اليوم الوطني.. ماضٍ عريق وحاضر مشرّف ومستقبل مشرق

  • 9/23/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كان توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حدثًا مفصليًّا لكُتَّاب التاريخ في الجزيرة العربية؛ التي كانت حينها مسرحًا للأحداث الكبرى، ومرتعًا لمؤامرات القوى العالمية، التي تعامل معها المؤسّس بحنكة ودهاء سياسي قلّ نظيره. فقد كان بحق محاربًا شجاعًا وسياسيًّا بارعًا، بلغ بخطاه تلك أن وضع المملكة على عتبات البناء لتحصد الأجيال ثمرات عمله. فكان التوحيد بداية عصر جديد لهذه الأرض المباركة، تحولت معه الصحراء الشاسعة إلى قوة اقتصادية وثقافية كبرى، وأظهر للعالم كيف يمكن للروح الوطنية والعزم القوي أن يحقّقا التقدم والتطور، وأن يحجزا موقعًا للمملكة على منصّات الصّدارة العالمية في كثير من المجالات. فأصبح اليوم الوطني السعودي ذكرى عميقة الجذور في نَفْس ووجدان كل محب لهذا الوطن، وكل عاشق لثراه الطاهر.. ذكرى تحمل بين طياتها التأكيد على الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، كما تحمل الكثير من الفخر والاعتزاز بمسيرة نجاح وتطوُّر لا مثيل لها، تكوّنت خلال تسعة عقود من العلم والعمل، حتى أصبح أبناء هذا الوطن يفخرون بوطنهم الذي واكب بنهضته أكثر الأمم تقدّمًا، فأضحى حاضرهم مُشرِّفًا، ومستقبل أبنائهم مشرقًا بإذن الله. إنه اليوم الوطني الـ93.. تسعة عقود ونيف لم يتوقف فيها قطار النجاح حتى عند أشد المحطات والأزمات العالمية ضراوةً وأعتاها قساوة، التي أكبَّت أممًا على وجوهها وأغرقت أخرى في بحر من التّيه، وأعطبت كثيرًا من الاقتصادات الناهضة، وأتت على بنيان أخرى من قواعده. عقود تغيّرت فيها معالم المملكة وشواهد تطورها التي لم تترك مجالًا إلا تميّزت فيه، فمن الصحة إلى التعليم والتقنية والصناعة والزراعة والثقافة والسياحة وخدمة ضيوف الحرمين الشريفين... وغيرها، فكانت كل حقبة تترجم لسابقتها بالرّيادة والتّميُّز، حتى بلغنا عهد الرؤية التي انبلج فجرها كضياء الصبح، فتفرّدت المملكة في سباق التّقدُّم، وتكسّرت أمام طموحاتها أرقام كانت عصيّة على الإنجاز، وبلغت أهدافًا كانت في حكم المستحيل لدى البعض، وذلك بفضل الله تعالى ثمّ توجيهات قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهدًا في العمل على رفعة أمّتنا بين الأمم. ومن ثمرات ما جناه هذا الوطن وأبناؤه والمقيمون فيه؛ الإنجازات البارزة والتّقدُّم اللافت في مجال الرعاية الصحية، من حيث النهضة في بنيتها التحتية، وتوفير أفضل خدمات الرعاية الصحية. وما مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلا دليل وشاهد عيان على ذلك التطور وتلك النهضة؛ إذ يتألّق "التخصصي" كجوهرة في هذا الميدان، ويتوسط كدُرَّة التاج للقطاع الصحي السعودي، بما يقدمه من مستوى عالٍ في مجال الرعاية الصحية التخصصية، في بيئة تعليمية وبحثية متكاملة. ومنذ إنشائه عام 1975م كرّس "التخصصي" جهوده على نحو مستمر للارتقاء بمعايير الرعاية الصحية في البلاد، حتى أصبح اليوم أكثر المؤسّسات تميزًا في المجالات الطبية والبحثية والتعليمية في المملكة العربية السعودية والمنطقة، بل تفوَّق على المراكز الأمريكية في زراعة الأعضاء، وبات من أكثر المراكز الطبية إجراءً لعمليات التشخيص الوراثي قبل الانغراس (PGD) على مستوى العالم، إضافة إلى تحقيقه نجاحات على مستوى العالم في طب الجينوم والجراحة الروبوتية، كما لم يكن بمعزل عن مجال طب الفضاء؛ حيث قاد "التخصصي" 4 تجارب بحثية في علوم الخلية في الفضاء، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، ضمن الرحلة التاريخية لرائدَي الفضاء السعوديَّين ريانة بنت يوسف برناوي وعلي بن محمد القرني إلى محطة الفضاء الدولية.. كل ذلك وأكثر أهّل المستشفى لحصد عشرات الجوائز العالمية والمحلّيّة، وما زال يطمح إلى تقديم المزيد والمزيد للوطن والإنسان على هذه الأرض المباركة. وختامًا، فإن استذكار تلك المآثر العظيمة باعث على التفاني في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ومصدر للفخر بما تحقّق من إنجازات وتطوُّر في بلاد التوحيد، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله-، وطموح بتحقيق المزيد على المستويات كافّة، والمضي قدمًا نحو غد مشرق بمشيئة الله. الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

مشاركة :