وصل إلى القاهرة مساء أمس وفد رفيع من حركة «حماس» يضم 12 قيادياً من داخل فلسطين وخارجها. وقالت مصادر مصرية مطلعة، إن الوفد سيلتقي مسؤولين مصريين لإعادة الاتصال بين الجانبين «والبحث في ملف اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات». وسيقدم الوفد مذكرة مكتوبة تنفي الضلوع في اغتيال بركات، مرجحة أن يتحدث عن رغبة «حماس» في التعاون في التحقيقات الخاصة بملف اغتيال النائب العام. وكان وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار اتهم «حماس» بمساعدة جماعة «الإخوان المسلمين» المصنّفة إرهابية في مصر، في قتل النائب العام السابق. واستعرض اعترافات مصورة لأفراد في خلية الاغتيال قالوا إنهم تلقوا تدريباً في غزة على يد «أبو عمر» من «حماس»، وأنه اتصل بهم ليهنئهم بنجاح العملية ويحفزهم لعمليات أخرى. وسيلتقي وفد «حماس» رئيس جهاز الاستخبارات المصرية ومسؤولي الملف الفلسطيني فيه. وقال قيادي في «حماس» لـ «الحياة» في غزة إن الوفد سيبحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح معبر رفح الحدودي مع مصر والسماح لـ «الغزيين» بالتنقل عبره، وكذلك الاتهامات المصرية للحركة بدعم «نشاطات إرهابية» في شبه جزيرة سيناء، واغتيال النائب العام المصري العام الماضي، إضافة إلى قضية أربعة عناصر من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، اختفت آثارهم في سيناء بعد دخولهم الأراضي المصرية عبر معبر رفح قبل أشهر. واستبعد أن يسفر اللقاء عن نتائج إيجابية. وأفادت وكالة «سما» الفلسطينية للأنباء، بأن طرفاً فلسطينياً فاعلاً ساهم في ترتيب زيارة الوفد وإقناع الجانب المصري بترتيبه، لما فيه مصلحة مصر وغزة ومستقبل المصالحة الوطنية الفلسطينية، مضيفة أن وزير الاستخبارات المصري خالد فوزي أقنع الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة لقاء «حماس» في القاهرة وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين على المستويات السياسية والأمنية والإقليمية. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة «سما»، أن القاهرة ستعرض على وفد «حماس» الأوراق الموجودة لديها عن اغتيال النائب العام، وترغب في ردود محددة وإجراءات عملية، مشيرة إلى أن القيادة المصرية مقتنعة بأن لا قرار سياسياً لدى الحركة بالتدخل في الشأن المصري، لكنها ستضع النقاط على الحروف أمام وفد «حماس» الزائر، وتريد وضع آلية جديدة للتعاون بين الجانبين ومحاصرة تداعيات الأحداث. وتابعت أن «القاهرة تطمح بوجود نظام سياسي فلسطيني قوي وموحد يضم حماس أيضاً في ظل تطورات إقليمية وسياسية متلاحقة»، معتبرة أن فشل محادثات الدوحة الأخيرة بين «فتح» و «حماس» يؤكد أن لا مصالحة فلسطينية من دون القاهرة. ويرأس وفد «حماس» القيادي محمود الزهار، الذي كان صرح في حوار متلفز بإن «حماس إخوان، لكن لا رابط تنظيمياً مع (تنظيم الإخوان)، والحركة لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري»، مشيراً الى أن اتهام «حماس باغتيال النائب العام لا يعبر عن رأي كل الأجهزة الأمنية في مصر»، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات، الذي قال إن علاقات الحركة معه مبنية على التفاهم وعلى الترتيب والتنسيق المشترك منذ أيام رئيس الاستخبارات الراحل اللواء عمر سليمان. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» في غزة، إن وفد «حماس» يضم أعضاء المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وماهر عبيد قادمين من الدوحة، وخليل الحية وعماد العلمي ونزار عوض الله والزهار من قطاع غزة، الذين وصلوا إلى القاهرة عبر معبر رفح الحدودي على رغم إغلاقه أمام حركة المسافرين.
مشاركة :