أعاد معرض الكتاب الدولي الرياض القديمة إلى الأذهان، عندما حملت هويته لهذا العام بيئة «زمن الطيبين» قبل 120 عامًا، حيث السور الطيني الصغير الذي يلف البيوت، وترتبط به بوابات رسمية للدخول والخروج، وممرات يلتقي بها الناس لتبادل الأخبار، والبيع والشراء. وجسدت وزارة الثقافة والإعلام العاصمة القديمة والحراك الشعبي في ذلك الزمن، زمن المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله، ونقلته إلى معرض «كتاب 2016»، ليتعانق عبق التراث القديم مع رحيق الثقافة والمعرفة في فضاء «رياض الحزم». وصنعت هوية هذا العام الذهول والانبهار لدى زوار «الكتاب»، وهم يشاهدون بوابات الدخول تحمل أسماء عريقة مثل «بوابة الظهيرة» بدلاً من الاسم السائد «بوابة رقم 1»، وأيضًا «بوابة الثميري» بدلاً من البوابة الثانية، في حين حملت البوابة الثالثة اسم «دخنة»، وأخيرًا «بوابة المريقب» المقابلة تمامًا لمدخل ضيوف المعرض. ولم تنتهِ هوية الرياض عند حدود البوابات فهناك الصالات الداخلية التي تسّمت بـ»قصر خريمس»، و»الدحو» و»المربع»، وكلها ترتبط بممرات ارتبطت برجال أسسوا البناء وتوسدوا التراب، مثل ممر وادي حنيفة، وممر شارع الظهيرة، وممر شارع الثميري، وممر حي القرى، و»الوسيطى» و»مصدة». ويخيل للزائر وهو يتجول بالمعرض أنه في محيط قصر المصمك التاريخي، حيث ممر ميدان «الصفاة» الذي يمتلئ بدور النشر الشهيرة، وكذلك ممر حي المعيقيلية، وسوق الزل، و»الرباط» و»الهدم»، وشارع «آل سويلم»، و»المقيبرة».
مشاركة :