الجميع في السوشيال ميديا، وأنا كنت أرى نفسي فاشينيستا حقيقية، وأستحق هذا اللقب عن جدارة لأنني درست الأزياء، وأغوص بعمق في هذا المجال، وعملت في الموضة وأحرص دائماً على تنمية قدراتي وموهبتي، فعالم الموضة يحتاج كالعديد من الاختصاصات إلى الدراسة المستمرة والسعي الدائم لتطوير الذات”. وتكشف عن أهم المقوّمات المطلوبة لدخول هذا المجال، بالقول: “أعتقد أن الصدقية والشفافية هما الأهم لدخول عالم الأزياء والسوشيال ميديا، إضافة إلى الظهور اليومي، لأن عدد الفاشينيستات في الوطن العربي في تزايد مستمر، والناس يفضلون دائماً رؤية الأشخاص على طبيعتهم ويختارون مَن يشبههمويعيش نفس حياتهم”. المكاسب المادية مبالَغ فيها وعن الاتّهامات التي تطاول الفاشينيستات باستغلال المتابعين، تقول سوسن: “أنا شخصياً لم أواجه هذا الاتّهام، هو ربما يطاول أشخاصاً محدّدين، ولكن لا أعتقد أنه في هذا الزمن يمكن أن يكون هناك استغلال، لأن المتابعين باتوا متسوّقين أذكياء ولا يمكن أحداً استغلالهم بشيء، وبالتالي اللوم لا يقع على الفاشينيستا بل على المتابعين الذين لا يتابعون الأمور عن كثب، خصوصاً في هذه الأيام حيث يمكن عبر الإنترنت متابعة كل البضائع ورؤية التقييمات المسبقة من القنوات والأشخاص الآخرين، لذا أرى أن من الصعب التعرّض للاستغلال”. وتضيف: “الحديث عن مكاسب الفاشينيستات المادية مثير للجدل، إذ يجب ألا ننسى أن الفاشينيستا تخلّت عن خصوصيتها وعن أمور كثيرة في حياتها من أجل الشهرة، وأعتقد أن المكسب المادي الذي نحصل عليه شيء طبيعي، لأننا في الأصل تخلّين عن أشياء لها قيمة معنوية كبيرة في حياتنا الشخصية. وأؤكد أن المكاسب المادية للفاشينيستات لم تعُد خيالية، فهذا كان يحدث قبل 5 سنوات، أما اليوم فتربح كل فاشينيستا المالالذي تستحقه عن عملها”. التشجيع على شراء الملابس والأكسسوارات المستخدَمة تتحدث سوسن القاضي أيضاً عن الموضة المستدامة فتقول: “بصراحة، أنا طبّقت هذا المفهوم خلال إقامتي في أميركا، وكنت أشتري الكثير من الملابس والحقائب والأكسسوارات المستخدمة أو الـvintage، ودائماً أشجع مَن هم حولي ومتابعيّ على شراء الملابس المستخدَمة من أجل الحفاظ على البيئة”. وتنصح سوسن كل شابة ترغب في تغيير “ستايل” ملابسها وشكلها بالاستعانة بمنسّقة أزياء، لأنها تمتلك من الخبرة والمعرفة ما يكفي لمساعدتها في تحديد ما يناسب شكل جسمها، وأسلوب حياتها، والأماكن التي تتواجد فيها، وتقول في هذا السياق: “إن تنسيق الملابس مجال واسع وتفاصيله عديدة، لذا فالخبير يساعدك على اكتشاف جسمك أكثر والألوان المناسبة والأشياء التي يجب تجنّبها، وهذه كلها حصيلة دراسة لسنوات. وإذا كانتْ المرأة ترفض هذا الخيار، يمكنها أخذ دروس في هذا المجال وتعلّم طرق تنسيق الملابس وتجديد ستايلها بنفسها”. حيل جمالية للحفاظ على الرشاقة تنقل الشابة السعودية سوسن القاضي أجدد صيحات الموضة من ملابس وأكسسوارات، وتميل أكثر إلى التصاميم العصرية أو الكاجوال شيك، وتحرص على المحافظة على لياقتها البدنية ورشاقتها من خلال النوم لأكثر من 8 ساعات يومياً، وتناول الأكل الصحي، وممارسة الرياضة التي تساعدها في الحفاظ على لياقتها ومرونة جسدها. وتختتم حديثها بالقول: “السوشيال ميديا من أهم مصادري لمتابعة أحدث صيحات الموضة وكل شيء جديد في السوق”.